أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عباس علي العلي - شرف الخصومة ومبادئ العمل السياسي الوطني.














المزيد.....

شرف الخصومة ومبادئ العمل السياسي الوطني.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7279 - 2022 / 6 / 14 - 18:51
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يتوهم من يظن أن العمل السياسي الوطني بعنوانه الجامع في أي مرحلة ربما لا تحكمه الضوابط والأخلاقيات والمثل والفضائل بالضرورة، وأنه مجرد انصياع حتمي للمصالح والتوجهات الفكرية لفئة أو مجموعة من الناس تمثل توجها أو ذات أهداف محددة تعمل على تحقيقها بناء على قواعد سابقة وربما توجهات أيديولوجية محددة، هذا المفهوم الليبرالي للسياسة يضع الغايات فوق القيم والنتائج فوق المناهج لأنه يؤمن بالنهاية بأن الغلبة والفوز السياسي هو معيار النجاح وحده، أما من الناحية الأخلاقية والتي تأتي في مرتبة متأخرة عن الكثير من الذين يعملون سياسيا إنما تتحقق جزئيا من خلال التغير العملي والواقعي في المجتمع، بمعنى أن الأخلاقيات السياسية عندهم تمثل أخلاقيات الفكرة التي يؤمنون بها ويعملون من أجلها، هذا الشرخ بين مفهوم السياسة والأخلاق هو واحدا من الأسباب الكارثية التي ضيعت قيم المجتمع وأعادت للسياسة وجهها المصلحي المادي، خاصة في المجتمعات التي تقدس وتؤمن بالقيم والمثل العليا ومنها مجتمعنا العراقي.
وتأسيسا لهذا الفهم فنحن الديمقراطيون المدنيون المستقلون في العراق تحديدا ومن ضمن رؤيتنا التي نعمل عليها أن تكون المصالح العراقية أي مصلحة الوطن وكرامة الشعب وحماية مستقبله فوق كل أعتبار سواء أكان دينيا أو أجتماعيا، لأننا نؤمن أن أخلاقيتنا وقيمنا وألتزامنا الوطني والأخلاقي ينبع من كوننا جزء حي من الشعب العراقي وضميره وماضيه ومستقبله وقيمه ومصالحه الوجودية، ومن هذا المنطلق خرجنا للشارع وحملنا أهدافنا ليس ضد أحد ولا مع أحد، ولكن مع العراق ووجوده وضد أعداءه ومن يهدد بقائه، لسنا دعاة تنازع ولا أختصامات ومصالح خارج ما ذكرنا وليس لنا أهداف خفية وغير معلنه نضمرها أو نمثل وجهى نظر أو رؤية مخالفة للواقع، ولكن نعلن عن أنفسنا أيضا حراسا لقيم أخلاقية نبيلة تعمل على تهذيب وتلطيف شروط العمل السياسي وتكتيكات واستراتيجيات السياسة في مجتمع يرى فيها شأنا شخصيا له قبل أن تكون مجرد مشاركة في الهم العام,
اليوم وفي خضم التناحر السياسي والصراعات المصلحية التي تعصف بالعملية السياسية كل منها تجر نحو هدف أو غاية أو مصالح فئوية أو حزبية، نبقى نحن المدنيون الديمقراطيون المستقلون علامة بيضاء ناصعة في منهج السياسة، فليس أبتعادنا عن منهج ورؤية ولا قربنا منها محكوم بقانون أو موقف مسبق إلا في حدود ما يمثل هذا الموقف قربا وبعدا مع المصلحة العراقية الكبرى، نعم نقف مع التيار الصدري عندما يقود حراكا وطنيا جامعا حتى مع تناسي خلافاتنا السابقة، لأن شرف الخصومة وشرف الوطنية أعلى من نجعل من مصلحة الشعب مانعا من التلاقي الوطني، وهذا الأمر ينطبق مع كل القوى فضلا عن المواقف الحقيقية والجدية المعلنة، خصومتنا لأجل العراق فقط تقديرا وأهمية والتقاءنا معها أيضا بنفس المحدد والآلية، لسنا أصحاب مشروع يقصي الأخرين ولن نقبل أن يقصينا أحد بسبب موقف أو توجه ما، لذا لا نريد أن نكون مجرد جزء من عملية سياسية شكلية خالية من القيم والأهداف النبيلة بل لنا ان نكون وعاء طيبا لجوهر وروح العراق التاريخي الحضاري الذي ينهض في كل مرة لا يريد الذوبان في صراعات الأخرين.
إذا الموقف التاريخي الذي يجب أن نسجله اليوم ولتكن هذا الموقف شاهدا لنا أننا مع عموم توجه التيار الصدري في نداء الغالبية الوطنية وإعادة الروح للعملية الديمقراطية السليمة المتمثلة بالأغلبية الحاكمة والأقلية المعارضة التي تتعاونان فيما بينهما لوضع العراق مجددا على سكة الزمن الصحيح، ودفاعا عن مصالح الشعب وتشديد سيادة القانون ودولة المؤسسات طالما أننا سنواجه رقابة حقيقية من المعارضة سواء الحزبية السياسية أو الشعبية التي لن تترك الفاسد والمخالف للعمل الوطني حرا ومحميا بمصالح الحزب والكتلة التي ينتمي لها، كما أن هذا الوضع القانوني يتيح للقضاء وجهات الرقابة والمحاسبة أن تأخذ دورها الوظيفي في حماية أركان الدولة وأنتهاء فترة الإفلات من العقاب والمحاسبة، هذا جزء مهم من نظرتنا حول موقفنا الذي يستغرب البعض منا أن نطرحه في هذا الوقت وكأننا تحولنا إلى أتباع للسيد الصدر أو نعمل تحت رعاية تياره، يا سادة هذا موقف وطني مسئول ومن يقدم لنا رؤية ومنهج عمل ممثل سنكون معه وفقا لما قيمنا من قبل دور السيد مقتدى الصدر وتياره، هذا الموقف قد لا يعجب الكثير من الرومانسيين الديمقراطيين الذين لا يرون في العمل السياسي سوى فكرة معك كليا أو ضدك كليا، هذه المواقف الطفولية لا تخدم قضية وطن ولا تمثل معنى أن تكون ديمقراطي أو مدني مستقل .
إن مبدأ الوطن قبل السياسة والغايات الوطنية تتقدم دوما سائر الأهداف والتي لا بد أن تتوافق مع جوهر وروح القيم الوطنية والأخلاقية، تبقى أساسا منهجنا العملي والسلوكي دون أن نضحي أيضا بأليات العمل السياسي، وجودنا ضروري ومهم لكن بشرط أن نتقن حدود اللعبة ونلعبها وفقا لقواعدنا لتقليل هامش الخسارة المتوقعة أثناء وجودنا داخل عالم متعدد الأفكار والمناهج، شرفنا الوطني وقيمتنا السياسية لا تأت من ضخامة الشعارات ولا من الكلام الذي لا ينتج لنا ثقافة وطنية تحصننا من الإنغلاق الفكري كما لا تمنعنا من العمل بحرية دون أشتراطات مسبقة غير ثوابتنا التي نعلن عنها، السياسة نعم هي فن الممكن ولكن ليس أي ممكن وليس بمعنى السهل الذي لا يحتاج إلى عمل حقيقي وجاد وملتزم وبلا تضحيات، الممكن المطلوب هو الذي يكون بدرجة واحدة أقل من المستحيل، هكذا نفهم السياسة وهكذا نعلن موقفنا بكل قوة وصراحة وجرأة دون لف أو دوران أو الأختباء خلف أصابعنا لنوهم شعبنا أننا مناضلون من ورق.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الواقع السياسي العراقي... قراءة متشائمة أو تحقيق للواقع
- سؤال التاريخ الوجودي من وجهة نظر فلسفية
- هل ينبغي لنا أن نهجر الدين ح 1
- السيادة والدونية والقيادة المحترفة
- قانون الأمن الغذائي ما له وما عليه
- التأسيس الطائفي للدولة
- العالم ليس أوربا .... غادروا عقلية المستعمر.
- الحرية السياسية وإبداء الرأي بين إباحة دستورية وتشدد قضائي
- مفاهيم ومقارنات فلسفية وفكرية
- بيان من أجل السلام الإنساني
- في البناء السيكولوجي لرجل الدين.
- صلاحية المحكمة الأتحادية في حل مجلس النواب العراقي بموجب قرا ...
- لست مطبعا ولكن .
- الدين والوجودية ... تقارب وتباعد
- ويسألون.... كيف نحرر إرادة الوطن
- بناء السلطة التشريعية في دستور العراق لسنة 2005 أخطاء لا تغت ...
- حول الدعوات إلى أحترام أستقلال القضاء العراقي
- رسالة إلى مولانا السلطان
- إضاءة على بعض جوانب الشخصية العراقيىة
- هل نحن متخلفون حقا؟.


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عباس علي العلي - شرف الخصومة ومبادئ العمل السياسي الوطني.