أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - النجف تتحكم بمفاتيح الإنسداد وبغداد تسمع وتطيع














المزيد.....

النجف تتحكم بمفاتيح الإنسداد وبغداد تسمع وتطيع


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7281 - 2022 / 6 / 16 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مرحلة دقيقة وذات أهمية كبرى مع أشتداد عصيان الحراك السياسي وبغياب حلول مجدية أو إشارات ودلائل لحل ما بفضي كما يتمنى البعض بتسهيل ولادة معسرة، يأت صوت النجف هذه المرة بعد أنقطاع طويل وصمت قد يفسر على أنه رفضا لكل الواقع الذي كانت هي سببا في جزء منه حينما سارت خلف شعارات شعبوية في مرحلة ما من مسيرتها مع ما حدث بعد 2003، ليضع النقاط على الكثير من الحروف ولو ليس جميعها ولكنها أعطت وضوحا وملامح لحل ربما لا يعجب البعض ولا يتفق مع نداءاته التي أطلقها منذ يومين، "فمن كان سببا للحال الذي كان قبل الفتوى ليس صالحا ولا مؤهلا ليقود التغيير والإصلاح في البلد" رسالة بليغة من غير رموز ولا تأويلات ممكنة، فالمالكي وحلفائه القدامى والجدد لا يمكنهم ووفقا للمعنى الفقهي الذي جاءت به الرسالة غير مؤهلين لقيادة البلد مرة أخرى، لتعلن بوجهه ووجههم البطاقة الحمراء الثالثة التي ستفضي في النهاية إلى إخراجه من الملعب نهائيا وليس فقط حرمانه من اللعب فيه.
النجف هي من تصنع القرار العراقي ه1ذا هو العنوان البارز خلال الفترة الممتدة من سقوط بغداد بيد المحتل الأمريكي ولليوم، لسبب بسيط أن ثقل قرارها يأت من ثقل أتباعها في وسط الشعب العراقي ليس عند الشيعة فقط بل بما تحظى به من أحترام عند الكثير من العراقيين، هذا من جهة ومن جهة أخرى أن مساعي الولائيين ومنهم الإطار ومؤسساته وأحزابه وخلال العشرين عاما التي مضت ومع كل محاولاتهم في أنتزاع المفاتيح العراقية من النجف وتسليمها لقم، لم تؤدي إلا لمزيد من الكراهية لإيران وذيولها وأتباعها ومناصريها، فلم تستفز مرجعية النجف الدينية والسياسية لهذه المحاولات ولا تأثرت بردود أفعال البعض، فقد لزمت الصمت والتجاهل لتترك الأخرين يتخبطون بمشروعهم الذي يسعى لجعل العراق مجرد ولاية تابعة لولاية دولة الفقيه.
من جهة أخرى لعبت النجف دورا أخر بصفتها الرمزية المتمثلة بالسيد الصدر وتياره وجمهوره في صناعة الحدث العراقي بالذائقة النجفية لتجعل من الأخرين مجرد صدى لما تقوله النجف، هذا الفعل ليس منعزلا ولا منفكا عن الدور الأول الذي تكلمنا عنه أنفا، بالرغم من التقاطع الجزئي وأحيانا التناقضات بين قيادة الصدر من جهة وبين زعامة السيد السيستاني للمرجعية العليا، لكن يبقى الشيء المشترك الأكبر بينهما هو أن لا تذهب إرادة العراق والعراقيين وإلى الأبد لو سلمت جبرا أو رضاء مفاتيح النجف لقم أو لطهران، وهذا ما يفسر التناغم الخطابي والمضموني بين تحركات التيار الصدري المسندة والمدعومة نجفيا وإن لم تعلن ومع خطابها الأخير برفع البطاقة الحمراء بوجه المالكي وإطاره، النجف بالحقيقة تلعب بدقة متناهية في مسألة الإعداد لبناء منظومة سياسية جديدة تريدها سلمية وأن تبقى في ذات الإطار والعنوان السابق لكن من غير أتباع لقم وولاية الفقيه.
المشكلة في السياسة العراقية الراهنة وعلى عموم ما تتعاطى به الفاعليات التي تنتمي للمكون الشيعي حرصها الكامل وتفانيها المستمر في الطاعة العمياء لولاية الفقيه، في الوقت الذي يمثل فيه المزاج الشعبي ثقله في ولاية وطاعة النجف ومرجعيتها، قد يبدو هذا الكلام غير واقعي للبعض ولكنه هو الحقيقة التي ستنكشف كلما رفع الغطاء جزئيا عن الولائيين والإطاريين الذين يعملون بكل ثقلهم وتأثيرهم في مفاصل السلطة وأستغلالها في الأتجاه الأول، لذا فأتباعهم اليوم والذين لا يستهان بأعدادهم وثقلهم في الشارع مرتهنين للمصلحة الشخصية لهم، لكن لا يعبرون بالضرورة عن المزاج الشيعي في البلد، لاحظنا في الفترة الأخيرة وخاصة بعد أحداث تشرين 2019 وبالرغم من الخطاب الخجول لمرجعية النجف تجاه مساندة ودعم تشرين، أن الكثير من الأصوات وبالذات المتوجهة دينيا تعلن وبصراحة أن الخطر الأكبر الذي يواجه العراق قبل وبعد داعش هو النفوذ الإيراني النوعي، وتدخلها الفج بعنوان دعم الشيعة في العراق وكأن الشيعة أقلية مضطهدة في وطن تحت نير الطوائف الأخرى.
هذا التحول النوعي يزداد مع ازدياد تراخي سيطرة أحزاب الإطار والولائيين الذين يتمسكون بالقوة العسكرية كملاذ أخير لهم وقد مارسوا الابتزاز والتهديد العلني وأكثر من مرة بوجه السلطة والشعب، لذا فالخوف الذي يقض مضاجعهم يوميا هو المتمثل بقرار النجف حل ودمج الحشد الشعبي في القوات المسلحة مما يعني رفع اليد عن السرح المنفلت وقعيا، ورفع الشرعية الدينية عما يحسبونه جهادا دينيا مزعوما منهم، فمثل هذا القرار لا يكسر ظهر الفصائل الولائية فحسب بل بسحب البساط من تحت أقدام النفوذ الإيراني وتحجيم تدخله برفع العذر والعلة التي يتغنى بها مع أتباعه، وهي حماية العراق من الإرهاب والتهيئة لتحرير فلسطين ومقاومة الأحتلال الأمريكي، والمرجعية النجفية تعلم وتدرك هذا لكن يبقى قرارها مرهون بخوف من تحول القرار إلى مشكلة تؤججها إيران بإشعال حرب طائفية في داخل المكون الواحد، الذي يذهب بالكثير من المكاسب التي تحققت وربما تعرض أمن العراق لخطر داهم.
إذا كانت بغداد تمثل الثقل الإداري والعسكري والأمني بكونها العاصمة وأن السيطرة عليها تعني السيطرة على كل مفاصل الدولة، في الواقع العرافي الراهن لا يمكن الوثوق بهذا الفرض ولا الأستناد عليه أبدا، وقد دلتنا التجارب عبر العقدين الماضيين أن المفاتيح المهمة للسلطة والتي يمكنها أن تفتح أو تغلق الممرات محصورة في النجف فقط دون أن يؤثر فيها بعدها عن الظهور الإعلامي أو المباشر، كما أن وجود الحنانة كمركز سياسي وأمني ومسلح بالقرب من المرجعية يحصنها من كل محاولات الضغط المباشر وغير المباشر الذي يجبرها لأتخاذ قرارات بأتجاه معين، خلاصة ما يمكن قوله في هذا المقال أن النجف هي مصدر القرار العراقي وعلى بغداد أن تطيع أو على الأقل أن لا تظهر عصيانها المعلن، وإلا ستكون خصما غير مرحب به في سلسلة تطورات نعرف مقدماتها وأحداثها الراهنة لكن لا نعرف بالتحديد نتائجها المباشرة والنهائية، وربما تغير نهائيا أصول اللعبة بما يصنع واقعا سياسيا مختلفا هذه المرة مختوم بختم قرر في النجف.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة خاصة لمستجدات الوضع العراقي
- شرف الخصومة ومبادئ العمل السياسي الوطني.
- في الواقع السياسي العراقي... قراءة متشائمة أو تحقيق للواقع
- سؤال التاريخ الوجودي من وجهة نظر فلسفية
- هل ينبغي لنا أن نهجر الدين ح 1
- السيادة والدونية والقيادة المحترفة
- قانون الأمن الغذائي ما له وما عليه
- التأسيس الطائفي للدولة
- العالم ليس أوربا .... غادروا عقلية المستعمر.
- الحرية السياسية وإبداء الرأي بين إباحة دستورية وتشدد قضائي
- مفاهيم ومقارنات فلسفية وفكرية
- بيان من أجل السلام الإنساني
- في البناء السيكولوجي لرجل الدين.
- صلاحية المحكمة الأتحادية في حل مجلس النواب العراقي بموجب قرا ...
- لست مطبعا ولكن .
- الدين والوجودية ... تقارب وتباعد
- ويسألون.... كيف نحرر إرادة الوطن
- بناء السلطة التشريعية في دستور العراق لسنة 2005 أخطاء لا تغت ...
- حول الدعوات إلى أحترام أستقلال القضاء العراقي
- رسالة إلى مولانا السلطان


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - النجف تتحكم بمفاتيح الإنسداد وبغداد تسمع وتطيع