أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدي مهني أمين - يا أهل المحبة














المزيد.....

يا أهل المحبة


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7208 - 2022 / 4 / 1 - 17:08
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


لا أعلم السبب -منذ سماع قصة هذه الفتاة الصغيرة- في أن ترن في أذني كلمات هذه الأغنية لعبد المطلب:

يا أهل المحبة ادوني حَبة من سعدكم
اسعد فؤادي وابلغ مرادي يوم زيكم
يا أهل المحبة ادوني حَبة

إلى آخر الكلمات، الكلمات ترن في أذني وكذلك اللحن الجميل والأداء المبدع، الأغنية والكلمات أكثر من رائعة، ولكن في القلب تحوير بسيط، فالأغنية تتطلع أن يعطينا المحب بعضا من محبته، أو قدرا من المحبة التي نحملها له في قلبنا، ولكننا هنا نتطلع لمعنى أبعد قليلا، نحن نتطلع أن يكون في قلبنا "حَبة" من هذا الحب الذي تحمله صاحبة قصتنا لأبيها.

تبدأ قصة هذه الفتاة الصغيرة من أمها، فالأم وهي صغيرها مثلها أو أكبر قليلا أحبت هذا الأب، كان فتى يافعا، أحبته وتزوجته رغم اعتراض الأهل والأقارب، وقد كان عند سوء ظن الأهل والأقارب، لم يصلح لعمل، ولم ينجح في مهمة، وكان على الأم المُحِبة، وهي تنجب أطفالها الثلاثة، أن تجتهد هي وتحمل على كتفيها مسئولية الأسرة، تحملها بكل قوة، نزلت لسوق العمل واستطاعت أن تدبر نفقات أسرتها، والفتى مهمل وعاق، بل دخل في عالم الإدمان، أصبح حالة ميئوس منها.

الأهل والأقارب نصحوا الأم بالابتعاد عن هذا الأب الماجن، الهروب بابنائها بعيدا عنه، والأم في كل مرة ترفض هذا الحل، هي راغبة بقوة في ان "ينصلح حاله"، وراغبة بقوة أكبر في الحفاظ على شمل الأسرة، حتى عندما امتنع الكثير من الأقارب عن مساندتها، لم تستسلم، وحاولت الحفاظ على شمل الأسرة، والحفاظ على هذا الأب تحت سقف الأسرة الواحد، وضاعفت جهودها في العمل لدعم الأسرة، هذا مع فرحتها بتفوق أبنائها، فيحصل الابن الأكبر على الدرجات النهائية، ويلتحق بواحدة من كليات القمة.

تسوء حالة الأب أكثر وأكثر، يصبح عبئا ثقيلا على أسرته، حتى يصل به الأمر لمفترق الطرق، ويختار الحل الصائب هذه المرة، ويقبل أن يذهب لمصحة علاجية، عليه أن يغيب فيها لأكثر من ستة أشهر، وهنا تسوء حالة الابنة، بطلة القصة، تدخل في ألم يشمل كل جسمها، ألم شديد، تحمر عيناها ولا ترى النوم، فقط تنظر بصمت مطبق لوجه أمها، ولا تنام. ذهبوا بها للبحث عن علاج، ولم يجد الأطباء مرضا عضويا، سمحت المصحة بإجراء مكالمة وحيدها بينها وبين أبيها، وسألنا الأم عما فعلته وقتها، قالت:

• أول ما سمعت صوت أبوها قعدت تبكي بحرقة ولم تستطع أن تتكلم.

اتضح أن الفتاة تحمل في قلبها نفس رسالة الأم في الحفاظ على شمل الأسرة، اختيارها مثل أمها عكس كافة المقترحات في الابتعاد عن الأب والنجاة بأنفسهم منه، فعندما اختفى من أمامها لوقت لا تعرف مداه، عجز قلبها المحب عن تحمل غيابه، وانهار جسدها النحيل في ألم مبرح، القلب المحب ينبض بلهفة، والعقل صغير لا يحمل كلاما يهدئ القلب، ولا يحمل كلاما قويا يعظ به الأب، حالة عقل صغير وقلب كبير محب، وجسد واهن منهار على فراش الألم والمرض، قلت لأمها:

• هي تحمل نفس رسالتك في لم الشمل.

والأم تقول:

• ربنا يهديه، بس يا ريت تنام ولو ساعة.

طبعا، يا ريت تنام، ويا ريت الألم يتراجع، وأيضا يا ريت الأب يعود لوعيه ويقاوم، لأن فيه قلوب صغيرة مصيرها معلق بمصيره، فعليه أن يكافح وينجو كي ينقذ نفسه، وينقذ معه هذه القلوب التي تحبه.
صدمتني هذه الفتاة، هل هناك حب مثل هذا؟ قلوب غافرة بهذه الدرجة من الرحمة؟ فعقلها الصغير لا يحمل كلمات لوم أو عتاب، وقلبها الكبير يتألم، درس المحبة يأتينا هذه المرة من طفلة صغيرة راقدة في الفراش في ألم وصمت.

• اللهم أجبر قلبها، اللهم أعطنا قدرا ولو يسيرا من هذه المحبة الممتلئة بالرحمة والحنان، والتي لا تعرف اللوم والعتاب.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبيل صموئيل: المصلح المسالم
- المستشارة تهاني الجبالي
- شريف منير وحكاية فيلم -ريش-
- طفلة بني مزار
- صناعة الإسفاف والعنف
- هل يمكن للطبيعة الإنسانية أن تحقق اليوتوبيا
- ليتورجيا الاحتجاج
- عندما تسعى الدولة كي تسلم تيران وصنافير لدولة أخرى مجاورة
- كيف نخرج من حالة -شبه الدولة- التي يتحدث عنها الرئيس؟
- حتى لا نكون سوريا وليبيا والعراق مثلما يقولون دائما
- خالد يوسف والرمز الأوحد
- وطن يبحث عن قُبلة الحياة
- الآباء الكبار
- فتاة المول، ضحية غياب الاحترام وانتهاك الخصوصية
- قوائم الشهداء الانتخابية
- متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن
- صفر مريم، والضوء الأحمر، والثقة التائهة بيننا
- إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا
- مريم التي تستردني كي أكتب
- نسخر من حمدين، ونهدد السيسي


المزيد.....




- بآخر تحديث للجيش العراقي.. هذه نتائج انفجارات قاعدة الحشد ال ...
- شاهد اللحظات الأولى لانفجارات ضخمة داخل قاعدة للحشد الشعبي ف ...
- فيدان: زيارة السيسي لتركيا ضمن جدول أعمالنا
- الميكروبات قد تحل ألغاز جرائم قتل غامضة!
- صحة غزة: 4 مجازر خلال 24 ساعة وإجمالي ضحايا الحرب تجاوز 34 أ ...
- الحرمان من النوم قد يقودنا إلى الإصابة بـ-قاتل صامت-
- مكمّل غذائي شائع يمنع الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا
- العثور على -بكتيريا مصاصة للدماء- قاتلة متعطشة لدم الإنسان
- -واتس آب- يحصل على ميزات شبيهة بتلك الموجودة في -تليغرام-
- لجنة التحقيق الروسية تعمل على تحديد هوية جميع المتورطين في م ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدي مهني أمين - يا أهل المحبة