أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - خالد يوسف والرمز الأوحد














المزيد.....

خالد يوسف والرمز الأوحد


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خالد يوسف والرمز الأوحد
من زمان وأنا أسأل نفسي ، ليه الرموز تناقصت بعد الثورة، أقصد ثورة يوليو، حتي الرموز التي كانت موجودة وقتها، زي طه حسين والعقاد وغيرهم، نجد أنها رموز نمت وترعرعت في زمن سابق لثورة يوليو، طبعا كان عندي إجابة بسيطة وهي أن الحاكم بقي هو الرمز، اقصد "الرمز الأوحد"، وهنا يجب أن تكون باقي الرموز في درجة أقل أهمية وتأثيرا من هذا "الرمز الأوحد"، أو تكون تابعة له سياسيا يعني تكون صورة وهو الأصل، زي هيكل وعبد الناصر، هيكل مش ممكن مهما كتب يكون رمز زي العقاد وطه حسين، حتى كتابته فهي قليل من الفكر والتحليق وكثير من الوثائق التي لم تكن تتاح لغيره، مش رمز، مش ها يكون في وجدان الناس، من يسكن وجدان الناس غير الرئيس الرمز، فلتتراجع الثقافة ويتراجع الفن، ويقل رويدا رويدا من يغذي وجدان الناس، فيصبحون طائعين، ورموزهم الحقيقية في غياهب السجون صامتون، أو متمردون في الحواري والأزقة ينشدون مع حد زي الشيخ أمام دون أن يمثلوا رصيدا واسع التأثير، أو تحت مقص الرقيب يقولون كلاما فيه صنعة بدون روح، بدون وجدان، أو فيه قليل من الروح، قليل من الوجدان المصرح به، والنتيجة يتراجع الرمز.
النظام الرمز، مع الوقت تعلم وترك هامشا محدودا للفن كي يعبرعن الوجدان بطريقة رمزية وفنية، طلعت من هذه الفسحة أعمال زي: الأبن الضال، شئ من الخوف حدودتة مصرية، جواز بقرار جمهوري، ضد الحكومة، عايز حقي، هي فوضى،... لكن كلها أعمال رمزية تتلقاها قلة وتفسرها قلة، ويتوه الكلام ويضيع الرمز.
ثورة يناير أفرزت بعض الرموز، تأسست فكرة الرمز اللي تتخطى قامتة الحاكم الرمز، تراجعت فكرة الحاكم المؤله، أصبح نقد الحاكم أمرا مشروعا، مقاضاته -إن لزم الأمر- أصبحت واجبا وطنيا، وناس عادية تكسب قضايا مرفوعة على هذا الحاكم، الناس بقت تفهم الفرق بين احترام الجيش وبين تجاوز بعض رجاله على ثروات البلاد، عين الناس على تقرير المستشار هشام جنينة، تقديم المستشار للمحاكمة أثار فضول الناس أكتر لتقريره، ورغبتهم في محاسبة المخطئين.
الناس اصبحت تفرق بين أهمية الامن وبين اعتداء رجل الشرطة على مواطن، علشان الشرطة تكتسب مصداقيتها؛ الناس أصبحت تواقة لمحاكمة الشرطي المعتدي، الناس أصبحت تنظر بريبة لكل من يجامل الحكومة عمال على بطال، فرق كبير بين جو النهاردة وأجواء الأمس، فرق كبير ظهرت براعمه مع الوقت وظهرت ثماره في ثورة يناير، ثمار عدم التحفظ وعدم المواربة، وتخطي قامة الرئيس الرمز، كي تظهر قامات اخرى تغذي وجدان الشعب، ولو كان الرئيس هو من يعمل على تغذية هذا الوجدان بأعماله وقراراته فلن يصبح الرمز الوحيد بعد، ولو قصّر وتراجع لحاسبته هذه الرموز ولتأكدت أيضا من أن التاريخ سيحاسبة، الثورة أنضجت الشعب.
بعض الرموز عرفوا طريقهم المختصر السريع، منهم "خالد يوسف"، الذي ذهب للبرلمان كي يمثل الشعب، فالبرلمان هو المطبخ الأساسي للدول الرشيدة، حيث تصنع القوانين التي تحمي الشعب وتحقق الصالح العام، أو بالعكس أن يكون المطبخ الذي يحمي الحاكم ضد الشعب وضد الصالح العام.
يعني "خالد يوسف" ترك الفن اللي ممكن يعبر فيه بطريقة مواربة عن رأيه وذهب للبرلمان اللي يعبر فيه عن رأيه بطريقة مباشرة؛ فيساند القوانين التي تخدم الناس ويقاوم القوانين والقرارات تضر بمصلحتهم، دخل البرلمان رجل واعي ، فنحن أمام رمز يضر مباشرة بمصالح النظام الحاكم، لذا قد يسعى النظام للاقتصاص منه أو لتشويه صورته، وهنا يلجأ لتشويه الرموز النامية أولا بأول ، بدلا من أن يقدم رموزا تترقي بوجدان الناس كي يباري رموز الشعب، وهي محاولة فاشلة، لأن الثورة أسقطت المواربة، وأقرت حرية التعبير كحق أصيل لا يمُنح ولا يمُنع بقرار من النظام الحاكم؛ فلا يصح إلا الصحيح.
إن محاولة النيل من "خالد يوسف" هي محاولة فاشلة ستعلي من أسهم خالد كي يتشجع أكثر، وكي يتشجع أخرون في بث روح الأمل وبناء الوطن برؤية صادقة جديدة تريدها ثورة يناير المباركة، نعم لقد أوضح خالد أنه تم تصحيح الموقف، ولكن تظل الفكرة قائمة وملحة أن يحافظ النظام على رموز الوطن، ويحدو بإعلامه ألا يتصيد لهم؛ فرموزنا الوطنية قليلة جدا تدعونا للمحافظة عليها، رموزنا الوطنية ليست بديلا بل شريكا "للرمز الأوحد" سابقا، لأنه لا يوجد حقيقة "رمز أوحد" وتقدم رهن لرموز كتيرة متفاعلة.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن يبحث عن قُبلة الحياة
- الآباء الكبار
- فتاة المول، ضحية غياب الاحترام وانتهاك الخصوصية
- قوائم الشهداء الانتخابية
- متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن
- صفر مريم، والضوء الأحمر، والثقة التائهة بيننا
- إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا
- مريم التي تستردني كي أكتب
- نسخر من حمدين، ونهدد السيسي
- في معركة الدستور، تؤخذ الدنيا بالمشاركة
- ضبط النفس.. تطبيق القانون
- القانون قانون يا أبلة هيلدا..
- حكومات شفافة وشعب مشارك
- طابور الوقود الذي ملأ الميادين بالثورة
- أنا أيضا أؤمن أن الله لن يترك مصر
- لنتفاوض هذه المرة كثوار، ولنترك التفاوض السياسي جانبا
- تكدير الصفو العام
- الشرعية التي تأخرت كثيرا
- 30 يونيو، الثورة تسترد الشرعية
- هذا ما لزم توضيحه


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - خالد يوسف والرمز الأوحد