أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا














المزيد.....

إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4915 - 2015 / 9 / 4 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رحل الطفل إيلان الكردي، أو بالحري وصل إلى شاطئ بودروم التركية، وصل الطفل بعد أن صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، أطنة لم يحمل للسماء أية شكوى، لعله فقط كان يبحث في السماء عن ركن هادئ كي تستريح الروح بعد أن استراح الجتمان ونام على الرمال في اطمئنان ودعة، هو صغير جدا، صغير فلن يرى من كافة الأمور إلا جانبها المشرق، الجسد يستريح على الرمال والروح تستريح في السماء وحتما ستأتي إليه أمه وأخوته ويلتئم شمل عائلته كي يكملوا ضحكاتهم ومسامرتهم وألعابهم الجميلة.

- فما الطفولة إذن لو لم تكن لعبا ومرحا وسرورا؟
- كلهم قادمون هو يعتقد،

فقط تستريح الروح في حضن السماء ويستريح الجسد في حضن رمال الشاطئ حتى يأتي جميعهم إليه، ويروي كل منهم مغامراته السعيدة على سطح هذا الكوكب الأزرق الصافي، كوكب الأرض الحزينة لأن إيلان أبنها لا يفهم ما يصنعه أخوته البشر بعضهم ببعض، حتى سلبوا منها معنى لونها الأزرق الجميل، وكم غسلت بمياهها الزرقاء كثيرا من دماء، من أوجاع، كما ملأت عيون الثكالي والأرامل بدموع من مياهها حتى يغتسلوا ويمسحوا أثار الكراهية التي زرعت في قلوب البشر، حتى نسوا أنهم في الأصل أخوة، وأكلوا أكباد وقلوب ضحاياهم، وقاموا بشيهم على النار، واغتصبوا بناتهم. هرب والد إيلان كي ينجو بكرامة أسرته فسقطوا جميعا في الماء، ورحل كل منهم في صمت، أكثرهم صمتا كان إيلان.

ولعل في الصمت بلاغة تفوق بلاغة الكلمات، ولعله الدرس المؤلم، فلو لم نتوقف عن الكراهية، والنبذ، والاحتقار، لو لم نتوقف كي نعي الدرس، فسنقتل بأيدينا أجمل من فينا. هرب أيلان وعائلته من التكفيرين في كوباني، واختاروا الماء بديلا أكثر رحمة مما يمكن أن يلحق بهم من التكفيريين، الماء أرحم من هول الانسان عندما يتوحش، عندما يفقد إنسانيه؛ ويصبح آلة صماء تعمل على إيذاء الناس، ايذاء مشاعرهم وأرواحهم وكرامتهم وحياتهم، بل والتمثيل بهم بعد قتلهم، إذن الماء ارحم، واختارت أسرة إيلان الماء، وواجهت مصيرها بشجاعة.

يقولون الغرب هو من يشعل فينا النار، ولكنها الكراهية هي التي تشعل فينا النار، الكراهية هي التي تقتل، التكفير هو الذي يقتل، فعلينا كي ننقذ البقية الباقية من أطفالنا أن نقاوم الكراهية، فعندما نتوقع أن الآخر كافر ومصيره إلى جنهم، معناها أننا نكرهه، ويوم تحين الفرصة سنقتله كما يفعلون في سوريا الآن، وتسيل الدماء انهارا، ونكتوي كلنا بنار الكراهية، فأن كنا نقرّ أن الدين لله والوطن للجميع، وكي يستقيم المعنى فعلينا ألا نرسل أحدهم في قلوبنا إلى الجنة أو النار، ونكتفي بأخوتنا في الوطن، بل وفي الأرض كلها، إليس كل البشر أخوة، وأبوهم الذي في السماء يجازيهم على أفعالهم، لكن عندما نجازيهم نحن نكون قد أجرمنا في حقهم، وقتلنا الأخوة بيننا وتبارينا كي يلقي كل منا أبناء أخيه كي ترقد بجوار إيلان: الطفل الجميل النائم فوق جراحنا وذهولنا مما اقترفته قلوبنا من كراهية غير مبررة لبعضنا البعض.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مريم التي تستردني كي أكتب
- نسخر من حمدين، ونهدد السيسي
- في معركة الدستور، تؤخذ الدنيا بالمشاركة
- ضبط النفس.. تطبيق القانون
- القانون قانون يا أبلة هيلدا..
- حكومات شفافة وشعب مشارك
- طابور الوقود الذي ملأ الميادين بالثورة
- أنا أيضا أؤمن أن الله لن يترك مصر
- لنتفاوض هذه المرة كثوار، ولنترك التفاوض السياسي جانبا
- تكدير الصفو العام
- الشرعية التي تأخرت كثيرا
- 30 يونيو، الثورة تسترد الشرعية
- هذا ما لزم توضيحه
- الثورة تزداد نقاء وإصرار..
- هيا يا أصدقاء نضمد جراحنا، فغداً لدينا يوم عمل شاق
- الصمود لا العنف
- الديكتاتور العظيم
- آخر فرصة..
- يشكرون المرأة الكفيفة لأنها أيقظت ضميرهم
- لماذا يستهدفون الوحدة الوطنية؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا