أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - حكومات شفافة وشعب مشارك














المزيد.....

حكومات شفافة وشعب مشارك


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مر أكثر من 150 يوما على فض ميداني رابعة والنهضة، والإخوان لا يكفوا عن أعمال العنف من قتل وتنكيل بأطفال، وكبار، ونساء، ورجال شرطة، وجنود على الحدود، أو ناس رايحة تحضر فرح في كنيسة، أو ناس بتشيع جنازة؛ لم يبقوا على شئ، حرقوا كنائس، تربصوا بقرى بأكملها، انفلتوا هنا وهناك كحريق هائل، تخمده الدولة على ما قُسِم؛ يقولون: "يد الحكومة مرتعشة"،أو " الحكومة لسة فيها إخوان"، وربما لا هذا ولا ذاك، ربما ترى الحكومة أن تحمُّل الضربات قد يفوت الفرصة، ويهدئ –مع الوقت- من وتيرة الإخوان، والأزمة تعدي بخسائر أقل، ربما.

وكلما نرى هذه الأفعال، ندرك حجم الخطر الذي كان الشعب سيتعرض له في ثورته في 30 يونيو، فمن المؤكد أنهم كانوا يعدون العدة للتنكيل بالشعب، حتى يركع ويرضخ ويترك الإخوان يلتهمون بلاده ويوزعونها على حبايبهم ، حتة للسودان، وأخرى لغزة ، وثالثة للقاعدة، وقتها كان على كل الشعب أن يعيش في صمت، أن يحمل كل منهم قتلاه ولا يجرؤحينئذ أن يدعي أنهم "شهداء"، ممكن لأجيال الأجيال - بعد 500 سنة- أن تدعي أنهم كانوا شهداء، فقد كان الإخوان يعدون العدة للبقاء 500 سنة.

المدهش في الأمراقتناع الإخوان بفكرتهم واستعدادهم للقتل دونها، واستعدادهم أيضا للموت دونها، أو - لو تحرينا الدقة- استعداد قادتهم للتضحية بشبابهم، وقبول الشباب –تحت وطأة السمع والطاعة- للموت طواعية دون الفكرة، إذن هي جماعة يحكمها القهر الداخلي تحت مسمى الطاعة، والقهر لمن حولها بما تمارسه من عنف وإرهاب. هنا نحن أمام جماعة يرتبط أعضاؤها داخليا بروابط قوية، يقابله ضعف شديد في الروابط بينها وبين المجتمع خارجها، هذا الخلل بين الداخل القوي والخارج الضعيف يعد أكثر نقاط ضعف جماعة الإخوان.

فهذه السرية المفرطة جعلتهم يعيشون أجيالا مع ذواتهم في عزلة تامة عن المجتمع خارجهم، نقطة ضعفهم - رغم البطش البادي منهم- أنهم لم يبنوا شيئا صادقا بينهم وبين الناس ولا لصالح الناس، لذا عندما خرج الإخوان للناس بهذا التكوين غير المتوازن لم يكن لديهم ما يطرحوه على الناس، لسبب بسيط أنه لا توجد بينهم وبين الناس روابط ولا لغة مشتركة ، لذا لم يكن أمامهم إلا أن يتآمروا كي يفرضوا ما لديهم على عموم الناس، وكان على الناس أن يرضخوا. وهنا سقط الإخوان لترابطهم الشديد داخليا على حساب ضعف الروابط بينهم وبين الناس.

هذا الضعف بينهم وبين الناس أفقدهم الحس الاجتماعي الضروري لاستشراف ما يمكن للناس أن تقبله وما يمكن أن ترفضه، ضعف الروابط الذي تحول إلى انعدام تام في الثقة فيهم وفي نواياهم وتصريحاتهم وقراراتهم.. انعدام الثقة في حرصهم على الصالح العام، ضعف الروابط مع الناس وانعدام الثقة حرك الجماهير في أقل من عام في ثورة جديدة ضد الإخوان فسقطت حكومتهم، فالحكومات الغاشمة لابد لها من السقوط إن آجلا أو عاجلا، والحمدلله كان السقوط عاجلا هذه المرة.

ثار الناس على الإخوان، وتدخل السيسي لإنقاذ البلاد، بعد أن كان المجلس العسكري قد أوقعنا في حكم الإخوان، المجلس الذي قبل دون سبب واضح أن ننشئ دولة بعد ثورة بدون دستور، وقبل تراخي اللجنة العليا للانتخابات مع تجاوزات الإخوان في سير عمليات الانتخاب؛ بدء بالتمويلات التي تخطت السقف المحدد لها، ثم كل تجاوزات المطابع الأميرية، والقلم السحري، والبطاقات الدوارة، ومنع الأقباط في بعض الدوائر من الإدلاء بأصواتهم، تجاوزات لحقت بأكثر من 16 محافظة، ولم تحرك اللجنة العليا للانتخابات ساكنا، ولم يحرك المجلس ساكنا أيضا، حتى وقع المحظور، إلى أن أنقذنا الرجل الشجاع واتخذ القرار الصائب، وعزل الرئيس تلبية لنداء الملايين.

لقد أنقذتنا العناية الإلهية ويبقى الدرس الهام أننا في حاجة إلى أحزاب قوية ، نحن في حاجة إلى حركات نقابية معبرة عن الصالح العام، مش نقابات ملاكي أو مؤجرة مفروش للحكومة، كما أننا نريد حكومة قادمة تبني رؤيتها ومشروعها مع الناس ولصالح الناس؛ بدلا من حكومة الإخوان التي سقطت لانها كانت تبني رؤيتها مع ذاتها، وكانت تريد أن تفرضها بالقوة على عموم الشعب، فالشعوب الراضية تصنع مستقبلها بيدها ، تصنع مستقبلا يشارك فيه الجميع، يبنيه الكل معا طوبة طوبة، بعيدا عن المغامرات والمقامرات.

لقد مررنا من نفق الإخوان بسلام وعلى الثورة أن تنتظم في العمل العام السياسي والاجتماعي، علينا أن نستبدل الثورة والبطولة بالمشاركة الفعالة والعمل المنظم.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طابور الوقود الذي ملأ الميادين بالثورة
- أنا أيضا أؤمن أن الله لن يترك مصر
- لنتفاوض هذه المرة كثوار، ولنترك التفاوض السياسي جانبا
- تكدير الصفو العام
- الشرعية التي تأخرت كثيرا
- 30 يونيو، الثورة تسترد الشرعية
- هذا ما لزم توضيحه
- الثورة تزداد نقاء وإصرار..
- هيا يا أصدقاء نضمد جراحنا، فغداً لدينا يوم عمل شاق
- الصمود لا العنف
- الديكتاتور العظيم
- آخر فرصة..
- يشكرون المرأة الكفيفة لأنها أيقظت ضميرهم
- لماذا يستهدفون الوحدة الوطنية؟
- أين نقف؟ في عرض البحر؟ أم عند الشاطئ؟
- المصارحة في مقابل المواربة
- أخطأت وأصاب الناس
- خذ القلوب الحجرية وأعطنا القلوب اللحمية
- المربع قبل الأول
- السلطة المطلقة مفسدة مطلقة


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - حكومات شفافة وشعب مشارك