أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - أين نقف؟ في عرض البحر؟ أم عند الشاطئ؟














المزيد.....

أين نقف؟ في عرض البحر؟ أم عند الشاطئ؟


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال لي أحد الأصدقاء ذات يوم، أن الثورة حدث استثنائي، وأن الشعوب لا تستمر في ثوراتها حتى النهاية. صدمتني الحقيقة وقتها، وتأملت فوجدت أن كافة شعوب الأرض تقف حيث وقفت إرادة شعوبها في ثوراتها:

- ناس راحوا القمر؛
- ناس في طريقهم للقمر؛
- شعوب حرة؛
- شعوب مستعبدة؛
- شعوب عندها دستور؛
- شعوب عندها دستور عيلة، حتى فيه شعوب استسهلت وأطلقت اسم العيلة على بلادها.. استسهال وكسل.

وتأملت أيضا فوجدت:
- شعوب في صمت تام لا يتحدث فيها الآباء في السياسة أمام أولادهم، ويكون الأخ خايف من أخوه؛
- وشعوب –في وضع أفضل قليلا- بتلعن الحاكم في أشعار تتوزع بين الناس في سرية تامة، كأنها مخدرات؛
- وشعوب أكثر شجاعة تلعن الحاكم في وجهه عيني عينك، دون فائدة تذكر؛
- وشعوب تانية ولا بتلعن في السر ولا في العلن ولكن بتنتقد بموضوعية وتبلغ آراءها لنوابها بالتليفون علشان يتبنوا وجهة نظرهم في برلمان البلاد.

- فيه شعوب التظاهر يعد نوع من البطولة؛ وفعلا بطولة لأن المتظاهرين قد لا يعودوا لمنازلهم، فقد يذهبوا للمعتقل أو الجنة، أو الناس ما تعرفش أصلا المتظاهرين اختفوا راحوا فين.
- فيه شعوب التظاهر فيها عبث، لأن حكامها من القوة بدرجة، أو الشعب من الغفلة بدرجة، أنه ما حدش ها يسمع للمتظاهرين، وحتى الحاكم فيها ممكن يعلن بلا حرج "خليهم يتسلوا"، وما تطلعش مظاهرة على الكلمة دي، الشعوب في الحالة دي مش واعية إكي تدرك إن كلمة "خليهم يتسلوا" تستحق مظاهرة.

بلادة الشعوب هنا جاءت نتيجة إن الشعوب واقفة في مرحلة متدنية من مراحل تقدمها، وطبعا الناس على حسب مكان الوقوف بيبنوا وعيهم، وبيربوا ولادهم على الوعي اللي عندهم؛ فلو كانوا في وضع متقدم ها يكون وعي الشعب متقدم، والعكس بالعكس.

- أين تكمن المشكلة في كل هذا؟

المشكلة هي أين وقف الناس في كفاحهم في ثورتهم ضد الظلم، الفرق بين الشعب الفرنسي والشعب الإيراني هي في المكان اللي اختاره كل شعب علشان يرتاح من ثورته. الفرنسيون ذهبوا للنهاية وحاولوا أن يصلوا إلى أقصى ما تصوروا أنه مشروع ثورتهم، بينما توقف الإيرانيون في منتصف الطريق فركب الملالي، وقتلوا الثوار، أكيد عندهم دلوقت أشعار ضد الملالي - سرية طبعا، وفي الواقع هم محتاجين اشعارتحرك الشعب علشان يقوم يكمل ثورته ويطلع من هذا الحكم المستبد المفروض عليه بالقهر والاستعباد والإرهاب تحت اسم الدين.

إحنا اخترنا الدكتور مرسي، ولم نختر الفريق شفيق، يعني اخترنا نكمل ثورتنا مع الإخوان وننهي اسطورة الدولة الدينية، ونكشف تجار الدين على حقيقتهم ، لقد جاء الإخوان للحكم باجراءات أقل ما يقال عنها أنها تآمرية وتزويرية والتفافية، كي يصلوا، جاءوا للحكم وتركوا الثوار وراءهم، وكان هذا من محاسن الصدف كي يتم فرز الإخوان تماما عن الثوار، وكي يرى الثوار والشعب ما يمكن أن يفعله الإخوان والتيار الديني عموما عندما يصلوا للحكم.

وطبعا لأن الإخوان بمفردهم تماما في الحكم، لا يستطيعوا أن ينسبوا أخطاءهم لأي فصيل إلا أنفسهم، وصولهم للحكم يطرحهم بوضوح أمام منظار مكبر، يطرح تلاعبهم، أهمالهم لمصالح الناس، هدمهم لدولة القانون، حنثهم بوعودهم؛على أساس ان السياسة مرواغة، كذبهم؛ على أساس إن الحرب خدعة، غياب الرؤية والحلم، ضيق الأفق كما أطلقها عليهم سيف الدولة عبد الفتاح، مستشار الرئيس المستقيل، وهو يتحدث عنهم باكيا معلنا استقالته من منصبه (أنظر الرابط الأول).

لقد أسرع الإخوان الخطى لتثبيب دولتهم الدينية، أسرعوا بالإعلان الدستوري، واسرعوا في صياغة الدستور، وحددوا على عجل أيضا موعدا للاستفتاء على هذا الدستور، فهم في حاجة لهذا الدستور، أكثر من حاجتهم للرئيس نفسه، كي يحكموا قبضتهم على البلاد والعباد، ويبقوا جاثمين على صدره بالقوة والدستور، سنين عديدة، وأزمنة مديدة، وضربوا الجماهير بلا رحمة واسقطوا منهم مصابين وقتلي عندما عارضوا أجراءاتهم المتعسفة.

لقد قفز العديد من مؤيديهم من السفينة، بعد أن زكمت أنوفهم رائحة الدم البرئ الذي أهدره الإخوان من أجل دستورهم غير الشرعي، قفزوا من سفينة الإخوان، وتبقى سفينة الوطن في عرض البحر، فلو استراح الشعب الآن وترك الثوار لسقطت مصر، ولذهب الناس رغما عنهم للتصويت على الاستفتاء في مقابل بعض زجاجات زيت وأرز التموين، فهذا هو الثمن الزهيد لديهم كي يكسب الإخوان الدستور والبلاد إلى ما شاء الله.

على الناس أن يكملوا المسيرة حتى يحرروا مصر من هذا الحكم الدموي المستبد، على كافة الجماهير أن تتضافر لإسقاط الإعلان الدستوري، وإلغاء الاستفتاء على هذا الدستور غير الشرعي، وإعطاء القضاء فرصته بشأن اللجنة التأسيسية، فلو أقرها القضاء فعلى اللجنة أن تعمل على أكثر من 36 مادة محل خلاف كي تعيد صياغتها، ولو لم يقر القضاء هذه اللجنة، فعلينا السعي إلى لجنة توافقية تعد لمصر دستورا يليق بحضارتها، فالفرق بين إيران وفرنسا، أن إيران وقفت في منتصف الطريق، بينما ذهب الثوار في فرنسا، منذ أكثر من قرنين من الزمان، إلى نهاية الطريق.

فعلى الشعب أن يقرر الآن وألا يترك أمره للإخوان فقد يستبدوا به، ولا للثوار فقد يخوروا في منتصف الطريق إن لم تدعمهم جماهيرهم.

الروابط:

الرابط الأول: سيف عبد الفتاح يعلن باكيا استقالته على الهواء، http://www.youtube.com/watch?v=eEHfBqNX1QA&feature=youtu.be



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصارحة في مقابل المواربة
- أخطأت وأصاب الناس
- خذ القلوب الحجرية وأعطنا القلوب اللحمية
- المربع قبل الأول
- السلطة المطلقة مفسدة مطلقة
- الشعب يريد سقوط الهيمنة
- الترتيب الشديد
- من دهشور الأبنة إلى دهشور الأم عند الحدود
- قميص دهشور الذي قسم ظهر البعير(2)
- قميص دهشور، الذي قسم ظهر البعير
- الديمقراطية هي الحل
- طائرة ساويرس في مواجهة العداوة البادية من رموز الدولة الديني ...
- يهدمون القبور، ويطاردون المارة، ويطالون القمم، ويحاولون القب ...
- الرئيس الأول
- الشعب يريد بناء النظام
- المسافات الفاصلة بيننا وبين الرئيس المنتخب
- التاريخ سيكتبه الثوار جيلا بعد جيل بعد جيل...
- أخي الدكتور البرادعي
- موتوا بغيظكم
- بين رومانسية الثورة وغلظة المصلحة


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - أين نقف؟ في عرض البحر؟ أم عند الشاطئ؟