أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - طائرة ساويرس في مواجهة العداوة البادية من رموز الدولة الدينية














المزيد.....

طائرة ساويرس في مواجهة العداوة البادية من رموز الدولة الدينية


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يملك ساويرس إلا قلب وجدعنة وروح ولاد البلد، حتى النكتة إياها، كانت بروح واحد من ولاد البلد، ولما زعلوا الناس إياهم، اعتذر وقال أنا آسف، ولكنهم قالوا لا لا نقبل الإعتذار، وأطالوا في الهجوم عليه، "وإحنا كمان بنهذر ياساويرس.."، وقاموا بحملة مقاطعة لشركاته، "واحنا كمان ينهذر ياساويرس.."

الجميل في الأمر أن المعترض على هذا الهجوم كان المسلمين أنفسهم كالدكتورعلى السمان، كما أن المتضرر كان المسلمين، لأن غالبية العاملين في شركات ساويرس كانوا من المسلمين، الراجل وطني ومصري، وأولى علامات الوطنية هي عدم التفرقة بين المسيحي والمسلم، أو المؤمن وغير المؤمن.فأولى علامات الوطنية هي الوحدة الوطنية، الطيبة الوطنية، التلاحم الوطني، ساويرس عمل كل ده، شال الهم العام، شال مصر اللي شايلانا كلنا وسار في طريقه، أو سار في طريق يسير فيه الكثير من الوطنيين الاتقياء، في مقابل الكثير من السياسيين محترفي التقوى.

ساويرس ومن على شاكلته يتميز بصفتين: الأولى أنه يقول ما يؤمن به من غير أي حسابات مصلحة، والثانية أنه يترجم ما يؤمن به إلى أفعال.. كان شجاعا حينما أعلن أنه وغيره من الوطنين يدعمون حزبهم في الانتخابات بأموال وطنية، وعلى الإخوان والسلفيين أن يبينوا مصادر تمويلهم، وطبعا لم يبينوا مصادر تمويلهم (الهائلة).

قوته في شفافيته، وضعفهم في عدم شفافيتهم، قوته في مباشرته، وضعفهم في سياساتهم وتحالفاتهم وحساباتهم وزيتهم وسكرهم، أليس زيتهم وسكرهم هو أكثر نقاط رئيسهم ضعفا، رئيس ونواب جاءوا بعد أن زيفوا إرادة الجماهير، ولكي يحموا ضعفهم، فإنهم يستعينون بشبابهم كي يرهب الثوار، ويقوم بالاعتداء على حمدي الفخراني وأبو العز الحريري (أنظر الرابط الأول)، الضعف يقوى بالتخويف، ولكن ساويرس، لأنه قوي فهو لا يخيف أحدا، بل يسير في طريق آخر، طريق المثل الصالح، يسير وراء طابور طويل - كالبرادعي وأبو الغار والدكتور غنيم وغيرهم - لا يخيفون أحدا، ولكنهم يقدمون المثل الصالح والنصيحة الخالصة.

في هذه الأجواء ينتقل إلى رحمة الله اللواء عمر سليمان، فتعلن التيارات الدينية انه لا تجوز عليه الرحمة، وأنهم لن يشاركوا في تشييع جنازته، وتمتنع الدولة عن إرسال طائرة حربية لنقل الجثمان، وتولى ساويرس الحل وارسل طائرته عوضا عن الدولة المؤمنة كي يحضر الجثمان لأرض مصر.. حل من واحد مصري، يعالج قسوة وغلظة من اختلطت عليهم الحسابات حتى افتقدوا التمييز بين الاختلاف السياسي والعداوة.

والحقيقة مواقفهم كلها مواقف عداوة أكثر من أن تكون مواقف اختلاف سياسي، فمن يرسل ميليشاته لترويع السائرين؛ وقتلهم أن لزم الأمر، من يتعامل بمنطق إللي مش عاجبه يهاجر، أو يشرب من البحر، أو "موتوا بغيظكم"، هؤلاء لا يمكن أن يكونوا بيتعاملوا على أساس الاختلاف السياسي، ولكن على أساس عداوة وكراهية الآخر، لا يتعاملوا على أساس الصالح العام بل الصالح الخاص، لا يسمعوا إلا أنفسهم ولا يحبوا إلا أنفسهم، يتعاملون بمنطق الخوف من الأقوى، والتسلط على الأضعف.

أنا لا أبرئ ساحة اللواء عمر سليمان، ولا أتهمه، ولكن لو كان لديهم اتهامات بخصوص الرجل فلماذا لم يقدموه للعدالة في حياته؟ولماذا انقلبوا عليه بعد أن رحل؟ هذا هو السؤال، وفي المسافة بين الموقفين نجدهم يتركون الرجل - في حياته ي-مارس عمله، ثم يتركون -في مماته- جثمانه في الغربة؛ ولا يرسلوا في إحضاره.

المنطق يقول إما أن يحاسب لو كان مخطئا، ويحاكم ويلقى به في السجن لو ثبتت عليه الاتهامات، أو أن يترك حرا طليقا، كما كان الحال، ويكرم جثمانه إن توفى. أما منطق البين بين فهو المنطق الأعرج لمن يريدون حكم مصر، ومن يحكمها بهذا المنطق لا يمكن أن يحمل لها خيرا، لأن الخير يأتي من عقول صافيه وقلوب رحيمة، ومنطق سليم، وهو ما تفتقده تصرفاتهم في أكثر الأمور وضوحا: إحضار جثمان نائب الرئيس السابق، والترحم عليه كأبسط قواعد المشاعر الإنسانية، والمشاركة في تشييع جنازته كأبسط التقاليد والأعراف.

قام ساويرس بتقديم الحل، وأحضر الجثمان، وشيع الجنازة مَن يؤمن بالاختلاف السياسي بديلا للعداوة الإنسانية، أما فكرة أن الموت المفاجئ للواء عمر سليمان هو جزء من مؤامرة كي تمكن الإخوان من الحكم؛ لانهم بغيهم هم من سيقسمون الوطن ويضعفونه في مواجهة الصراع العربي الاسرائيلي، فهي مقولة يلزمنا الكثير من الوقت لإثباتها، ويلزمنا القليل من الوقت لعدم تمكين هؤلاء من تقسيم الوطن، وهذا يتحقق عندما ندافع بكل ما نملك عن مشروع الدولة المدنية، حتى لا نسقط في فخ الدولة الدينية التي تشيع التمييز والعداوة، ضد كل من يخالف مشروع هذه الدولة.

رحم الله اللواء عمر سليمان، وحمي مصر من العداوة، فالعداوة مدخل التفكك والتقسيم بين أفراد الأسرة الواحدة والوطن الواحد.

الروابط:
- الرابط الأول: الاعتداء على (الفخراني والبرعي والحريري ) هو اعتداء على الوطن باكمله: http://onaeg.com/?p=196601



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يهدمون القبور، ويطاردون المارة، ويطالون القمم، ويحاولون القب ...
- الرئيس الأول
- الشعب يريد بناء النظام
- المسافات الفاصلة بيننا وبين الرئيس المنتخب
- التاريخ سيكتبه الثوار جيلا بعد جيل بعد جيل...
- أخي الدكتور البرادعي
- موتوا بغيظكم
- بين رومانسية الثورة وغلظة المصلحة
- ننتخب خصما لا رئيسا
- المكاسب والخسائر حتى تاريخه
- ثورة بالتفويض ورئيس بالتزوير
- ننتخب الإخوان ونحتمي بالعسكر؟ أم ننتخب العسكر ونحتمي بالثورة ...
- الرئيس الخاسر في البلد الفائز
- أنت عالٍ مرهبٌ ما أروعك
- يا قويا ممسكا بالسوط في كفه.. والحب يدمي مدمعك
- سميرة إبراهيم.. فرقٌ في الدرجة
- وهكمل للنهاية عشان أجيب حقها...
- إدارة بالقوة..إدارة بالقوة المفرطة
- يؤدبون الشعب، ويسقطون في المحظور
- غير مأسوف عليه


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - طائرة ساويرس في مواجهة العداوة البادية من رموز الدولة الدينية