أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الرئيس الخاسر في البلد الفائز














المزيد.....

الرئيس الخاسر في البلد الفائز


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فازت مصر بأول انتخابات منذ ستين عاما، وقال أحد المعلقين: بل أنها أول انتخابات منذ 5000 عام.

فقد عرفت الحضارة اليونانية تجارب في الديمقراطية، بل أن فلاسفتها صاغوا نظريات في السياسة والحكم والديمقراطية، إلا أن الحضارة المصرية لم تحظً بمثل هذه التجارب، كان الفرعون في صدر المشهد، والكهنة في خلفيته، تستتب له ولهم أركان الحكم، والمصريون يردون على هذا الحكم الهرمي الديني بحضارتهم وزراعتهم وفنهم ونظامهم وعلمهم وتقواهم، كانوا بحق صناع الحضارة، هذا الحضارة التي صمدت أمام التاريخ كي تشهد لهذا الشعب بصبره وبقدرته على العطاء في أحلك الظروف وأكثرها قسوة.

فازت مصر بهذه الانتخابات، فازت بعد أن روى أبناءها الأرض الطاهرة بدمائهم الزكية، فازت مصر تخليدا لشهدائها، والمفارقة في فوزها أن يسري قلق بين الناس، يسري القلق وهم يرون الأحزاب الدينية وهي تقوم بتوزيع أكياس الأرز، وزجاجات الزيت، وأنابيب البوتاجاز على الفقراء مستغلة عوزهم كي يستولوا على أصواتهم، يسري قلق من نوع مركب وله توابع، فهذه الأحزاب تسعى للاستيلاء على الرئاسة بعد أن حصدت الأغلبية في البرلمان، وأنها بهذا النصر تكون قد ضمنت وضع مصر في عباءة التيار الديني، أما توابع القلق فهو أن هذه الأحزاب ستصل للحكم كي تبقى، فهي أحزاب لا تحترم الديمقراطية، والدليل ما تقوم به الآن من تجاوزات ورشاوي للمواطنين كي تستولي على أصواتهم.

قد يكون هذا القلق مبرر ومشروع، ولكنه قلق قد أغفل أن مصر صنعت ثورة، وأن الثورة مستمرة ، وأن الثورة تبحث عن رئيس أما كي يكمل معها المسيرة ، أو أن يكون هو شخصيا موضوع هذه الثورة، فمصر لن تستقر إلا عندما يستقر نظام الحكم فيها لصالح الناس، هذا هو الواقع ، فالدول المستقرة كلها دول ديمقراطية، والمكانة الأولى فيها للمواطن، والرأي فيها للشعب، والحكم فيها يتم بمنطق الصالح العام وحقوق الانسان ؛ الإنسان الذي تفرغ فيها- أي في هذه الدول- للبحث والمعرفة والإنتاج والإبداع، تفرغ وهو آمِن للتفوق.

ولقد بدأنا ثورة كي نلحق بهذا النوع من الاستقرار المبني على العيش والكرامة العدالة الاجتماعية، وأصبح في أعناقنا، وأعناق البرلمان والرئيس القادم، دين لشهدائنا، لذا لن نتراجع إلا إذا استقر الحكم - لدينا نحن أيضا- على هذه الأسس لصالح الناس، لن نتراجع إلا إذا تحققت الأهداف التي خرج من أجلها شبابنا في 25 يناير، فتحقيق الأهداف هو السبيل الوحيد لرد الدين لشهداء الثورة.

فإن أتى رئيس مؤمن بالثورة، ستكون الفائدة الوحيدة هي أننا سنكسب الوقت، وسنسرع الخطى في تحقيق الأهداف، أما إن أتي رئيس لا يخدم أهداف الثورة، فستكون الفائدة هي تعميق أهداف الثورة، فالصراع مع أي رئيس أو أي نظام حكم جاء كي يخدم أهداف أو أجندات مذهبية أو مصالح ضيقة، سيكون مدعاة للمزيد من فهم أهدافنا وتعميقها لدى قطاع أوسع من الناس.

فلقد رفض البرلمان، غير الثوري، الميدان في بداية توليه المسئولية، وبعد ذلك نزل هذا البرلمان للميدان طالبا دعمه، ولن يخرج الرئيس، عن هذا الإطار، فالميدان هو المعمل الحقيقي للثورة، أما أن يعمل معه الرئيس منذ اللحظة الأولى ، أو أن يعمل الميدان منذ اللحظة بعيدا عن الرئيس كي يبني مستقبل مصر، فمصر هي الفائزة؛ فقد بدأت ثورة وتعلمت ألا تترك مقاليدها في يد أحد، ألم تكن خطيئتنا أننا تركنا مقاليدنا في يد عبد الناصر فانفرد بالحكم وقادنا للهزيمة؟ وألم تكن كل تجاوزات الرئيس المخلوع هي أننا أيضا تركنا في يده مقاليد حكمنا؟

هذه المرة نحن ننتخب رئيسا كي يحكم لا لكي يستلم مقاليد الناس، فالناس قد أصبح مصيرهم، بل والمصير السياسي لرئيسهم، في أيدهم، فلا خوف هذه المرة، فالشعب منتصر، والرئيس المتواطئ ضد الشعب هو الخاسر، بل أن الوقت الضائع معه - إن عمل ضد مصلحة الناس- سيكون وقت صراع تصقل في الثورة أهدافها، وتطور ميادينها كي تصبح مؤسسات وقوى سياسية تناهض أي تواطؤ ضد الشعب.

إن طوق النجاة هو التمسك وعدم التنازل عن أهداف الثورة؛ فالثورة مستمرة، والمجد للشهداء.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت عالٍ مرهبٌ ما أروعك
- يا قويا ممسكا بالسوط في كفه.. والحب يدمي مدمعك
- سميرة إبراهيم.. فرقٌ في الدرجة
- وهكمل للنهاية عشان أجيب حقها...
- إدارة بالقوة..إدارة بالقوة المفرطة
- يؤدبون الشعب، ويسقطون في المحظور
- غير مأسوف عليه
- علشان كنا رجالة وقفنا وقفة رجالة ..وقفة مائة رجل
- البرادعي في الميدان: فالشارع لنا، والناس التانيين...
- فيها حاجة حلوة
- قبضة رجل عجوز، قبضة شباب صاعقة
- يا قلوب بتنزف دم في العتمة، يا قلوب بتنزف دم وتغني
- النظام القديم الذي لا يسمع ويدفع بالجنود لسحق الثوار
- قل ما تريد، ونحن نفعل ما نريد.. قاعدة فات آوانها
- أفندم .. يافندم
- هل خذل الشعب الثورة؟
- دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود
- سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة
- الشرطة الضحية
- التعذيب بنيران صديقة


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الرئيس الخاسر في البلد الفائز