أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي مهني أمين - هل خذل الشعب الثورة؟














المزيد.....

هل خذل الشعب الثورة؟


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 00:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يُحسب لانتخابات المرحلة الأولي سلميتها، ويُحسب لها الاقبال الهائل عليها، ولكن هل يحسب عليها أنها اختارت الأحزاب الدينية دون غيرها -تقريبا- كي تمثلها في البرلمان الانتقالي القادم؟ أم أن الجماهير قد خُدعت في الزيت والعدس والفول والبطاقات المقدمة من حزب النور (راجع الرابط الأول) ؟

أتساءل هل خذل الشعب الثورة؟ أطرح هذا التساؤل وأنا أشاهد هذا الفيديو الموجه من نساء إيران لنساء مصر وتونس (راجع الرابط الثاني)، اتساءل بينما اتذكر ما الكاتبة الإيرانية أذار نفيسي التي روت في كتابها "قراء لوليتا في طهران" ، مظاهر التمييز والقهر الذي تمارسه الدولة الشمولية ضد مواطنيها، ومعاناة المرأة في هذا المجتمع، الذي لا يسمح للمرأة بروكب الحافلات من الباب الأمامي ولا دخول الجامعة من الباب الرئيسي، بل من باب جانبي يفضي لحجرة تفتيش لحقائب الفتيات، حيث تعاقب من يكتشف في حقيبتها أي من أدوات النساء، وحيث لا يسمح للفتاة أن تركض كي تلحق بفصلها الدراسي، والدوريات في كل الشوارع تراقب انظباط الناس في تنفيذ كافة تعليمات الدولة الشمولية، تلك الدولة التي ينقلب فيها الوضع؛ فبدلا من أن يراقب الناس الحكومة، تراقب الحكومة الناس، ناهيك عن الحرمان من أي حق للناس في انتقادها. مظاهر القهر التي جعلت من مجرد قيام الكاتبة نفيسي بحلقة دراسة للأدب الإنجليزي في بيتها مع عدد من الطالبات، أمرا يعرض الكاتبة والطالبات للمساءلة والمحاكمة.

هل خذل الشعب الثورة، وسلم البلاد لحكم شمولي باسم الدين، بعد أن سعى الثوار لتحريرها من حكم شمولى باسم الوطن؟

لا أظن أن في الأمر خذلان بهذه المرارة، ولكنها حراجة يطول أمدها، فقد كان الحكم الديني قابعا تحت جلد الحكم العسكري، وعبد الناصر لم يواجه في عصره الحكم الديني مواجهة صحيحة، خاف على الثورة ، وألقى بالأخوان في السجون، حولهم إلى مقهورين ومظلومين وأبطال، وبقى هو بمفرده مفوتا على البلاد فرصة الدولة الديمقراطية ، كان عليه أن يترك الأخوان يعملون جنبا إلى جنب مع باقي الأحزاب، كانوا سيجربون أفكارهم، والناس يجربونهم، فالتجربة تمحص الأفكار وتفقدها قدسيتها وتبحث في عوائدها. عبد الناصر أخّر الزمن علينا.

والسادات لم يكن أفضل وضعا، إذ أنه لم يفتح الباب أمام الديمقراطية، بل استخدم الإخوان لضرب اليسار، يعني مناخ تآمري مش ديقراطي، وتوقع أن يستخدمهم دون أن يدفع التمن، وكان التمن حياته مع بقاء ذات النظام العسكري الديكتاتوري الشمولي، خفت قبضته أم قويت.

لمن يكن مبارك إلا محصلة نظام ديكتاوري، قبِله الشعب على مضض. وفي الديكتاورية يولد الفساد؛ لأن الديكتاتورية هي ببساطة عدم المحاسبة ، والحاكم والمسئول من أول الرئيس حتي آخر عسكري على الطريق الزراعي منزه عن المحاسبة، هو وضميره، وعدم المحاسبة مفسدة، فالديكتاتورية والشمولية كانت أساس الفساد، وحتى نضمن دولة عصرية يجب ان نحارب الديكتاتورية حتى نقضي على الفساد.

عندما نادي الشباب بسقوط النظام، كانوا يعنون مبارك، ثم اتضحت الصورة لتشمل مبارك وبطانته، وحزبه، ووزراءه، ومحافظيه، ومجالسه المحليه، ونادوا بالتطهير الذي لم يحدث حتى الآن، ولم يتطرقوا للفكرة القائمة وراء كل هذا، لم يتطرقوا للتحرر من الحكم الشمولي بكل صوره، فجاء حكم الدين، مستغلا غياب وعي الناس كي ينصب نفسه رقيبا على الناس، بعد أن يجرد الناس في دورهم الرقابي، فلا حكم في معتقدهم للناس، الحكم لله، وهم من يمثلون هذا الحكم الإلهي المقدس.

سقطنا في المحظور، ولكن يتبقى أن هناك وعي ينضج ولن يترك هؤلاء الحكام يتمعتون بدولتهم، فالحكم الشمولي يترعرع في ظل الصمت، فكيف الحال والشارع ثائر؟
ويترعرع في المباركة، فكيف الحال والشارع متشكك وساخط؟

نعم سيفتقد الحكم الشمولي الصمت والمباركة ، ولا يملك إلا التخويف، كما يحدث في إيران؛ فكيف الحال وقد سقط الخوف وقدم الشباب دماءهم رخيصة في البالون وماسبيرو والتحرير؟

لايملك هذا الحكم الشمولي إلا طريق واحد، أن يراجع أوراقه في أن يصبح حكما مدنيا خاضعا طواعية للشعب، ولا يملك الشباب إلا المزيد من الثورة، لترويض هذا الحكم ولرده للواقع في أن هناك دولة ومواطنون، مش حاكم ورعية.

فالمرحلة القادمة تريدنا جميعا حتى لا نخذل الثوار، وحتي لا نخذل مصر، حتى تكون مصر دولة مدنية، تعيش عصرها. وألا تترك لفوضى الحكومات الشمولية.

الروابط:
1- النور يحصل على اصوات الناخبين بأسليب الوطنى سابقا
http://www.youtube.com/watch?v=ugK-_astTuQ&feature=related
2- رسالة من نساء ايران الى نساء مصر و تونس
http://www.youtube.com/watch?v=TgqN2d6ocUg&feature=share



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود
- سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة
- الشرطة الضحية
- التعذيب بنيران صديقة
- الهيبة أم التقدير في قضية خالد سعيد
- سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول
- محمد جمال الدين
- الدولة لازم تتغير
- فأقرأ ثانية رسالة بلال
- أصعدها كمقدارها بنعمتك
- المسلّمات والحقيقة المجردة
- عندما قال -مبارك- للشعب: أفندم
- عمق الثورة، وسطح الثورة
- جريدة الأخبار، في تضامنها الصريح مع الثورة
- الشارع لنا، وكذلك الحصان والعربة
- الخروج من عنق الزجاجة: الوساطة أم التفاوض المباشر
- حكومة ثورة ، أو شارع ثائر يصغي له المجلس الأعلى والحكومة الا ...
- ألا يكون مطلقا أو أبديا وألا يميز بين الناس
- الصف الواحد وخطر الانقسام
- لا يتقدم وطن بين عنف وخوف


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي مهني أمين - هل خذل الشعب الثورة؟