أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود














المزيد.....

دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 17:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفاجئنا الثورة.. عاملة زي ما تكون كهف عطر وانت دخلت فيه، أو إنك ، زي الأساطير والحكاوي، كنت ماشي وفجاة انزلق حذاؤك، رجلك كمان- من غير ما تدرى- هربت ورا حذائك البالي القديم، هوب كلك ورا رجلك وحذائك، مريت بلحظة انعدام وزن، مش عارف انت فين، وفجأة تجد نفسك في وادي الثورة تتفجر أمامك بطولات الثورة، تتفجر النداءات بالحرية والعدالة ورحيل النظام، ومحاكمة القتلة والجناة من الأمن المركزي، والشرطة العسكرية ، وكل من حرضهم واعطاهم تعليمات بقتل المتظاهرين، وينهال على راسك نداء القنابل المسيلة للدموع، والمثيرة للأعصاب، وترى حولك هذا يسقط، وهذا ينادي، وتحمل المصابين لأقرب نقطة اسعاف.

هدومك عدمت، وأصبحت كتلة من العرق والدم، والروائح تختلط في أنفك، لكنها عذبة كرائحة الطمي في ليلة ما، على شاطئ نهر ما، بالضبط رائحة الزرع قرب الحصاد، الزرع وهو يودع شهوره الأخيرة في الأرض قبل أن يرحل ويفارقها ثمارا ناضجة.

ثم يتضح الميدان أمامك، أنت في ناحية الأبطال، في ناحية الثوار المطالبين برحيل النظام، والناحية التانية الجنود، وضحت الصورة، هؤلاء من يقذفونكم بالقنابل المسيلة للدموع، وغازات الأعصاب، ويخطفون الأطباء وكل من تصل إليه أيديهم، وأنت ترجمهم مع الأبطال بالهتافات والطوب، وتنادي بالحرية ، انصهرت سيادتك وسط الناس، وسط الأبطال الثوار، وفجأة يسقط بين يدي الثوار واحد من الجنود، الجندي إبراهيم حسن محمود.

إبراهيم حسن محمود، مجند أمن مركزي، عاد من إجازته ليلتحق مع زملائه يوم الأحد 19 نوفمبر في مأمورية حماية مبنى وزارة الداخلية، وإبراهيم يجد نفسه مع زملائه في شارع محمد محمود، ليس لحماية الوزارة ولكن لإجلاء الميدان من الثوار، ويشتبك الأمن المركزي مع الثوار دون فائدة في إجلاء الميدان، وفجأة يطلب منهم الضابط التراجع ويأمرهم باستخدام الخرطوش في ضرب المتظاهرين، مؤكدا – أي إبراهيم- أن هؤلاء الضباط كانوا يتعمدون التصويب علي وجوه المتظاهرين أو عيونهم رغم أن التعليمات التي يتم تلقيها خلال التدريبات تؤكد علي ضرورة التصويب علي الأقدام فقط (راجع الرابط الأول).

سقط الثوار قتلى أمام إعين أبراهيم، ألقى سلاحه ورفض المشاركة في الأذى والقتل، جرى نحو الثوار، وتلقى ضربة، قبل أن يصل للثوار، ألقته الضربة على الأرض فاقدا للوعي ليستيقظ في المستشفي الميداني وسط الثوار، إبراهيم يعلم أنه سيحاكم عسكريا، وهو غير نادم، ولو تكرر ما حدث لفعل نفس الشئ، إبراهيم غير نادم لأنه لم يؤذ أحدا، ولم ينفذ الأوامر الخطأ في إطلاق الخرطوش على أوجه الثوار.


بطل آخر جاء للتحرير، جاء من معسكر الجنود هذه المرة، لم يجئ من الثوار، ولكنه جاء من نفس الأرض الطيبة، أرض ذات الجنود المقهورين بضباطهم، المقهورين بتعليمات رؤسائهم. تحرر إبراهيم بعفوية من دائرة القهر، لينضم للثوار المطالبين بفك قيد القهر عن كافة المواطنين، لذا جاء إبراهيم في مكانه الطبيعي المطالب بتحرير الوطن.

لا شك أن الثورة تفاجئنا، تمطرنا كل يوم بدرس وبطل، في الثورة نري أبطالا مثل إبراهيم، هم لم يتوانوا في أداء واجبهم العسكري ولكن في تنفيذ التعليمات المخالفة للقانون، في عهد الثورة يجب أن يكافئ كل من امتنع عن تنفيذ تعليمات مخالفة للقانون (كالتصويب للوجه دون الأقدام)، يجب أن يكافئ، ويتحول إلى شاهد إثبات ضد الضباط الذين أصدروا للجنود تعليمات مخالفة للقانون.

نريد دولة قانون، ولا نريد دولة تعليمات. أرجو أن تصلح هذه العبارة كإحدى نداءات التحرير.

ما أروع لحظات الثورة عندما لا يتحدث إلا الضمير، وتنتفي المصلحة والأنا، عندما نرى البسطاء أمثال إبراهيم أبطالا ومبشرين دون أن يعلموا أنهم أبطال أو مبشرون، ما أروع الثورة عندما نكون فيها أنقياء كما خلقنا الله. إن مؤشر نجاح الميدان عندما يرحل تاركا وراءه حكومة تكافئ هذا المجند ، وتحاسب الضابط الذي اصدر التعليمات المخالفة للقانون، ويحاسب من ضرب إبراهيم على رأسه.

إبراهيم وكل من تمردوا على التعليمات الجائرة أمانة في يد الثوار، ويجب ألا يرحلوا قبل أن تستتب دولة القانون، حتى تعود لبيتك وأنت مطمئن راض البال.

الروابط:
1 http://elbadil.net/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%D9%8A-%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%A3%D9%88%D8%A7%D9%85/#.TtXV_YFebvE.twitter



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة
- الشرطة الضحية
- التعذيب بنيران صديقة
- الهيبة أم التقدير في قضية خالد سعيد
- سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول
- محمد جمال الدين
- الدولة لازم تتغير
- فأقرأ ثانية رسالة بلال
- أصعدها كمقدارها بنعمتك
- المسلّمات والحقيقة المجردة
- عندما قال -مبارك- للشعب: أفندم
- عمق الثورة، وسطح الثورة
- جريدة الأخبار، في تضامنها الصريح مع الثورة
- الشارع لنا، وكذلك الحصان والعربة
- الخروج من عنق الزجاجة: الوساطة أم التفاوض المباشر
- حكومة ثورة ، أو شارع ثائر يصغي له المجلس الأعلى والحكومة الا ...
- ألا يكون مطلقا أو أبديا وألا يميز بين الناس
- الصف الواحد وخطر الانقسام
- لا يتقدم وطن بين عنف وخوف
- فاطمة ناعوت ، وصفوت حجازي، وحامد عز الدين، وبرنارد لويس، و م ...


المزيد.....




- الأردن.. جدل حول بدء تنفيذ نص قانوني يمنع حبس المَدين
- إيران تؤكد مقتل علي شدماني قائد -مقر خاتم الأنبياء- في غارات ...
- ما الذي حدث في غزة خلال 12 يوماً من المواجهة بين إيران وإسرا ...
- ألمانيا.. السوري المشتبه به بهجوم بيليفيلد عضو في -داعش-
- بزشكيان يؤيد منطقة خالية من الأسلحة النووية بما يشمل إسرائيل ...
- نيوزويك: هل كان قصف ترامب مواقع إيران النووية فكرة صائبة؟
- مقتل 17 جنديا في شمال نيجيريا إثر هجوم جديد على قواعد تابعة ...
- زيمبابوي تحطم الرقم القياسي بمبيعات التبغ لعام 2025 بأكثر من ...
- إريتريا تسعى لإلغاء ولاية المحقق الأممي لديها بعد إدانتها
- الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود