أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - جريدة الأخبار، في تضامنها الصريح مع الثورة














المزيد.....

جريدة الأخبار، في تضامنها الصريح مع الثورة


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وضع أحد الأصدقاء (الدكتور فريد)على الفيسبوك صورة للصفحة الأولى لجريدة الأخبار يوم 4 مارس 1968، التي كانت ترد على ما أسمته "الثورة المضادة" ، كتبت الجريدة على صفحتها الأولي بالبنط العريض:

"عبد الناصر يحذر من قوى الثورة المضادة"
"قوى الشعب التي لها مصلحة في الثورة من حقها أن تتكلم وتنتقد"
"يجب على الجبهة الداخلية أن تتحول كلها إلى مناضلين للثورة ولأهداف الثورة"
"الجيش والشعب جبهة واحدة متراصة من أجل النضال والحرية وتحرير الأرض المحتلة"

واضح، بالطبع، من المانشيتات أن الجريدة كانت متضامنة ومتطابقة مع النظام الحاكم في حماية البلاد ، أي من التشكيك - وقتها - في أننا سنخوض معركة التحرير. والجريدة هنا تنعش الهمة، وتبث الأمل، وتستنفر الناس كي يتضامنوا ويواجهوا "الثورة المضادة"، ويثقوا في جيشهم من أجل النضال وتحرير الأرض...

- كلام ثوري، وحفز عالي للشعور الوطني حتى لا يسقط الشعب في اليأس ويستسلم "للثورة المضادة".

جاءتني هذه الصورة لصفحة جريدة الأخبار، أو هذه الصورة للإعلام الداعم للثورة ، جاءتني في الوقت الذي كنت فيه منشغلا بالإعلام المصري في موقفه من ثورة الشباب، وكيف أن الثورة عارية من أي غطاء الإعلام الرسمي يدعمها ويحمل وجهة نظرها لعموم الناس، وأدهشني بعض المواطنين في الشارع مع برنامج " بلدنا بالمصري "، وكيف أن البعض بدأ يفقد الأمل ، أو أن "الثوار باعتصامهم الأخير يضيعون ما أنجزته الثورة!!"
هنا لا وجه للمقارنة بين إعلام الأمس الداعم لثورة يوليو التي كانت قد خسرت معركة وفقدت أرضا، والإعلام الرسمي اليوم الذي يقف وراء (أو دعنا نقول: لا يقف وراء) شباب حرروا البلاد من حكم مستبد دام 60 عاما ، ومارس أبشع صور استبداده وفساده وقمعه في الثلاثين عاما الأخيرة؛ شباب حرروا البلاد في 18 يوما فقط ؛ شباب لم يبخلوا بدمائهم وأرواحهم بل قدموها فعلا لا مجازا في آلاف الشهداء والمصابين،

- مش على طريقة "بالروح والدم".. والناس تروح؛ ولكن بالروح والدم من غير هتافات، بالروح والدم فعلا، والدليل أنهم لم يعودوا لمنازلهم، بل عادت اجسادهم الطاهرة، أو عادوا بأعضاء مهشمة، أو لم يعودوا؛ أذ منهم من يرقد بعد في المستشفيات في انتظار علاج قد يطول وقد لا يحقق النتائج المرجوة.

أين الإعلام الرسمي من هؤلاء الشباب ؟ أين هو بعد أن تجاهل ثورتهم أصلا ، وحان الوقت كي يكفر عن خطيئته، الشباب يقف في الميدان بلا غطاء إعلامي، دون إعلام يدعم مطالبهم، فالقنوات الرسمية إما تتجاهلهم ، أو تحاورهم بطريقة المتحدث بإسم المجلس أو الحكومة ، أو بمنطق المشكك في سلامة موقفهم، كأن يصرح أحد مقدمي البرامج الإخبارية في الفضائية المصرية:

- كويس إنكم بتقبلوا الرأي الآخر، مع إن الفكرة المأخوذة عنكم انكم لا تقبلوا بالرأي الآخر!

أو أن يتولى مقدم البرنامج الرد نيابة عن المجلس أو الحكومة، أو أن يقاطع الشباب أثناء قيامهم بالرد، مع كافة الممارسات التي تظهر الإعلام وكأنه لا يتجاهل الشباب وفي نفس الوقت يمارس تقنيات العهد البائد في التقليل من قوة رسالة الشباب للمستمع الكريم، والمحصلة:

- الشباب في ثورتهم بلا غطاء إعلامي.

وكأنها صارت معركة بين الفيسبوك والإعلام الرسمي: الأول يصل إلى فريق محدود ، والثاني يصل للقطاع الواسع من المجتمع المصري.

هذا في ظل بيانات المجلس التي تخلط (أو فلنقل لا تفرّق بوضوح) بينهم وبين البلطجية، هؤلاء البلطجية (متعددوا المواهب): من يقفون مع الأمن كي يدعموهم في مواجهة الثوار، أو يندسون بين الثوار كي تصبح ثورتهم "ثورة بلطجية"، وإعلام رسمي يدعو:

- لإزالة القلاقل، والعودة للاستقرار وان هناك المتربصين بمصر والثورة (هذا ما قاله اليوم نصا مذيع النشرة الفضائية المصرية).

لقد بدأ الشباب ثورتهم من الشارع ، وبقوا في الشارع بعيدين عن دائرة صناعة القرار، مع أن مكانهم لم يعد في الشارع ولكن كان يجب أن يكون في دائرة صناعة القرار، مكانهم داخل الإعلام الرسمي المسموع والمقروء، كي يعبروا عن ثورتهم. إن غياب الشباب عن إدارة إعلامهم هو في حد ذاته "ثورة مضادة."
ولكن حتى وإن حاول هذا الإعلام الموجه أن يسحب الأرض من تحت أقدام الشباب، وأن يضعف من إيمان الشعب بالثورة ويفصل بينهم وبين الثوار، سيبقى أمام الثوار مقولة الروائي جابرييل جارثيا ماركيز (التي رددها محمد البرغوثي، وبهاء طاهر) :

- إن الثوار الذين يقفون فى منتصف الطريق، يحفرون قبورهم بأيديهم، لأنهم لم يحققوا الهدف الرئيسى.

وسيبقى خيط رفيع بين الشباب والشعب، خيط من دم الشهداء لا ينقطع ويربط بينهم ، ففي أقسى درجة اليأس والإحباط لن تنفصم هذه الصلة مهما عمل الإعلام على "تبريد الثورة"، فالدماء أكثر حرارة من أن تبرد أو تُبرّد، بل أن هناك دَين في عنق الشباب أن "يجودوا هم بدمائهم إن تطلب الأمر دماء جديدة،" هكذا قال عمرو صلاح عضو إئتلاف شباب الثورة في لقائه مع ريم ماجد في برنامج "بلدنا بالمصري".

مرة أخري في "جمعة المتابعة" تتباين الأنباء بين استمرار الاعتصام وإضراب البعض عن الطعام ، وبين تأكيد المذيع في نشرة الأخبار بالفضائية المصرية :

- أنه لا صحة لما تردد عن وقف القضاء العسكري.

أي أننا بين المضي قدما في المزيد من الثورة ، ومضي المجلس قدما في تجاهل مطالب الثوار، وإعلام مكمم لم يفرج عنه بعد.

يجب أن يتحرر هذا المشهد كاملا : شباب في العراء معنويا وسياسيا ، وشعب لا تصله رسالة الشباب كاملة واضحة، ورئيس وزراء مقيد الصلاحيات بين.

يجب أن تنضج الثورة حتى يتفاوض الثوار بأنفسهم حول مطالبهم – دون وسيط - وأن يكون لهم إعلامهم الذي يتحدثون فيه مباشرة مع الشعب ، على طريقة التي اتبعتها فيما سبق جريدة "الأخبار" في تضامنها الصريح مع الثورة.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشارع لنا، وكذلك الحصان والعربة
- الخروج من عنق الزجاجة: الوساطة أم التفاوض المباشر
- حكومة ثورة ، أو شارع ثائر يصغي له المجلس الأعلى والحكومة الا ...
- ألا يكون مطلقا أو أبديا وألا يميز بين الناس
- الصف الواحد وخطر الانقسام
- لا يتقدم وطن بين عنف وخوف
- فاطمة ناعوت ، وصفوت حجازي، وحامد عز الدين، وبرنارد لويس، و م ...
- هل سرقوا الثورة؟ من يعلم يدلنا يكسب ثواب
- الأغلبية والأقلية والديمقراطية
- الأكثر تقوى يعظ ، الأكثر معرفة يعلّم ، وكلاهما لا يحكم
- السلفية المحلية والسلفية القومية
- حمزاوي، والمعلم، وإلى مسيحيي مصر، والتمييز ضد الأقباط، والما ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة نحو ثقافة اللاعنف وعدم التم ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة كي تكون البلد بلدنا
- الشعب والشرطة.. ثقافة جديدة كي نحمي الوطن المواطن لا الوطن ا ...
- الجماهير تطالب دون مواربة
- يوم الجمعة التقرير الأسبوعي من الجماهير للمجلس الأعلى للقوات ...
- الدين لله والوطن للجميع، وماذا بعد؟
- القمع هو القمع ، سواء باسم الوطن أو باسم الدين
- مولد ميدان التحرير: والليلة الكبيرة


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - جريدة الأخبار، في تضامنها الصريح مع الثورة