أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الأغلبية والأقلية والديمقراطية














المزيد.....

الأغلبية والأقلية والديمقراطية


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر موقع اليوم السابع يوم الخميس 6 يناير 2011 لقاء برنامج 90 دقيقة الذي عقد مع نقيب الصحفيين محمد أحمد محمد الذي قال فيه "ومع تسليمنا بحق المسيحيين... لا بد أيضًا أن يعرفوا أن مصر بلد أغلبتها من المسلمين ،" وكان أن قمت بالتعليق على الخبر وتفضل موقع اليوم السابع بنشر التعليق الذي قلت فيه " يا أستاذ مكرم :غالبية الدولة مسلمون ، وكل الدولة مصريون " ، وأوضحت في التعليق أنه " ما الفائدة أو العائد للمسلمين أن يدرك المسيحيون أن غالبية الدولة مسلمين؟ ما المعنى في البحث عن رمز ديني لمصر، هل هو إشباع عاطفي ، أم أن له عائد عملي ؟ لمصلحة مَن أن نميز ضد المسيحيين أو نتجاهل مشاعرهم؟ " إلى آخره في أن " الدولة القوية هي الدولة العادلة ، والمسئول القوي هو من يطبق القانون ، فالقانون وليس النفوذ هو المظلة الوحيدة لحماية المواطن وحماية الدولة ، وما يضعف الدولة هو تراجع القانون وتغلب النفوذ ..."
ثم - بعد حوالي شهر من مقالة محمد أحمد- كان لي حوار على الفيس بوك مع بعض الشباب المتأسلم ، وهنا ذكر لي أحدهم الدولة الإسلامية وكيف أنها لا تميز بين الناس على أساس الدين قائلا " يبقي ليه خايف من دولة إسلامية وحضرتك عشت فيها عمر بحاله ما اعتقدش إن حد منعك من ممارسة الشعائر الخاصة ..." ، والحقيقة لم أذكر للشاب الممارسات التي تميز ضد المسيحيين على أساس الدين، لم أذكرها حتى لا أثقل عليه، فكيف أحمل شابا في مثل سنه أنواء سنين من الإضطهاد قام بها عتاة على مر التاريخ ، رأيت أن هذا الشاب المتحمس برئ مما فعلوا ويفعلون، ولعل ما حدث في صول وأطفيح كان ردا مناسبا على هذا الشاب حول ما يمكن أن يفعل الإسلاميون والسلفيون مع أقباط وكنيسة قرية بأكملها.ولكني اكتفيت بأن أطرح سؤالا لهذا الشاب مؤداه: "هل ترى أنه امر طبيعي أن يكون أحدنا له شريعة فيضمنها الدستور ويطبقها على كل الناس؟ هل هذا امر طبيعي وعلى الآخرين أن يقبلوه؟"
وهنا يظهرمرة أخرى التناقض بين فكرة الأغلبية والأقلية من ناحية والديمقراطية من الناحية الأخرى، فأنا أمام شباب يؤمن بالإسلام السياسي ويريد تطبيق الشريعة والديمقراطية لا بد أن تأخذ برأي الأغلبية . صحيح ليس كل جموع المسلمين يريدون الدولة الدينية ، ولكن قطاع منظم من المسلمين من الإخوان والسلفيين يريدونها إسلامية ويريدون تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر ، ويريدون المادة الثانية من الدستور التي تضمن لهم هذا الحق، وينتظرون إقرارها ليبدأوا تفعيلها، كي تعود مصر دولة في طابور الدول الإسلامية تتلقى خبرات الحكم من السعودية وإيران وسودان النميري. والفئة المنظمة الطامحة في الدولة الدينية ، قد لا تلقى عناء في جذب بسطاء الناس في صفهم؛ فبدلا من "الإسلام هو الحل" يأتي الشعار في الاستفتاء أن "صوتوا بنعم لنصرة الإسلام،" فهم يسعون لمخاطبة مشاعر الأغلبية المسلمة ، مرة أخرى أغلبية وأقلية وديمقراطية.
وهنا نتوقف عند المعنى الحقيقي لكلمة "الأغلبية"، فتسبق كلمة "الأغلبية" كلمة "الصالح العام"، تسبق كلمة "الأغلبية" كلمة "حقوق الإنسان": الحقوق الأساسية، كالحق في الحياة، والاعتقاد ، والتنقل، والتعبير، والاجتماع، والاعتصام، والحق في المساواة والمواطنة ، أقصد المساواة أمام القانون، لا توجد أي أفضلية لأحد على آخر على أساس الدين أو الجنس أو النوع أو العقيدة، المساواة هي الأساس الأول الذي تنبنى من أجله الدساتير، وتوجد الدساتير (كما قال الخباز الفصيح) كي تكون ضمانة للشعب على الحاكم وليست قيدا من الحاكم على الشعب، لذا فالأغلبية هنا هي أغلبية رأي يرى الصالح العام في اتجاه ، والأقلية هي أقلية رأي لجماعة أخرى (أصغر) ترى الصالح العام في اتجاه آخر، لذا يأخذ الناس برأي الإغلبية بافتراض أن الأغلبية أقدر من الأقلية على رؤية الصالح العام.
أما لو كانت الأغلبية ترى الصالح العام الذي يخدمها هي دون الأقلية ، لا يصبح صالح عام بل صالح خاص لهذه الأغلبية ، وفرض هذا الصالح الخاص للفئة الأكثر عددا يكون نوع من قهر للأقلية واضطهاد لها ، ونبذ لها ، واستهانة بها ، وهنا تنقسم الأوطان وتتفتت، فمهمة الأقلية والأغلبية هي خدمة الصالح العام ، وبحمايتهم جميعا للصالح العام يحمون الوحدة الوطنية ، وبنبذ طرف منهم للصالح العام يكون قد قهر طرفا واستهان به وعبث بالوحدة الوطنية وعرّض الوطن للتفسخ والانقسام ، وعرّض الفئة الأصغر عددا للشعور بالقهر والقلق وعدم الآمان والبحث عن سبل الخلاص، الأغلبية هي أغلبية رأي وليس أغلبية فئة. ولننظر ماذا فعل السودان عندما ميز فئة من السكان على حساب فئات أخرى دون أن يرعى قانونا يساوي بين مختلف الأعراق والأجناس والفئات والأديان التي يتكون منها النسيج السكاني للسودان .
عندما ركن السودان للتمييز بين السكان لحساب الفئة السكانية الأكثر عددا ، حاد أولا عن العدالة ، وظهرت ثانيا مشكلات الجنوب ودارفور وأبيي وغيرها ، وفشلت كافة المحاولات السياسية والعسكرية في رأب الصدع وإعادة بناء الثقة وانقسم السودان الحبيب ، والمخطئون هم الحكام الذي بضيق أفق قادوا السودان نحو التمييز ، والتمييز قادهم للفرقة والانقسام، وحتى لو لم ينقسموا، لبقى التمييز معوقهم الأساسي للتنمية ، إذ لا تنمية دون مواطنة كاملة ومساواة حقيقية وابتعاد عن كل ما يفصل بين الناس أو يفاضل فيما بينهم إلا على أساس قدراتهم وكفاءاتهم ، ولا يمكن لأحدهم أن يتميز عن باقي الناس لمجرد انتمائه لدين أو جنس أو عائلة أو نفوذ. كلنا متساوون ، يحكمنا قانون مدني واحد ، لا دخل للدين في قوانينه أو دساتيره ، نريد أن نلحق بالأمم، ونقول معا لمحمد أحمد محمد " وكل الدولة مصريون " ، ونقول لا للتعديلات التي تعدّنا لطريق يميز بين المواطنين ، ويبيع الثورة ودم الشهداء الأبرار بثمن رخيص، فالعزاء الوحيد لهذا الدم الزكي يتحقق في وطن مدني حر تحكمه العدالة ، وطن يسرع الخطى للحاق بالعالم المتقدم، لا بدول تتعثر فيها الحرية كالسعودية أو إيران أو أفغانستان ، أو يقع تحت نير عصابات تسكن جبال باكستان وتقتل الأبرياء في كل مكان باسم الدين.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكثر تقوى يعظ ، الأكثر معرفة يعلّم ، وكلاهما لا يحكم
- السلفية المحلية والسلفية القومية
- حمزاوي، والمعلم، وإلى مسيحيي مصر، والتمييز ضد الأقباط، والما ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة نحو ثقافة اللاعنف وعدم التم ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة كي تكون البلد بلدنا
- الشعب والشرطة.. ثقافة جديدة كي نحمي الوطن المواطن لا الوطن ا ...
- الجماهير تطالب دون مواربة
- يوم الجمعة التقرير الأسبوعي من الجماهير للمجلس الأعلى للقوات ...
- الدين لله والوطن للجميع، وماذا بعد؟
- القمع هو القمع ، سواء باسم الوطن أو باسم الدين
- مولد ميدان التحرير: والليلة الكبيرة
- لو استمرت لجنة الحكماء في الحوار دون رحيل مبارك تكون قد أجهض ...
- بيان ائتلاف شباب 25 يناير ما له وما عليه حتى لا تضيع الثورة ...
- لا بديل عن الرحيل وحل مجلسي الشعب والشورى وحرية تكوين أحزاب ...
- يا أقباط مصر أخرجوا في -جمعة الرحيل-
- هل تسحق زهرة اللوتس ياسيدي؟
- 30 عاما ينقصهم بعض شهور
- وآن لهذا الشعب أن يمد ساقيه
- جيش وشرطة ، لا صوت يعلو فوق صوت الشعب
- ياعزيزي محيي ، الأقباط وطنيون وكنائسهم فداء لمصر


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الأغلبية والأقلية والديمقراطية