أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الأكثر تقوى يعظ ، الأكثر معرفة يعلّم ، وكلاهما لا يحكم














المزيد.....

الأكثر تقوى يعظ ، الأكثر معرفة يعلّم ، وكلاهما لا يحكم


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 07:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العنوان هو الموضوع، الأكثر تقوى يعظ ولا يحكم، الأكثر معرفة يُبَصِر ولا يحكم؛ فالتقوى طابعها التأمل، والمعرفة طابعها البحث، وكلاهما استغراق ووقت، وهو ما يفسر الوقت الذي يقضيه الراهب في الصحراء أو على هضبة التبت ، أو الصوفي في جوف الليل ، أو الباحث في المعمل ، كلهم يقضي أوقاتا لا نهائية ، ويخرج إليك بعض الوقت بروح جديدة أو صفاء مطلق أو حكمة خالدة، قد يخرج إليك بشخصه أو بما يكون قد كتبه ؛ وقتها تلمس في زمن قليل هذا الزخم المعنوي أو تحلق في الأجواء السرمدية التي يأتيك منها (أو يأتيك بها) هذا العابد التقي أو الفيلسوف المتبحر، وقد تعيد وقتها النظر في معطيات حياتك اليومية وقد تتخذ قرارات جديدة نحو حياة أفضل وأرقى.
هو نفس المعنى عندما يخرج إليك العالم من معمله بفكر جديد أو نظرية حديثة ، تعيد بها ومن خلالها فهم الأمور أو قلبها رأسا على عقب، وقد تتلقى أنت هذه النظريات الجديدة فى المعرفة ، وقد تتلقاها مؤسسات وهيئات تعيد من خلالها صياغة مشروعاتها ، أو شكل إدارتها، فمثلا عندما تستعين مؤسسة ما باستشاري سنجده يقضي أياما طويلة في الدراسة والبحث لإجابة تساؤلات المؤسسة حول موضوع يهمها، فقد يبحث في أسباب مشكلة تؤرق المؤسسة ، أو يطرح حلولا تساعد في تقدمها ، وهكذا، وما يساعد هذا الاستشاري في القيام بمهمته هو علمه ومعرفته من ناحية ، وحياده من الناحية الأخرى حيث أنه لم يكن يعيش الحياة اليومية مع المؤسسة، فموقفه محايد من كل الأطراف، ومن كل القضايا، ومن كافة الاختيارات؛ لذا يطبق أدواته كي يصل للحقيقة وكي يقترح ما يفيد الصالح العام ، فهو لا يتحرك كي يثبت وجهة نظر، ولكن كي يكتشف من خلال بحثه الموضوعي وجهة نظر أقرب لحقيقة الأشياء؛ فتكون وجهة نظره مقننة ومدعمة بالأرقام نتيجة البحث وفي خدمة الصالح العام.
ويتوقف دور الاستشاري - في مثالنا هذا- يتوقف عند مرحلة عرض نتائجه على صناع القرار، ويبقى لصناع القرار مهمة اختيار كل أو بعض ما قال الاستشاري، فهم أصحاب القرار ، وما لا يوافقون عليه اليوم قد يوافقون عليه غدا ، اما الباحث فيعود لمعمله ومحرابه كي يطور من أدواته، حتى عندما يدعى مرة أخرى يقدم ما يفيد الناس ، تلك هي العلاقة بين من يعرف ومن يقود ، من يعرف يتطلع للمطلق للحقيقة وبحثه فيها لا يتوقف ، لأن الحقيقة مطلقة ، ومن يقود تشغله تحديات الحياة اليومية ويريد حلولا عملية لما يواجه من مشكلات، كما أن ممارساته اليومية قد تخلق لديه تحيزات ، لذا هو في حاجة لشخص حيادي يعطي وقتا لاكتشاف الحلول ، ويعطي رأيا يحرر "من يقود" من تحيزاته، أي أنه في حاجة أن يعرف الحلول ويشفى مما لحق به من اتجاهات سلبية كانت تعوق الأداء ؛ أداءه هو وأداء من يعملون معه.
هو نفس الأمر ينطبق على العابد والفيلسوف أذ تستغرقهم المعرفة والحكمة والموعظة التي يخرجون بها للناس كي تتبدل مواقفهم إلى مواقف إيجابية، وتمتلئ قلوبهم بنور جديد يكون وقودهم وطاقتهم وشفاؤهم في أدائهم وقراراتهم ، كل مرة نقرأ أو نسمع بعض سطور من كتاب النبي لجبران خليل جبران ، أو قصيدة شعر ، أو حكمة ، أو نص مقدس نمتلئ بطاقة إيجابية جديدة ويحضرنا نور لاختيارات لحياة أفضل وعلاقات أفضل . قراءات أو عظات تستنير بها عقولنا وتتسع قلوبنا ، وتنتعش ضمائرنا فنحسن ممارساتنا لحياتنا اليومية ونحسن اختيارنا لقراراتنا المصيرية.
فلو ترك العابد محرابه والفيلسوف تأملاته والعالِم بحثة ومعملة ليتولى أحدهم القيادة لاحتاج من جديد لعابد وفيلسوف وفنان وعالِم كي يملأوا الفراغ لينيروا له السبيل عندما يقود ويقرر ويتحرر من تحيزاته ويستبصر الطريق، من هنا كان عنوان المقال " الأكثر تقوى يعظ، الأكثر معرفة يعلم، وكلاهما لا يحكم"، ومن هنا كانت الفكرة ألا يكون هناك حزبا دينيا يحكم باسم الدين ، فالبشر يصيبون ويخطئون ، وقد يعدلوا وقد ينحازوا، فلو عملوا ذلك وهم يحكمون باسم الدين، أو لو ارتكبوا إرهابا باسم الدين سيلحقون نقصهم وضعفهم البشري بالدين، أما لو كان القادة يحكمون د ون احتماء في دين ، يمكننا وقتها ان نحاسبهم دون حرج ، ويظل الدين وقتها منزها عن معاملاتهم اليومية قادرا في حياد أن يقدم لهم ولنا الموعظة الحسنة ، وان اختلطت الأمورعليهم كانت المعرفة المحايدة الباحثة عن الحقيقة وسيلتهم للوصول للحلول ، وبقت الفلسفة تفتح لهم آفاقا، وبقي الفن وجدانا جديدا لهم.. عالم رحب يتفاعلون كلهم في ربوعة كي تنمو البلاد وتتقدم الأمم.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفية المحلية والسلفية القومية
- حمزاوي، والمعلم، وإلى مسيحيي مصر، والتمييز ضد الأقباط، والما ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة نحو ثقافة اللاعنف وعدم التم ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة كي تكون البلد بلدنا
- الشعب والشرطة.. ثقافة جديدة كي نحمي الوطن المواطن لا الوطن ا ...
- الجماهير تطالب دون مواربة
- يوم الجمعة التقرير الأسبوعي من الجماهير للمجلس الأعلى للقوات ...
- الدين لله والوطن للجميع، وماذا بعد؟
- القمع هو القمع ، سواء باسم الوطن أو باسم الدين
- مولد ميدان التحرير: والليلة الكبيرة
- لو استمرت لجنة الحكماء في الحوار دون رحيل مبارك تكون قد أجهض ...
- بيان ائتلاف شباب 25 يناير ما له وما عليه حتى لا تضيع الثورة ...
- لا بديل عن الرحيل وحل مجلسي الشعب والشورى وحرية تكوين أحزاب ...
- يا أقباط مصر أخرجوا في -جمعة الرحيل-
- هل تسحق زهرة اللوتس ياسيدي؟
- 30 عاما ينقصهم بعض شهور
- وآن لهذا الشعب أن يمد ساقيه
- جيش وشرطة ، لا صوت يعلو فوق صوت الشعب
- ياعزيزي محيي ، الأقباط وطنيون وكنائسهم فداء لمصر
- بعد خطابكم ،الشعب يريد تغيير النظام


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الأكثر تقوى يعظ ، الأكثر معرفة يعلّم ، وكلاهما لا يحكم