أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - علشان كنا رجالة وقفنا وقفة رجالة ..وقفة مائة رجل














المزيد.....

علشان كنا رجالة وقفنا وقفة رجالة ..وقفة مائة رجل


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3612 - 2012 / 1 / 19 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أرجو ألا يؤخذ العنوان ولا المضون على أنه يتحيز ضد المرأة، خاصة لو استعرت عن أمي رحمها الله، عبارة "ست بمائة رجل".

ولعلها أروع عبارة في أقوى مشهد شهدته السينما، في ثاني أحسن فيلم مصري، فيلم الأرض، رائعة يوسف شاهين، ورواية عبد الرحمن الشرقاوي، الذي تدور أحداثه في الثلاثينيات حول الصراع الدائر-وقتها- بين الفلاحين والإقطاع، متمثلا في محمود بك اللي عايز يعمل أراضي الفلاحين طريقا يصل إلى قصره.

في المشهد أبو سويلم، في دفاعه عن الأرض، وقف كي يحكي مأساته فوجد نفسه يحكي انتصارات جيله اللي وقف قدام الإنجليز، "لأنهم كانوا رجالة، ووقفوا وقفة رجالة".. لم تنبع وقفتهم من أيديولوجية، ولا من أجندة، ولا من حسابات سياسية أو غير سياسية، كان أبو سويلم، في المشهد، يذكرأهل قريته بوقفاتهم ، وكل وقفه كانت بدافع الشهامة والشعور بالواجب، كانت من ناس شايفة غلط وبتصححه بصدورها العارية، بتصححه بفدائية، بتصححه وهي بتموت – ساعتها- برصاص الإنجليز الذين فقدوا في ثورة 19 سيطرتهم على البلاد، فقدوها مش لأن قوتهم ضعفت، لكن لأن الناس خرجوا عليهم، الناس بصدورهم العارية فقط، خرجوا عليهم.. كانوا رجالة ووقفوا وقفة رجالة، فانهارت قوة الإنجليز أمامهم، وأضطروا لإرجاع سعد وزملائه، وتسليم البلاد لحكومة الوفد.

ولو كان الناس أكملوا وقفتهم بعد عودة سعد واستمروا في ثورتهم على وجود الإنجليز في البلاد، وتعاملوا مع عودة سعد كمحفز للمزيد من الثورة على الاحتلال، بنفس قوتهم في وقفتهم عندما نفوا سعد وزملاءه، لو كانوا أكملوا بنفس الروح، يعني لو كنا اتصرفوا زي الهند واستمروا في الثورة، فربما وصلنا لما وصلت إليه الهند في أن يتفاوض الإنجليز مع سعد في الجلاء عن البلاد، وقتها كان ها يتم تسليم البلاد للشعب.

نكوصنا خللي الإنجليز يسلموا البلاد – كما سلموا كل البلاد المحررة - للديكتاتورية العسكرية، ما عدا الهند اللي استمرت ثورة شعبها لغاية ما شعبها استلم البلاد وأسس، قبلنا بتمانين سنة، حكم ديمقراطي حقيقي.

- "وقفنا في النص..

وأعود لفيلم الأرض، "برضه وقفنا في النص".. في الأول، لما كان الفلاحون مجتمعين، قدروا إنهم يتظلموا، قدروا يرموا الحديد في الترعة، ولكن النظام شق الصف، ضم إليه الشيخ يوسف، رجل العلم والدين المؤثر في الرأي العام، أبو سويلم ضمير القرية المؤثر حتى في الشيخ يوسف، لكن ما عندوش قوة التأثير في الرأي العام، ثوري جدع بس، بيعمل الصح بس.الشيخ يوسف يستلهم الرسالة من أبو سويلم لكن الشيخ يوسف هو القادر على حشد الناس حول هذه الرسالة ، كما أن مكانته بتجبر النظام أن يفكر ألف مرة قبل الاقتراب منه.

النظام قادر على سحل ضمير الشعب "أبو سويلم"، لكنه غير قادر بنفس الدرجة على سحل دعاة الشعب، هذه قوة الدعاة؛ هم قادرون على توصيل الرسالة، وعندهم نوع من الحصانة، لذا فاحتواء الشيخ يوسف ضمانة لتشتيت الرجالة، وهنا يقف أبو سويلم الثائر وحيدا مدافعا عن أرضه كي يسحل دونها، ويختفي من المشهد الشيخ يوسف، مكتفيا بالقليل الذي حصل عليه ثمنا لصمته، ويختفي باقي الفلاحين المكلومين من تفرقهم واختلال ميزان القوى، وضياع الأرض، وانتصار النظام الجائر الذي أتي كي يدفن أرضهم ويحولها طريقا إلى قصر محمود بك.

هي نفس اللعبة بين النظام والناس، الإنجليز أقنعوا الشعب بالتوقف عن الثورة وأعادوا لهم سعد. وفي "الأرض" ، الإقطاع جرد الفلاحين من رموزهم وسحل أبو سويلم ، وفي ثورة يناير فالمجلس يسعى كي يحول بين الشباب والناس كي لا يخرجوا لدعمهم، وكي يخمد ثورتهم ويجهض مطالبهم، مفرغا الثورة من مضمونها.
في كل مرة، عندما تثور البلاد ويعجز النظام عن قمعها قمعا كاملا، يقوم النظام بعزل الروح عن الجسد، عزلا دقيقا لا يقضي على الثورة، ولكن يقضي على مكاسبها، فيستمر النظام محافظا على مكاسبه، وعندما يستعيد أنفاسه يتعقب الثوار، وتفقد الشعوب ثقتها في ذاتها، وفي قدرتها على إحداث التغيير المنشود، وهي المعادلة التي يواجهها الشباب في ثورتهم، ثورة 25 يناير.

فمعادلة الشباب أن تستمر الثورة، وأن يتم تعقب الجناة لا الثوار، وأن يحاكم مبارك وأعوانه محاكمة عادلة، وأن تحرر البلاد من كل صور الفساد وكل صور الاستبداد، وأن تصبح مصر بلد ديمقراطية بجد، وأن يكون الحكم للشعب والسيادة للقانون، وأن تكون المؤسسات في خدمة الدولة، والمناصب في خدمة الناس، فالكل سيد في هذا الوطن.
تلك هي المعادلة التي يدافع عنها الثوار، وسيخرجون لتوضيحها في الذكرى الثانية للثورة، فالثورة مستمرة رغم كل محاولات بلبلة وعي الناس التي يقوم بها هذا الإعلام المأجور. الثورة مستمرة، لا يجب ان نتوقف في المنتصف، فلن يفيد شهداءنا أن نخلدهم ولكن أن نحقق النتائج التي ضحوا بأنفسهم من أجلها، فلا يجوز بعد كل هذه التضحيات أن يبقى نظام مبارك حاكما للبلاد.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرادعي في الميدان: فالشارع لنا، والناس التانيين...
- فيها حاجة حلوة
- قبضة رجل عجوز، قبضة شباب صاعقة
- يا قلوب بتنزف دم في العتمة، يا قلوب بتنزف دم وتغني
- النظام القديم الذي لا يسمع ويدفع بالجنود لسحق الثوار
- قل ما تريد، ونحن نفعل ما نريد.. قاعدة فات آوانها
- أفندم .. يافندم
- هل خذل الشعب الثورة؟
- دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود
- سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة
- الشرطة الضحية
- التعذيب بنيران صديقة
- الهيبة أم التقدير في قضية خالد سعيد
- سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول
- محمد جمال الدين
- الدولة لازم تتغير
- فأقرأ ثانية رسالة بلال
- أصعدها كمقدارها بنعمتك
- المسلّمات والحقيقة المجردة
- عندما قال -مبارك- للشعب: أفندم


المزيد.....




- صور تكشف عن علاقة دافئة بين كارول سماحة وابنة زوجها الراحل
- إسرائيل تُعلن عن مشروع لبناء مستوطنات بالضفة الغربية.. وسموت ...
- تركي الفيصل لـCNN: نتنياهو إرهابي ويجب طرده من منصبه.. وهذا ...
- تقدّم روسي في أوكرانيا عشية قمة ألاسكا.. وبوتين يشيد بالجهود ...
- -يزيد من مخاطر الإصابة بالخرف والربو وأمراض أخرى-.. دراسة تك ...
- وزير المالية الإسرائيلي يعلن أن العمل سيبدأ في مشروع استيطان ...
- محللان: مشروع -معاليه أدوميم- شهادة وفاة لفكرة الدولة الفلسط ...
- -رولز-رويس-: المستقبل للمفاعلات النووية المصغرة في تشغيل الذ ...
- مع سيطرة ترامب على شرطة المدينة.. احتجاجات غاضبة في واشنطن ا ...
- تونس .. شركة ناشئة تصنع أطرافا صناعية تعمل بالذكاء الاصطناعي ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - علشان كنا رجالة وقفنا وقفة رجالة ..وقفة مائة رجل