أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - قبضة رجل عجوز، قبضة شباب صاعقة















المزيد.....

قبضة رجل عجوز، قبضة شباب صاعقة


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نخطئ في التشخيص، فقد نتكلف الكثير، وقد نصل رغم التكلفة إلى عكس ما نريد، وهنا تكون أهمية الدراسة والتشخيص، وإلا خسرنا أموالنا وأنفسنا، بل وقد نخسر رصيدنا وتاريخنا وثقة الناس فينا، وهي أعز ما نملك، لقد أساء المجلس التشخيص، وأتى العلاج بعكس النتائج، ومن يناير وحتى الآن نجد العديد من مظاهر سوء التشخيص، يعقبها العديد من الإجراءات الخاطئة التي تودي بالبلاد وتقودها للهاوية التي لا يريدها أحد.

الظاهرة التي نحن بشأنها أن الشعب ثائر، من قبل يوم 25 يناير وهو ثائر، وكان النظام يقمعه، بالأمن المركزي مرة، والبلطجية مرات، واستطاع الشعب يوم 25 يناير أن يُحْكِمَ ثورته، حتى أضطر مبارك للتخلي عن السلطة، وتولى الأمر المجلس العسكري، تولاه كحامي للثورة، ثم تولاه كلية؛ ينهي ويأمر.وهنا بدأ سوء التشخيص: فكأن البلد عايزة قائد، والمجلس أصبح هذا القائد، وترضية للثوار فتح المجلس أمامهم أبواب الوزارة منقوصة الصلاحية، وعمل لهم مكاتب هناك، وبعد فترة اكتشف الشباب إن وجودهم زي عدمه، يقولون ولا أحد يسمع، لقد انفرد المجلس بالحكم، وقاد البلد عكس التيار، بدون دستور، وأصدر بدلا منه إعلان دستوري دون تصريح من الشعب، ولم يطهر الأمن، ولم يحاسب قتلة الثوار، وقدم الرئيس السابق للمحاكمة بعد ضغط شديد، ولم يقبل بمجلس مدني يشارك المجلس العسكري في إدارة شئون البلاد في هذه المرحلة الإنتقالية الحرجة.

وعندما بدى تعثر وزارة الدكتور عصام شرف، قَبِل المجلس استقالتها ، ومخالفة لرأي الثوار فرض المجلس رئيس وزراء جديد، أقصد قديم لأنه ينتمي لنظام مبارك، يقترب من الثمانين من عمره، ورفض المجلس مجرد التفكير في إي من العروض التي قدمها الشباب بشأن الحكومة الانتقالية.

وفي اختيار الدكتور الجنزوري كان ايضا نوع من سوء التشخيص: فالدكتور الدكتور شرف(في هذا التشخيص) لم يكن قادرا على القيام بمهام الوزارة، دون التعرض في هذا التشخيص للجزء الخاص بنقص صلاحيات الدكتور شرف والتي كانت سببا أساسيا في عدم قدرته على القيام بمهامه، وهنا لو كنا قد أحسنا التشخيص، كنا قد نبقي على الدكتور شرف ولكن نمنحه صلاحيات كاملة، أو نأتي برئيس وزراء جديد بصلاحيات جديدة، الصلاحيات وليس الأشخاص كانت حجر الأساس في هذه الأزمة؛ أزمة فشل الحكومة في القيام بمهامها.

الشباب اعترض على الدكتور الجنزوري فهو لا يمثلهم، كما أن مسألة الصلاحيات بقت مبهمة، الدكتور الجنزوري أعلن كلام عام حول أنه قد حصل الكثير من على صلاحيات، يعني هنا يوجد اقتراب من المشكلة (نقص الصلاحيات) وعلاج هلامي للمشكلة، تسبقها مشكلة لم تلقَ أي اقتراب ألا وهي مشكلة عدم الحوار مع الشباب، أصحاب الثورة الحقيقيين، بل أن كل اللقاءات التي كانت تتم معهم كانت لقاءات تلقينية حول أفضال المجلس وانجازاته، أو في أحسن حالاتها سماع للشباب وبعدين المجلس يعمل اللي عايزه، النتيجة لم يتم تلبية أي مطلب حقيقي للشباب، بدءً بوضع الحد الأدنى والأقصى للأجور، أو تلبية طلبات المصابين، أو تطهير أجهزة الدولة من فلول النظام السابق، أو منع فلول الحزب الوطني من خوض الانتخابات، أو وضع جدول زمني لنقل السلطة، أو تكوين مجلس مدني يدير مع العسكري شئون البلاد:

- لا يوجد من يسمع واتكلم براحتك.

في هذه المرة وقف الشباب أمام مقر مجلس الوزراء معبرين عن رفضهم للجنزوري رئيسا للوزارء، في كل مرة لا يمل الشباب من المطالبة، ولكن المجلس هو من يتململ من هذه المطالبات، وهنا يتململ المجلس بشكل عملي؛ فسوء التشخيص يقود المجلس إلى أن صوت الشباب مزعج، ولا يتقدم المجلس خطوة ويحدد الأسباب ، بل يذهب مباشرة للحل الذي يتصوره ألا وهو إسكات هذه الأصوات، أو إزالة أصحابها من الطريق. وهنا وكأن المجلس قد اكتشف الثغرة، فكأن يد الرئيس المخلوع، يد عجوز، لم تضرب بالقوة الكافية لإسكات هؤلاء الشباب، وكأن التشخيص أن الرئيس السابق تهاون مع حركات مثل كفاية و6 أبريل وغيرها، ضرب بقبضة رجل عجوز، إذن فليضرب المجلس بقبضة شباب صاعقة، وليركز هذه المرة، ويضرب بقوة على النساء، حين لا يستطيع الشباب حمايتهم من تلك القبضات الحديدية.
وهنا كان أسوأ درجات التشخيص في أن هذا هؤلاء الثوار يحتاجون للردع، وما لم يستطعه مبارك، يستطيعونه هم؛ يسىطيعون إسكات صوت الثورة، وإعادة ثوارها مهزومين صامتين لمنازلهم، وهنا كان الاستخدام المفرط للقوة مرادفا لتشخيص يعوزه الكثير من التروي قبل الانجراف في هكذا حلول دموية، تشخيص خاطئ وعلاج موجع مؤلم، لم يكن أقل ألما من تصريحات اللواء عمار المتعثرة (راجع الرابط الأول)، ولا من حواره الجاف مع الصحفيين (راجع الرابط الثاني)، أو المشادة الكلامية بين دينا عبد الرحمن وأحد لواءات الجيش (راجع الرابط الثالث).

لم يكن في الحقيقة هذا البطش علاج، بل كان جريمة في حق الوطن والجيش والإنسانية، نكبة ونحن نرى هذه التجاوزات المفزعة، وهذه الأكاذيب الفجة لتغطيتها، نكبة أخجلتنا أمام العالم، لم يخفف منها إلا نساءنا من خرجن بالآلاف وخرج معهم الشباب ينددون بالمجلس وتجاوزات الجيش كي يردوا لنا الاعتبار في أن ثورتنا لم تخمُد، وأن نساءنا وشبابنا قادرون على مواجهة المجلس ووضعه في حجمه الصحيح أمام شعب الذي قرر أن يسترد حريته التي افتقدها عبر التاريخ ، أمام شعب قرر أن يلحق بالعالم الحر ويسترد كرامة مواطنيه بين سكان المعمورة، يستردها كاملة مهما كان الثمن. الحكمة تقتضي أن يدرك المجلس جدية هذا الشعب في دفاعه عن حريته وكرامته، فكلما اشتدت قبضة شباب الصاعقة كلما خسر الجيش شعبه، وهي خسارة فادحة، وكلما اتضح للشعب أنه على الطريق الصحيح، فعلى المجلس ألا يقف أمام التيار، وأن ينزل عند إرادة الشعب في العيش،والحرية، الكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية.

شكرا للفتيات اللاتي سُحِلْن، والنساء اللأتي خرجن اليوم 22 ديسمبر دفاعا عن فتياتنا، شكرا للشهداء والمصابين، فكلهن وكلهم أكدن وأكدوا الدرس، شكرا للجنود وشباب الصاعقة من بقوا أمام تظاهرة النساء قابعين وراء الأسوار، علهم يستوعبون الدرس ويدركون كم غرر بهم قادتهم، فشبابهم ولحم كتافهم دين في رقابهم من خير هذا الشعب، ولا يصح مطلقا أن يرفعوا عليه كعبهم، لا يصح مطلقا.

الروابط:
1- http://www.youtube.com/watch?v=B69BRpXdMfs
2- http://www.youtube.com/watch?v=qh3qw4KQCqs
3- http://www.youtube.com/watch?v=DTmsL73jgto



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا قلوب بتنزف دم في العتمة، يا قلوب بتنزف دم وتغني
- النظام القديم الذي لا يسمع ويدفع بالجنود لسحق الثوار
- قل ما تريد، ونحن نفعل ما نريد.. قاعدة فات آوانها
- أفندم .. يافندم
- هل خذل الشعب الثورة؟
- دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود
- سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة
- الشرطة الضحية
- التعذيب بنيران صديقة
- الهيبة أم التقدير في قضية خالد سعيد
- سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول
- محمد جمال الدين
- الدولة لازم تتغير
- فأقرأ ثانية رسالة بلال
- أصعدها كمقدارها بنعمتك
- المسلّمات والحقيقة المجردة
- عندما قال -مبارك- للشعب: أفندم
- عمق الثورة، وسطح الثورة
- جريدة الأخبار، في تضامنها الصريح مع الثورة
- الشارع لنا، وكذلك الحصان والعربة


المزيد.....




- -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العودة إلى بلدك؟-
- شرق ألمانيا: حلول إبداعية لمواجهة مشكلة تراجع عدد السكان
- -ريبوبليكا-: إيطاليا تعرض على حفتر صفقة لكي ترفض ليبيا العمل ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تواجه عطلا بمدرج مطار اسطنبول وتهبط ...
- الرئيس الروماني يكشف موقف بلاده من إرسال أنظمة -باتريوت- إلى ...
- -التعاون الإسلامي-: اجتياح رفح قد يوسع نطاق التوتر في المنطق ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد لا يتبنى موقفا موحدا بشأن الاعتراف بال ...
- الشرطة الألمانية تقمع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة برلي ...
- دونيتسك وذكرى النصر على النازية
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة ضحاياه منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - قبضة رجل عجوز، قبضة شباب صاعقة