أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - سميرة إبراهيم.. فرقٌ في الدرجة















المزيد.....

سميرة إبراهيم.. فرقٌ في الدرجة


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرق في الدرجة؛ فكرة راودتني عندما قرأت الخبر الذي صرحت فيه سميرة إبراهيم فى مقابلة مع صحيفة «جارديان» البريطانية والذي نشرته المصري اليوم، الأربعاء14 مارس، أن فى مصر بعد الثورة قوتان تعرقلان التقدم فى حقوق المرأة، إحداهما المجلس العسكرى والأخرى الإسلاميون ، وأن الحكم بتبرئة الطبيب المتهم فى قضية كشوف العذرية هي بمثابة ضربة للنضال النسائى فى البلاد، مؤكدة أنها تصر على الحصول على حقوقها ولن تتخلى عنها مهما كان الثمن، وأنه من حقها الآن اللجوء إلى القانون الدولى (أنظر الرابط الأول).

وقد جاء تعليقي على الخبر مواكبا لمقالتي السابقة بعنوان "وهكمل للنهاية عشان أجيب حقها..." في توقعي لاستمرار سميرة في المشوار حتى النهاية، وفي التأكيد على قوتها النابعة من أن توحدها مع قضية كان أكبر من توحدها مع مشكلتها الشخصية، وقد ازعجتني التعليقات التي صاحبت الخبر المنشور في جريدة المصري اليوم، التي عبرت عن استهانة بالقضية التي تطرحها سميرة.. تصريحات - إذا استبعدنا أنها تتم بفعل فاعل- فهي تعبر عن حالة من التبلد في المشاعر، وتراجع في النظرة الإنسانية لما يمكن أن تعاني منه سميرة وكافة الحالات التي تعرضت لبطش النظام؛ بطش بلا رحمة، يدعمه أفراد ، وينسحب عنه الناس يمكننا إضافتهم كعوائق لتقدم المرأة والإنسان والثورة ومصر.

لا شك في أن تصريح كاللجوء إلى القانون الدولى يمكن يزلزل أركان النظام، فتصريح سميرة - في حد ذاته- محاكمة مفتوحة للنظام القائم، ولعل قلق النظام من هكذا تصريح يكشف ضعف النظام؛ ضعفه أمام فتاة مناضلة تقف بمفردها أمام هكذا نظام:

 فمن أين يأتي هذا الضعف؟ لقد استخدم النظام كافة أدوات البطش: قتل، وسحل، وانتهك أعراض، واعتقل، وأصدر أحكاما؛ كانت النتيجة المرجوة أن يحظى بالتقدير والمهابة، ولكن ما حدث كان التبرم والسخط والنداء بسقوطه، أي سقوط هذا النظام.

ثم إذ به –أي النظام- يذهب للنهاية في استخدام القوة، ليس فقط مع سميرة ولكن مع كل من يعترض طريقه، وها هو ينتظر سفينة محملة بالمتفجرات، حيث دعت منظمة العفو الدولية إلى ضرورة عدم السماح لسفينة تحمل شحنة أسلحة ومتفجرات من الولايات المتحدة إلى مصر بتفريغ شحنتها، لوجود مخاطر كبيرة فى استخدام هذه الأسلحة من قبل قوات الأمن المصرية فى ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان (أنظر الرابط الثاني) .

ألا تذكّرنا هذه السفينة بتلك التي استوقفتها قبرص وهي في طريقة لسوريا، وكأننا بين مصر وسوريا "نختلف في الدرجة، ولا نختلف في النوع"، كأننا بين نظامين يستخدم أحدهما عنفا مقننا وآخر يستخدم عنفا مفرطا، واحدٌ يقتل بالمئات، وآخر بالآلاف، أي أننا أمام نفس العقلية؛ عقلية نظام يسعى لتأكيد وجوده والحفاظ على مكتسباته بالعنف والبطش؛ بطش تزداد درجته حسب درجة إصرار الشعب على المقاومة، وإصرار النظام على تأكيد وضعيته على حساب مطالب الشعب.

تستوقفنا سميرة والثماني عشرة فتاة اللاتي انتهك النظام كرامتهن؛ مرة بالكشف على عذريتهن، ومرة أخرى بعدم إنصاف سميرة في قضيتها العادلة بالقصاص من مرتكبي هذا الجرم في حق مصر- كما قالت سميرة.

تستوقفنا سميرة وكافة الفتيات.. يستوقفنا المصابون والشهداء في 25 يناير، و28 يناير،و 2 فبراير، و 9 مارس(اليوم الذي اقتيدت فيه سميرة وكافة الفتيات لكشف العذرية)، و 8 أبريل، و 28 يونيو، و 23 يوليو، و 9 سبتمبر، و 9 أكتوبر، وشهداء 19نوفمبر، و 16 ديسمبر.. كلها أيام تحمل صمودا منقطع النظير ومتخمة - في الوقت ذاته - بذكريات أليمة، الأكثر إيلاما فيها تقاعس النظام عن ملاحقة القتلة، ومنح البراءة لكل من تم تقديمهم للمحاكمة، وتقديم الثوار للمحاكمة.

مرة أخرى نجد أننا أمام "اختلاف في الدرجة"، بين عنف مطلق وعنف مقنن، والنتيجة واحدة، فالثوار في صدام مع النظام، الذي خذلهم بعد أن منحوه ثقتهم وشرف قيادة ثورتهم، الثوار –في انعدام الثقة هذه- باتوا يبحثون عن حَكَمٍ عادل بعد أن أصبح النظام خصما لهم.. كل هذا يطرح السؤال:

 كيف يثق الثوار في اي إجراء يقوم به هذا النظام؟ كيف يثقون في انتخابات الرئاسة القادمة؟ وفي لجنة الدستور القادمة؟ وفي التسليم الفعلي لسلطة مدنية يكون العسكر تحت قيادتها لا العكس؟

أسئلة كثيرة تفرض نفسها، وتضعنا جميعا من جديد في طريق الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية. كفاح بدأه الشعب منذ صدامه مع حكومة الثورة، في 1968، ومع جيل السبعينيات، مرورا بكفاية و6 أبريل وكافة الحركات الثورية للطلبة والعمال والصحفيين والقضاة والمحامين والفنانين. كفاح طويل ومستمر، أضافت له الثورة زخما جديدا، كفاح كان يجب على المجلس العسكري أن يمتثل له، وأن يدعم ثورته، ويرسي به إلى حكومة ديمقراطية حقيقية، كان يجب على المجلس احتراما للدم المسفوك أن يعود لثكناته بعد ان غادرها منذ 60 عاما أدار فيها البلاد، ويرفض الآن أن يعود إلا وله كافة الأسهم التي يريدها كي يبقى له في السلطة أصبعا وقدما وجسدا كاملا، وبرلمانا صديقا، ورئيسا توافقيا لطيف المعشر.

أوضاع مغلوطة، تدعم الطرف الأقوى على حساب الحق، والعدل. معادلات مغلوطة تبقينا في نفق الحكم العسكري، معادلات لا يمكننا معها إلا أن نردد مع ديسمند توتو Desmond Tutu أسقف جنوب أفريقيا:إذا كنت محايدا في حالات الظلم فقد اخترت أن تكون بجانب الظالم !

نردد هذا القول، فكل تخاذل من الناس في دعم الحق، سيدفعون فيه ثمنا ثقيلا بعد قليل، بل أن كل تخاذل من الناس قد يقنع النظام أنه على حق، والصديق الصدوق هو من قوّم صديقه، هذا إن رأوا أنهم صديق النظام القائم.

الروابط:
الرابط الأول: http://www.almasryalyoum.com/node/712856?fb_comment_id=fbc_248351021923913_1336477_248580138567668
الرابط الثاني:
http://www3.youm7.com/News.asp?NewsID=627364&SecID=65&IssueID=0



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهكمل للنهاية عشان أجيب حقها...
- إدارة بالقوة..إدارة بالقوة المفرطة
- يؤدبون الشعب، ويسقطون في المحظور
- غير مأسوف عليه
- علشان كنا رجالة وقفنا وقفة رجالة ..وقفة مائة رجل
- البرادعي في الميدان: فالشارع لنا، والناس التانيين...
- فيها حاجة حلوة
- قبضة رجل عجوز، قبضة شباب صاعقة
- يا قلوب بتنزف دم في العتمة، يا قلوب بتنزف دم وتغني
- النظام القديم الذي لا يسمع ويدفع بالجنود لسحق الثوار
- قل ما تريد، ونحن نفعل ما نريد.. قاعدة فات آوانها
- أفندم .. يافندم
- هل خذل الشعب الثورة؟
- دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود
- سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة
- الشرطة الضحية
- التعذيب بنيران صديقة
- الهيبة أم التقدير في قضية خالد سعيد
- سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول
- محمد جمال الدين


المزيد.....




- ترحيل مصري بأمريكا بسبب ما فعله مع كلب تفتيش بالمطار.. والسل ...
- احتجاجًا على الزفاف الفخم.. دمية شبيهة بجيف بيزوس تطفو في قن ...
- إيران.. صور من تشييع جثامين شخصيات قتلت بالضربات الإسرائيلية ...
- صور أقمار صناعية حديثة تظهر نشاطًا جديدًا في منشأة فوردو الن ...
- إيران: بدء التشييع الوطني لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ...
- الحوثيون يطلقون صاروخًا باتجاه إسرائيل وسماع صوت انفجارات شر ...
- ترامب يرى وقف إطلاق النار في غزة -وشيكا- ويتوقع التوصل إليه ...
- نتفليكس تخمد أنفاس أشهر أعمالها على الإطلاق
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب بشأن الحرب مع إيران
- هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 100 ألف فلسطيني في غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - سميرة إبراهيم.. فرقٌ في الدرجة