أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - وهكمل للنهاية عشان أجيب حقها...














المزيد.....

وهكمل للنهاية عشان أجيب حقها...


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما تبهرنا سميرة إبراهيم، بهرتنا حين خرجت عن صمتها وأعلنت قضيتها في كشف العذرية للرأي العام، وذهبت بها للقضاء، وتحدثت عنها في الإعلام، وهي الفتاة الصعيدية حيث التقاليد تضيق الخناق على المرأة وتقهرها وتضعها في مساحة محدودة من التعبيرعن ذاتها، وتمنعها من الحديث عندما يتصل الأمر بالشرف، بل أن التقاليد قد تحول الضحية في مثل هذه الحالات إلى مذنب، وذلك في إدارة مغلوطة تسلب الحق من الطرف الأضعف، وتمنحه هدية للطرف الأقوى.

خرجت سميرة على هذا الواقع المغلوط وكسبت جولتها الأولى في 27 ديسمبر 2011 حين جاء حكم محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة لصالحها بوقف إجراء كشوف العذرية الجبرية على الفتيات، وقبول طعنها شكلا، ولكنها خسرت جولتها التالية يوم الأحد 11 مارس التي قضت ببراءة المجند الطبيب من تهمة قيامه بإجراء "كشف عذرية" لسميرة إبراهيم أثناء احتجازها في السجن الحربي. وهنا تتبدى صلابة هذه الفتاة، فهي رغم الألم والدهشة والانهيار تدلي بتصريحين ذات دلالة:

الأول يصف الواقع كما تراه سميرة: " محدش انتهك شرفي.. مصر هي اللي انتهك شرفها وهكمل للنهاية عشان أجيب حقها"
والثاني رسالتها للمجلس: مش هتقدروا تكسروني.

وكلا التصريحين يعكس روح سميرة الثائرة، فهي تتوحد في تصريحها الأول مع مصر، وكأنها تتحرر مما لحق بها من إهانة وترى أنها لحقت بمصر متمثلة في واحدة من بناتها – ضمن 18من فتيات أخريات لحق بهن ذات الأذى، لحقت بمصر متمثلة في خلل جعل أحد أجهزتها المنوط بحماية المواطنين يتنصل من دوره هذا إلى انتهاك كرامة المواطنين، أو قضاء لا ينحاز للطرف المضار من أبناء الوطن، ويمنح البراءة للطبيب المعتدي، بدلا من أن يدينه، ويرد لمصر اعتبارها كدولة تقيم العدل بين أبنائها وبناتها وكافة مواطنيها.

في عفوية وثورية، ردت سميرة القضية لأصلها: الدفاع عن شرف مصر المنتهك، شرف البنات، وشرف الكلمة ، وشرف المهنة، وشرف كافة الأجهزة. سميرة تدافع عن وطن، وتوحدها مع قضيتها كان أكبر من توحدها مع مشكلتها الشخصية، لذا استطاعت أن تكمل الكفاح وكأنها محامي المجني عليه، مش المجني عليه شخصيا.
هذه هي صلابة الثائر، صلابته في التوحد مع قضيته، مش علشان يجيب حقه الضيق، لكن علشان يجيب حق كل اللي معاه، بل الأكثر: علشان يضمن نظام منضبط لا يسمح بتكرار هذه الانتهاكات مرة أخرى. يعني سميرة بتكافح علشان ترسي نظام جديد، وكلما غالى النظام الراهن، كلما قدم لسميرة فرصة في المزيد من الوعي، والمزيد من المطالبة، والمزيد من المتضامين والمتضامنات معها.

كلمة السر هي التوحد مع القضية، هذا التوحد هو اللي بيخلق الصلابة الداخلية ، هو اللي بيخللي سميرة تقول للمجلس: مش ها تقدروا تكسروني.

لقد حققت قضية سميرة مكسبها الأول في الحكم الصادر بوقف إجراء كشف العذرية، يعني قضيتها أرست نظاما جديدا، يبقى أن تحقق المكسب الثاني في تقديم المذنبين للعدالة ، وستنجح سميرة ، وسنتعلم منها جميعا أن نستمر في الدفاع عما نؤمن به، أقصد نستمر حتى النهاية وبدون توقف أوشعور باليأس أو الملل، فالتغيير عملية صعبة، لانه يستلزم شرح للناس علشان تتضامن، كما أنه يواجه بمقاومة شديدة من القائمين على الحكم مما يتطلب مثابرة ووقتا.

سميرة ها تكسب وها ترسي بمكسبها نظام جديد، زي كل الأبطال اللي كسبوا معاركهم على مر التاريخ وثبتوا للإنسانية نظم جديدة أكثر عدلا ورقيا.

وفي هذا النضال المقدس من أجل العزة والشرف والكرامة، تساءل صديق عزيز: أين الإخوان والسلفيين من قضية سميرة إبراهيم وكشف العذرية؟ ولم أجد بيني وبين نفسي من جواب إلا أنهم لا يعملوا –مثل سميرة-على ترسية نظام جديد يحمي المواطنين، بالعكس هم يتعاونون مع النظام القائم كي يصونوا حقوقهم.. هم يدافعون عن مصالحهم، وعلى سميرة وباقي الثوار أن يدافعوا عن قضاياهم حتى تكتمل الثورة ويتحقق واقع جديد يخرجنا من هذا النظام المتشابك القائم على المصلحة.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدارة بالقوة..إدارة بالقوة المفرطة
- يؤدبون الشعب، ويسقطون في المحظور
- غير مأسوف عليه
- علشان كنا رجالة وقفنا وقفة رجالة ..وقفة مائة رجل
- البرادعي في الميدان: فالشارع لنا، والناس التانيين...
- فيها حاجة حلوة
- قبضة رجل عجوز، قبضة شباب صاعقة
- يا قلوب بتنزف دم في العتمة، يا قلوب بتنزف دم وتغني
- النظام القديم الذي لا يسمع ويدفع بالجنود لسحق الثوار
- قل ما تريد، ونحن نفعل ما نريد.. قاعدة فات آوانها
- أفندم .. يافندم
- هل خذل الشعب الثورة؟
- دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود
- سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة
- الشرطة الضحية
- التعذيب بنيران صديقة
- الهيبة أم التقدير في قضية خالد سعيد
- سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول
- محمد جمال الدين
- الدولة لازم تتغير


المزيد.....




- -الموت أحلى من العسل-.. متظاهرة إيرانية في طهران توجه رسالة ...
- ماذا حدث بين سفيري إسرائيل وإيران بمجلس الأمن؟
- مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في ...
- بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في ...
- قصف صاروخي إيراني يشعل حرائق ويتسبب بأضرار في بئر السبع
- حرب إسرائيلية إيرانية.. هل تتدخل أميركا؟
- الملاكم ناوروتسكي.. لماذا تخشى أوروبا الرئيس البولندي الجديد ...
- محادثات إيرانية أوروبية بجنيف وعراقجي: لا حوار مع واشنطن
- 5 مدمرات أميركية في المنطقة لحماية إسرائيل و-نيميتز- تصل خلا ...
- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - وهكمل للنهاية عشان أجيب حقها...