أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الترتيب الشديد














المزيد.....

الترتيب الشديد


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 02:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قامت الثورة ووثب الإخوان إلى سدة الحكم، أخدوا الحكومة لحسابهم، نشرت ميلشياتهم وأعوانهم من السلفيين الرعب بين الناس، قتل حلفاؤهم من الجماعات الإسلامية جنودنا في سيناء، وتخلف رئيسهم عن تشييع جنازة الشهداء، ثم سعوا لتكميم الأفواه وأخونة الصحافة، والتحكم في تعيين رؤساء تحرير الصحف التابعين عقائديا لهم.

وفي فورة حماسهم؛ أخذ الإخوان ميليشياتهم بالسيارات، مساء الأربعاء 8 أغسطس2012، إلى مدينة الإعلام كي يؤدبوا الإعلاميين المتطاولين على الدولة الإخوانية..تأديبهم أو تحذيرهم.

قامت الثورة وأتي الإخوان بما لا تشتهي السفن، مع سيل لا يتوقف من تعدي على مشاعر الناس، فالمرشد السابق محمد مهدي عاكف ، يوم الخميس 9 أغسطس، يؤكد مع طوني خليفة،في برنامج زمن الإخوان:

- الذي لا يقبل الحكم الإسلامي الذي ارتضاه الشعب، (ظز) فيه.

طبعا مع الكثير من التساؤل حول عبارة " ارتضاه الشعب " ، فالشعب انتخب أشخاص –كالدكتور مرسي- يطرحون برامج تنموية ولم يطرحوا نظما دينية للحكم، كما أن انتخاب الدكتور مرسي كان بالكثير من الالتفاف على إرادة الشعب. ثم يعلن سعد الحسيني عضو المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، على قناة مصر 25 الإخوانية:

- من يعترض على قرارات محمد مرسي فلن يجد من شبابنا عند القصر إلا الضرب بالجزم

ويصرح الرئيس محمد مرسي في البرنامج العام أيضا في ذات اليوم بعد الإفطار:

- لن نتهاون مع من يهاجمنا .. فالإخوان هم أساس الحكم وهم دعامة النهضة، والإخوان الآن وقتهم أن ينشروا كلمة الله في الارض ومن يعارضنا فهم من دعاة الشيطان وما يحدث في مصر هو مجرد تطهير لها من الشر والنفاق..

أليست هذه مقدمات فرض الدولة الدينية؟ ثم ما حدث من بلطجة في مدينة الإعلام، هل يمكن أن نعتبره تطهير أم بلطجة؟

وفي هذا الصخب، يقرر الرئيس محمد مرسي، منح نفسه كافة الأوسمة والنياشين التي يمكن أن يحصل عليها أي رئيس جمهورية !!

كل هذا دون أن ندرك معنى وسر أن يمنح الرئيس نفسه كل القلادات، هل هذه مكافأة على مجهوداته هو وجماعته وحزبه في مطاردة الصحف والصحفيين؟ أم مكافأة عدم الوفاء بإلتزاماته لحل مشكلات الأمن والخبر والمرور العيش والطاقة والنظافة؟

يرفض الشباب كل هذه التجاوزات، ويستعدون لمواجهة هذه الديكتاورية الوليدة في 24 أغسطس. وهنا لابد أن تسبق كل الرموز شباب الثورة،هذه المرة، تسبقهم وتلحق بهم، تسبقهم كي يتأكد الشباب أنهم على الطريق الصحيح، وتلحق بهم كي ترعى ثورتهم، وكي يجد الشباب عمقهم الاستراتيجي واقفا بجوراهم في الميدان.

الثورة ليست فعلا من أفعال العنف، الثورة تعبير عن الحلم المستحيل وهو يلين كي يصبح واقعا ممكنا، الثورة فكرة ومثل أعلى، الثورة غدُ وهو يطاوع شعبا كي يأتي اليوم، الثورة رحيق تأخذ منه الشعوب ملء ما تستطيع كي تصنع تاريخا وشهدا، والشباب في 24 أغسطس المقبل يَعد بأن يكمل الامتلاء من عبق الثورة.

لا يوجد أمام الإخوان إلا أن يتجاوبوا مع الثورة كي يلتقوا معها في منتصف الطريق، فلو يتصور الإخوان أنهم قادرون أن يجهضوا الثورة، بأن يطلقوا عليها ميليشياتهم، يسقطون في المحظور، ويخرجون من التاريخ بلا عودة.

فلقدعرفت مصر مع كل الغزوات كيف تواجه الحاكم الظالم، وكيف تجبره على تقديرها، لقد واجهته –عبر تاريخها- بالعمل والانتاج، فأصبح في حاجة ماسة إليها، وعرفت كيف تعاقبه بالتوقف عن الانتاج؛ فمع اشتداد الظلم، كانت تهجر الأرض، كي يجوع الحاكم، والحاكم المرفه لا يتحمل الجوع، أما هي فتعرف كيف تتحمل الجوع.. مصر المتدينة تحب الصيام.

ولعل عقاب هجر الأرض، كان أقسى أنواع العقاب التي واجهت به مصر عصور الفساد، الناس امتنعوا في عصر مبارك عن العمل فانخفض الانتاج وزادت الديون، وانخفضت معدلات التنمية إلى أدني حدودها، وعاشت مصر على الإعانات والمنح. اصبحت المصالح لا تعمل، امتنع المعلم في المدرسة عن التعليم؛ فساء مستوى التعليم، وساء بالمثل مستوى الصناعة ، ومستوى العلاج في المستشفيات الحكومية والخاصة.. انسحب الناس وكانت مصر تنهار، عاقب الشعب الحكومة الفاسدة، وهجر العمل كأشد أنواع العقاب.

ولما ضاقت العجلة على الشعب والحاكم؛ انفرط عقد الحاكم وأصبح فلولا.

فلو استعد الإخوان لإجهاض الثورة، وفشلت كل المساعي في تحقيق الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، هنا سيقول الشعب مع استيفان روستي في فيلم سيدة القصر:

- أنا مضطر ألجأ للترتيب الشديد.

والترتيب الشديد، سيكون الانسحاب وترك الأرض، هنا لن يستطيع الإخوان أن ينجزوا أية نهضة، وستضيق الحلقة جدا، سيجوع الشعب، أو بالحري يصوم، حتى تجف كل منابع الحياة للحكام الظالمين، ويسقطون كورقة جافة من شجرة مصر، وعندها تستأنف الثورة مشروعها الحضاري وإن تأخر الزمن قليلا.

- فهل يتروي الإخوان ويلتقون مع الثورة ويحترمون عقلها؟
- أم ستطيح بهم الثورة؟
- أم سيلجأ الشعب للترتيب الشديد؟

في الخيارات الثلاثة ستنتصر الثورة، فالتقدم هو قدر الإنسانية الذي رصده التاريخ؛ وإن تأخر بين شعب وآخر، فالتقدم محطة الوصول، فلو آمن الإخوان بحتمية التاريخ لصاحبوا الثورة ونجت ونجوا. ولو تجاهلوها لوصلت الثورة ونسى التاريخ الإخوان.

مصر في اشتياق تحقق الثورة أهدافها في دولة مدنية، تؤمن بالحرية والمساواة والعدل، في اشتياق أن تسترد تاريخها المفقود، أليس هذا حقها؟ ..هو حقها على الثوار: على الشباب ، وكافة الرموز هذه المرة، وإن كره الإخوان.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دهشور الأبنة إلى دهشور الأم عند الحدود
- قميص دهشور الذي قسم ظهر البعير(2)
- قميص دهشور، الذي قسم ظهر البعير
- الديمقراطية هي الحل
- طائرة ساويرس في مواجهة العداوة البادية من رموز الدولة الديني ...
- يهدمون القبور، ويطاردون المارة، ويطالون القمم، ويحاولون القب ...
- الرئيس الأول
- الشعب يريد بناء النظام
- المسافات الفاصلة بيننا وبين الرئيس المنتخب
- التاريخ سيكتبه الثوار جيلا بعد جيل بعد جيل...
- أخي الدكتور البرادعي
- موتوا بغيظكم
- بين رومانسية الثورة وغلظة المصلحة
- ننتخب خصما لا رئيسا
- المكاسب والخسائر حتى تاريخه
- ثورة بالتفويض ورئيس بالتزوير
- ننتخب الإخوان ونحتمي بالعسكر؟ أم ننتخب العسكر ونحتمي بالثورة ...
- الرئيس الخاسر في البلد الفائز
- أنت عالٍ مرهبٌ ما أروعك
- يا قويا ممسكا بالسوط في كفه.. والحب يدمي مدمعك


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الترتيب الشديد