أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - القانون قانون يا أبلة هيلدا..














المزيد.....

القانون قانون يا أبلة هيلدا..


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه العبارة أطلقها، منذ أكثر من 20 عاما- الاستاذ واصف طُلْبة في اجتماع نظار مدارس جمعية الصعيد بالمنيا (عشر مدارس)، وأبلة هيلدا كانت أيضا ناظرة لإحدى مدارس الجمعية، وتقدمت باقتراح للنظار بتعديل بعض النظم، ويبدو أن التعديل اللي اقترحته كان لا يتفق مع صحيح القانون، وهنا انطلق واصف، الناظر المخضرم والأكبر سنا وخبرة ليقول قولته العظيمة:

- القانون قانون يا أبلة هيلدا.

وصارت العبارة مثلا يحتذى في كل تجديد يريده النظار، إذ يبحث الجميع، في كل مرة، عن مدى مطابقة الاقتراحات للقانون، أذكر منها أنني مرة كنت متحمسا لإضافة "حصة ريادة" للجدول المدرسي، حصة يقوم فيها التلاميذ بمناقشة مشكلاتهم الحياتية أو المدرسية ، ويقومون بتطبيقات اجتماعية تخدم البيئة المحيطة بهم، ولكن واجهتنا صعوبات منها تكلفة الحصة المضافة على ميزانية المدرسة، وتكلفة الأنشطة الإضافية اللي ها يقوم بيها التلاميذ، والأهم أنها لم تكن بعد مدرجة في جدول المدرسة، وهنا تركنا الزميل هنري خطار نتناقش، وراح ضايف الحصة للائحة المدرسة لعرضها على الإدارة التعليمية، وبعدها بفترة قال لي:

- شايف، الإدارة التعليمية وافقت في اللائحة على إضافة الحصة، كدة حلينا المشكلة القانونية، باقي نشوف موضوع الميزانية.

وهكذا كنت اكتشف إزاي إن القانون في البداية ممكن يكون عامل محدِد؛ ولكن بالتعامل معاه بجدية يتحول إلى عامل داعم ، لأنه ها يخللي التجديد قانوني، يعني بكدة القانون يدعم التجديد، والتجديد يعطي القانون الهواء اللازم له كي يتنفس ويصبح بشرا مثلنا.
أجهزة الدولة وقتها كانت تتعامل مع القانون بشكل مختلف، كانت تتعامل معه بصفته ملكية خاصة، أولها البرلمان(صانع القوانين) وشعاره المشهور- المشبوه في نفس الوقت- "المجلس سيد قراره" ، وبهذا الشعار كان البرلمان له الحق في الأخذ أو عدم الأخذ بأحكام القضاء في عدم أحقية أحد الأعضاء في عضوية البرلمان. ثم يأتي القضاء الذي يمنع الناس من مناقشة أحكامه، بل اعتبر أن مناقشة أحكامه أمرا يعرض صاحبه للمساءلة القانونية:
- "اللي عايز يعترض ، يعترض بطريقة قانونية؛ بالطعن على الأحكام".

ورأينا طوال العصور السابقة العديد من التجاوزات، وعدم رضى الناس عن بعض المحاكمات. وامتناع الإعلام عن الخوض في مناقشة الأحكام حتى لا يتعرض للمساءلة. ثم ظهر العديد من القضاة اللي طلع إنهم كانوا تابعين للإخوان، بما يفقدهم بالطبع النزاهة والحيادية الواجبة في رجل القضاء، ولعل إحجام الفريق شفيق عن العودة لمصر والتقدم للمحاكمة تسفر عن عدم ارتياح الرجل لمحاكمته قضائيا في ظل حكومة إخوانية..الأمثلة عديدة، والقضاء يطالب كل مرة بعدم تناول الأحكام وإلا نتعرض للمساءلة.
الشرطة اتخذت موقفا مغايرا، الشرطة لم تحتمي بالقانون، ولكنها كانت شريحة من المجتمع فوق القانون، القوانين وضعت للناس، وهي تراقب الناس في تطبيق القانون، لا تراقب نفسها، عاملة زي حكاية الناس اللي عايزين يراقبوا تديننا لكن هم فوق التدين؛ يقتلوا، ويضربوا، وإلى آخره.. الشرطة كانت فوق القانون، تضرب، وتعذب، وتكسر إشارات مرور، الشرطة تمارس كافة التجاوزات لأن رجالها فوق القانون.

ثم نجد مستشفيات التي تغلق أبوابها في وجه مصابي الأرهاب، أو الأطباء الذين يحجمون عن معالجة المصابين برصاص الإرهاب، لأنهم أطباء تابعين للإخوان، ممارسات تخالف القانون، وتتسبب في موت أبرياء، أو في تفاقم حالات الإصابة، وهؤلاء الأطباء لا يزالوا يمارسون المهنة، ولم يقدموا للمحاكمة، ولا هم ولا مديري المستشفيات التى أغلقت أبوابها في وجه المصابين!!

هذا الهرج والمرج أصبح لا يتفق مع ذائقة الثورة، فالناس شئنا أم أبينا ها تناقش أحكام القضاء، وستعترض على انسحاب خمس قضاة من قضايا محاكمة الإخوان، القاضي لم يصبح محصنا أمام الناس، الحماية الآن في الشفافية وفي دولة القانون، عندما يتحرّج قاضي ستتساءل الناس: لماذا تحرّج؟ وسيمتعضوا لو بقى السبب سرا، وسيصبح القضاء في حرج أمام الرأي العام لأنه تستر على قضاة لم يقموا بواجبهم.

سيمتعض الناس لو جاءت أحكام القضاء مبالغ فيها مثلما حدث مع دميانة عبد النور لاتهامها بازدراء الأديان، لو تجاوزت الشرطة دورها في توقيف المخالفين للقانون وقامت بالاعتداء عليهم، لو لم يحاكم الأطباء ومسئولي المستشفيات اللي تهاونوا مع الشهداء ومصابي الإرهاب، لو أن رئيس الوزراء يحاول أن يجمّل صورة الإخوان ويقول أن ما يحدث منهم ده عمل فردي ومش عمل وراه تنظيم أرهابي أو عندما يتقاعس عن دوره في تفعيل العدالة في الحكم الصادر ضد الإخوان.
يمتعض الناس أي أنهم - إيجابا- يثوروا على الحكام ويسقطوهم ويقدموهم للمحاكمة، أو أنهم - سلبا - لا يعطوا تقتهم للحكومة ، وده معناه انهيار الحكومة على المدى المتوسط أو البعيد، وهو ما حدث بالضبط مع حكومة مبارك اللي فقدت ثقة الناس فانهارت من الداخل وجاءت الثورة كي تزيل بقاياها.

على كافة مؤسسات الدولة أن تدرك أن الناس تبحث عن العدالة، قد لا يشغلهم الحد الأدني للأجور بقدر ما يشغلهم الحد الأقصى ، الناس تتطلع لثروات بلادها ويريدون حكومة تستردها لهم، الناس تتطلع لقضاء عادل منحاز بالكامل للحق وللقانون، يريدون أن يكون رجل الشرطة رجل قانون، يريدون حكومة ثورة في صفهم بالكامل ، مش حكومة متراخية بهذه الدرجة مع الإخوان لدرجة أنها تحجم عن محاكمتهم رغم كافة التهم المنسوبة إليهم.

الشعب مش قابل لهذا الاختراق والتراخي، الشعب عمل ثورة من أجل عدالة القانون ونزاهة القضاء، وإلتزام رجل الشرطة، عمل ثورة كي يحصل على حكومة شعب؛ تصنع معه سياستها ، بدلا من تلك التوازنات التي التيارات التي تريد استغلاله وقمعه ، فـ"ما من خفي إلا سيظهر، ولا مكتوم إلا سيُعْلَن" ومن سيفلت من رمضاء الثورة سيسقط في نار التاريح ، فارحمونا يرحمكم الله، فلا يصح إلا الصحيح، والقانون قانون- كما قال الناظر واصف طُلْبة.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومات شفافة وشعب مشارك
- طابور الوقود الذي ملأ الميادين بالثورة
- أنا أيضا أؤمن أن الله لن يترك مصر
- لنتفاوض هذه المرة كثوار، ولنترك التفاوض السياسي جانبا
- تكدير الصفو العام
- الشرعية التي تأخرت كثيرا
- 30 يونيو، الثورة تسترد الشرعية
- هذا ما لزم توضيحه
- الثورة تزداد نقاء وإصرار..
- هيا يا أصدقاء نضمد جراحنا، فغداً لدينا يوم عمل شاق
- الصمود لا العنف
- الديكتاتور العظيم
- آخر فرصة..
- يشكرون المرأة الكفيفة لأنها أيقظت ضميرهم
- لماذا يستهدفون الوحدة الوطنية؟
- أين نقف؟ في عرض البحر؟ أم عند الشاطئ؟
- المصارحة في مقابل المواربة
- أخطأت وأصاب الناس
- خذ القلوب الحجرية وأعطنا القلوب اللحمية
- المربع قبل الأول


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - القانون قانون يا أبلة هيلدا..