أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - المستشارة تهاني الجبالي














المزيد.....

المستشارة تهاني الجبالي


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7133 - 2022 / 1 / 11 - 02:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالأمس، 9 يناير 2022، رحلت المستشارة تهاني الجبالي متأثرة بكورونا، كي توقف رحلة كفاح طويلة من أجل وطن أفضل، من أجل وطن ملئ بالكرامة يسوده القانون والحق والعدل، رأيناها للمرة الأولى في الصعيد وذلك في فعاليات الإعداد لمؤتمر السكان، الذي عُقُد بالقاهرة في الفترة من 5-13 سبتمبر سنة 1994، رأيناها مع لفيف من مثقفي وحقوقي الوطن، عملاقة وسط عمالقة.

وتفوقت تهاني في طرحها للمعنى المنفتح للنص الديني، حاول بعض المتدنيين المحافظين محاورتها، وكانت الأقوى باقتدار، رصينة العبارة، قوتها في منطقها وما تطرحه من أدلة كافية وشافية، عكس الكثيرين من تكمن قوتهم في صوتهم أو في تهديدهم لمن يخاطبهم أنه باختلافه معهم يبتعد عن جادة الطريق.. سلاح الضعفاء كل مرة؛ فالوطنيون منهم يضعونك في خانة الخائن، والمتدينون منهم يضعونك في خانة الكافر، جبابرة ضعاف المنطق، والابتعاد عن حوارهم غنيمة.

أما تهاني فما يساندها كان منطقها، وإيمانها بما تقول، وتفريقها الفطري بين الصواب والخطأ، وحرصها على الصالح العام، تساندها ابتسامتها الواثقة حتى في أحلك اللحظات. في لقاءات الصعيد الأولي كانت من أوائل المدافعين والمدافعات عن حق المرأة في تولي مهمة القاضي، تنادي به من حيث المبدأ دون أن تتوقع هي أن تكون أول قاضية، وتتولى منصب "نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا"، ودافعت من موقعها عن عدم دستورية "الإعلان الدستوري" الذي صاغه الأخوان لضمان طريقتهم في الحكم المطلق للبلاد، ودخلوا في حرب معها واباحوا دمها، وصاغوا نصا دستوريا يعفيها من منصبها، ولكن كان ذلك بعد أن تبوأت أكثر من 32 إمرأة منصب القضاء، وظلت طول الوقت رمزا للدفاع عن الشأن العام، بلا أية شبهة لصالح شخصي، فقد اعتبرت ان مواجهتها مع الإخوان كانت "مواجهة وطنية".

تهاني رمز وطنى جليل، أيقونة مصرية وعربية، أمرأة ينحني أمامها التاريخ ويشد على يدها، رَصْد تاريخها وانجازاتها ومواقفها، هي وكل زميلاتها وزملائها يعطي نورا وأمل للعديد من الأجيال القادمة، اتمنى أن نتصدى يوما لهكذا مهمة مقدسة، أن نزيح الغبار عن تهاني وكافة القامات الباهرة، في مرحلة يمكن أن نسميها بمرحلة "المواطن الخالد" بعد خروجنا بسلام من مرحلة "الزعيم الخالد"، فالقوة الحقيقة قوة الشعب، قوة كل واحد وواحدة من الناس؛ مش فقط قوة الحاكم، مهما كان حاكما عادلا، "إيد وحدها ما تصقفش"، ولعله قد جاء وقت نسمع فيه تصفيق باقي الأيادي، أيادي الزعما وأيادي الشعب، تهاني واحدة من الشعب، ونريد أن نسمع يوما تصفيقها، أو بالحري تصفيقنا لانجازاتها، انجازات إمرأة عظيمة مؤمنة بالمرأة، ومؤمنة بالأنسان، ومؤمنة بالوطن، وطن حر كريم يحكمه الدستور والقانون، تحياتنا لك يا تهاني نلتقي بعد الفاصل، وندعو لك برحلة سعيدة ومكانة مرموقة تستحقينها انت وكل رفاقك في الكفاح الوطني والإنساني.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شريف منير وحكاية فيلم -ريش-
- طفلة بني مزار
- صناعة الإسفاف والعنف
- هل يمكن للطبيعة الإنسانية أن تحقق اليوتوبيا
- ليتورجيا الاحتجاج
- عندما تسعى الدولة كي تسلم تيران وصنافير لدولة أخرى مجاورة
- كيف نخرج من حالة -شبه الدولة- التي يتحدث عنها الرئيس؟
- حتى لا نكون سوريا وليبيا والعراق مثلما يقولون دائما
- خالد يوسف والرمز الأوحد
- وطن يبحث عن قُبلة الحياة
- الآباء الكبار
- فتاة المول، ضحية غياب الاحترام وانتهاك الخصوصية
- قوائم الشهداء الانتخابية
- متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن
- صفر مريم، والضوء الأحمر، والثقة التائهة بيننا
- إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا
- مريم التي تستردني كي أكتب
- نسخر من حمدين، ونهدد السيسي
- في معركة الدستور، تؤخذ الدنيا بالمشاركة
- ضبط النفس.. تطبيق القانون


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - المستشارة تهاني الجبالي