أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - شريف منير وحكاية فيلم -ريش-














المزيد.....

شريف منير وحكاية فيلم -ريش-


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7053 - 2021 / 10 / 21 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تابعت مثل كثيرين موضوع فيلم "ريش"، فيلم السيدة التي اضطرتها ظروف الحياة أن تعول أسرتها بعد أن اختفى رب الأسرة في لعبة من ألعاب الخيال، والحقيقة أنه في كثير من الأحيان ما يختفي رب الأسرة؛ وتتحمل الزوجة كافة أعباء الحياة، كلهن يكن تحت مصطلح "نساء معيلات"، تحمل قصة الفيلم العديد من الغرائب، الأولى عندما ينجح مخرج الفيلم في اختيار سيدة ريفية، بسيطة، تعيش واقعا مطابقا لواقع ما ورد بالفيلم، ربما أفضل قليلا، ولكن واقعها الفعلي لا يبعد كثيرا عن واقع سيدة القصة موضوع الفيلم.
الصعوبة طبعا في كيفية أن تعيش السيدة التي تم اختيارها في الفيلم حياة طبيعية، وكأنها لا تمثل بل تعيش حياتها، كأنها في البيت، كانت تسافر من قريتها للقاهرة، لتعيش في الاستوديو واقعا مطابقا لواقع القرية، ونجحت التجربة، سيدة تمثل بدون افتعال، وبدون مجهود، نجح المخرج في مهمة إعداد الممثل أثناء تنفيذ العمل، مخرج عبقري، وممثلة واقعية صادقة.

انتهي العمل، تم ترشيح الفيلم لمهرجان "كان"، وفاز بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في في الدورة 74 من المهرجان،
- هل نجح مجاملة؟
- يمكن !!
- ولكن تشاء الظروف أن يفوز العمل بجائزة أفضل فيلم في مهرجان بينجياو السينمائي بالصين.

يعني الفيلم حظى بتقدير الغرب والشرق، صعب إذن يكون فيه تآمر، لأنه صعب تتفق معايير الغرب والشرق على عمل إلا إذا كان هذا العمل صادقا وأصيلا ومعبِّرا ويحمل رسالة، وأن تكون رسالته قد وصلت للمشاهد، وقرر أن يمنحه جائزة، منحه جائزة حجبها طبعا عن أعمال غيرها، ربما عن أعمال فرنسية في مهرجان "كان"، وأعمال صينية في مهرجان الصين، وحصدها الفيلم وسط فرحة المخرج والقائمين على العمل، ودهشة السيدة الريفية البسيطة.

سيدة صادقة بدون رتوش، سيدة تحمل فقط ثقافة بيئتها، وعندما طلب منها المخرج أن تعبر عن هذه الثقافة، عبّرت عنها بدون حواجز وبدون تكلُف.

وبعد محطات اختيار البطلة ، وتدريبها، وأدائها الفني أمام الكاميرا، ومهرجان كان، ومهرجان الصين، جاءت المحطة السادسة، مهرجان الجونة في مصر، المفروض أن تكون محطة تحصيل حاصل، محطة احتفاء بعمل خرج من صميم القرية ووصل للعالمية، محطة احتفاء بثقافتنا عندما عبّرَت عنها سيدة تنتمي فعلا لهذه الثقافة فأبهرت العالم، احتفاء بعمل يملؤنا ثقة أن ثقافتنا تحمل مضمونا مبهرا قويا ويجعلنا نشعر أننا جميعا لم نأت من فراغ، وأن أكثرنا التصاقا بثقافتنا هو أكثر تعبيرا عنا، وأنه عندما عبّر انحنى العالم ومنحنا جائزة، جائزة بتقول: "انتوا عرفتوا تختاروا من يعبر لنا عنكم، انتوا كويسين، أنتوا شعب عظيم".. هذا ما يمكن أن نقوله من كلام وطني عن مثل هذا العمل ، وعن تلك الجوائز العالمية.

ولكن المفاجأة كانت في مهرجان الجونة.

- يخونني التعبير، هل هي مفاجأة أم صدمة؟

ينسحب من مشاهدة العرض الفنانين شريف منير ويسرا وأحمد رزق والمخرج عمر عبد العزيز، انسحاب في صورة مصادرة للعمل، ومصادرة لمهرجان "كان"؛ يعبر عنه شريف منير قائلا:
- ليه اختاروه بقى؟

يقصد الفيلم، ويترجمها له الإعلامي عماد أديب بما معناه ان شريف يتهم "كان" بأنها تمنح الجائزة للأفلام التي تبين الشرق في صورة سلبية، وهنا يكون الإسقاط السياسي قد جاء من شريف منير نفسه، دون دليل، ودون سابقة تبين عدم موضوعية هذا الغرب في تقييمه للأعمال الفنية، ويبني على هذا الاسقاط الذي صنعه، اسقاطه السياسي اللاحق ان الفيلم يسئ لمصر، بل وكأن المخرج يقصد الإساءة مطالبا إياه أن يخرج كي يشرح له موضوع الفيلم.

وهنا يوضح المنتج محمد حفظي أن المخرج قد ناقش الفيلم فعلا في نهاية العرض ووضح الكثير من معطيات الفيلم، أي أن شريف انسحب دون أن يسمع رأي المخرج، ثم يتحدث في الإعلام مطالبا المخرج كي يعبر عن رأيه، مباراة ومناورة تتسم بالتعالي والمحاسبة والتحقيق، أكثر منها محاولة متواضعة للحوار الصادق، والتعلم، والتعلم المتبادل. اتهام وتشكيك في النوايا، هكذا يتصرف فنانون مفترض ان يكونوا قادة تنوير وحوارات بناءة بدلا من حوارات ديماجوجية تثير حفظية الناس وتستعديهم على بعضهم البعض، وكأننا نكتشف شكلا جديدا للتطرف، فالتطرف هو التطرف، قد يكون موضوعه الدين، أو الوطن، أو الكورة، عقول تتراجع عن التأمل والتقدم والبحث عن الجديد، إلى مشاعر مغلّفة بسواد لا تقودنا للأمام بل للتناحر والتراجع والانقسام، وهجمة التطرف جاءت هذه المرة من فنانيين، يفترض انهم دعاة تنوير، ورأي، ورأي آخر، جاءت من فنانين، أي أنها جاءت من الطرف غير المتوقع، صدمة توجع القلب.

بالطبع سيكون الناس هم الحَكَم عند مشاهدتهم للفيلم، هم من يقررون أن كان الفيلم ينتمي إليهم، أم يعتدي عليهم، ولكن يبقى السؤال:
- هل يصمد مخرج مبدع مبتدئ لعاصفة يواجهها في أولى أعماله؟
- هل تستوعب ممثلة مبدعة مبتدئة لتلك العاصفة التي هبت عليها من مجتمع المدينة بقسوته وغلوه؟

لا توجد بعد إجابة، الله يسامحك يا شريف منير كنا جميعا في غنًا عن هذه المزايدة، فهي مزايدة خارج النسق، التي لا تسئ إلا لكم، ندعوا لك بعودة الوعي، ودعوتك بالمصادرة لهذا العمل بالرحيل، وندعوا لفيلم "ريش" بالنجاح الذي يستحقه، لأن نجاحه بين جمهوره يُعد نجاح أضعاف أضعاف نجاحه في أي مهرجان، ونحن جميعا ننتظر المشاهدة.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفلة بني مزار
- صناعة الإسفاف والعنف
- هل يمكن للطبيعة الإنسانية أن تحقق اليوتوبيا
- ليتورجيا الاحتجاج
- عندما تسعى الدولة كي تسلم تيران وصنافير لدولة أخرى مجاورة
- كيف نخرج من حالة -شبه الدولة- التي يتحدث عنها الرئيس؟
- حتى لا نكون سوريا وليبيا والعراق مثلما يقولون دائما
- خالد يوسف والرمز الأوحد
- وطن يبحث عن قُبلة الحياة
- الآباء الكبار
- فتاة المول، ضحية غياب الاحترام وانتهاك الخصوصية
- قوائم الشهداء الانتخابية
- متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن
- صفر مريم، والضوء الأحمر، والثقة التائهة بيننا
- إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا
- مريم التي تستردني كي أكتب
- نسخر من حمدين، ونهدد السيسي
- في معركة الدستور، تؤخذ الدنيا بالمشاركة
- ضبط النفس.. تطبيق القانون
- القانون قانون يا أبلة هيلدا..


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - شريف منير وحكاية فيلم -ريش-