أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مجدي مهني أمين - نبيل صموئيل: المصلح المسالم














المزيد.....

نبيل صموئيل: المصلح المسالم


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 3 - 08:36
المحور: المجتمع المدني
    


سقطت حبة من ملح الأرض، كي تعطي للتربة طعمها ومذاقها الإنساني الفريد، عندما كنت تتحدث مع نبيل، أو تسمعه، أو تقرأ له تعلم وتتاكد ان الدنيا بخير، هي بخير لأنه لا يزال بها أناس مثل نبيل، العطاء المطلق، المحبة الوافرة، التجرد في أوضح معانيه، الإنسانية كما خلقها الله قبل أن تتلوث بالمصلحة والأنانية والرياء، نبيل وجه واحد، ولكنه وجه حنون، واسع الملامح، واسع الابتسامة، فياض المشاعر، صادق، مساند وداعم، صديق ومعلم وأب لكثيرين ربما يصغرونه أو يكبرونه، لا يهم، هو بكل المعاني راعٍ أمين لكل من حوله.

يفتح في الهيئة القبطية الإنجيلية حوار الأديان، فيهرع للحوار المسيحيون والمسلمون، رجال دين وعلمانيون، كي يتحاوروا ويلتقوا حول النقاط التي تجمعهم وتربط بينهم كأخوة، وهو صادق في دعواه؛ لأن روحه السمحة كانت لا تعرف التعصب، يدعو لعدم التعصب كي نكتشف جميعا معا، أننا بشر نحاول ونجتهد معا، نحاول الوصول لمعني جميل صادق للحياة والأبد، وبحث كل منا لا يكتمل إلا مع كل من حوله، فكلنا أخوة، وكلنا في البحث شرق، كان صادقا لأنه لم يكن من مدعي امتلاك الحقيقة، هو يبحث مثل غيره عنها، وجيد ان نبحث معا عنها، ولأنها حقيقة مطلقة فالبحث يمكن أن يستغرق كل عمرنا، ولا ينتهي، فما أجمل أن نلتقي معا، ولو حول كوب من الشاي، كي نستريح ونستكمل البحث.

يعكر صفو نبيل ويجرح سلام قلبه أي بادرة تعصب تصدر هنا أو هناك، أي بادرة يطلقها أصحابها دون مراعاة لغيرهم، تحت دعوى انهم ملّاك الحقيقة، "وانهم في الحق ما يعرفوش ابوهم"، وهو يعرف انهم بتعصبهم لا يعرفون الحق، لأنهم ببساطة انتقلوا من البحث إلى الجزم والحزم والإدانة، وتمادوا كي يجرحوا غيرهم. نبيل لا يعرف الطائفية؛ بل تجرحه وتؤلمه ألما بالغا، تؤلمه لأنه كان كثيرا ما يرى أنها تفرغ كل جهوده من معناها، و"كأنك يا أبو زيد ما غزيت".

كثيرا ما عملنا معا، خاصة عندما كان في المنيا مع الهيئة الانجيلية، وهناك وضعنا أساس التعاون بين الجمعيات، أساس بسيط يتلخص في حذف روح التنافس كي نزرع روح التعاون والمحبة والتقدير، كانت روحا جميلة، ولازلت المنيا في عملها الأهلي تحمل حتى يومنا هذا الكتير من روح التعاون، تلك الروح التي وضع نبيل بذورها الأولى.

في كل عمل عام نبيل هناك، في الدفاع عن حقوق الانسان نبيل هناك، في الدفاع عن المرأة نبيل أيضا هناك، واجهة مصرية وانسانية صادقة، واجهة ومعنى، عقل وقلب، أو لعلنا نقول أنه كان قلبا وروحا جميلا، مصدر أمان واطمئنان، محل احترام ومحبة الجميع، صورة حية للمصري والتنموي المصلح، الرجل الذي يعمل من أجل تغيير الواقع بمحاولاته الاصلاحية والتنويرية، نبيل هو المصلح المسالم.

- ولأن الإصلاح يتطلب وقتا طويلا فكنا نرغب يا نبيل أن تبقى قليلا كي تكمل عملك الصالح، ولكن القدر لم يمهلك كي تكمل هذا العمل، لعله يقول كي يعزينا: "الإصلاح يحتاج أجيالا وأجيالا، وآن لنبيل أن يستريح"، فاسترح يا صديقي، رحيلك أبكى قلوبنا، هتوحشنا روح الطمأنينة التي كنت تفيض بها علينا، فهل لك أن تفيض بها علينا من عليائك، لو اكملت تفيضها ستدعمنا كثيرا جدا.. رحلة سعيدة يا صديقي نحو بيت راحتك السماوي، لن ننساك، فلا تنسانا.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستشارة تهاني الجبالي
- شريف منير وحكاية فيلم -ريش-
- طفلة بني مزار
- صناعة الإسفاف والعنف
- هل يمكن للطبيعة الإنسانية أن تحقق اليوتوبيا
- ليتورجيا الاحتجاج
- عندما تسعى الدولة كي تسلم تيران وصنافير لدولة أخرى مجاورة
- كيف نخرج من حالة -شبه الدولة- التي يتحدث عنها الرئيس؟
- حتى لا نكون سوريا وليبيا والعراق مثلما يقولون دائما
- خالد يوسف والرمز الأوحد
- وطن يبحث عن قُبلة الحياة
- الآباء الكبار
- فتاة المول، ضحية غياب الاحترام وانتهاك الخصوصية
- قوائم الشهداء الانتخابية
- متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن
- صفر مريم، والضوء الأحمر، والثقة التائهة بيننا
- إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا
- مريم التي تستردني كي أكتب
- نسخر من حمدين، ونهدد السيسي
- في معركة الدستور، تؤخذ الدنيا بالمشاركة


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مجدي مهني أمين - نبيل صموئيل: المصلح المسالم