المهنية في مكافحة الفساد

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 11:50
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

يحتاج مكافحة الفساد التركيز على المهنية في النظرية والتطبيق على مستوى الإطار القانوني والمؤسساتي والفردي. لا يمكن أن تعتمد مكافحة الفساد إلا على المهنية في الممارسة السلوكية والعملية ويتطلب تطبيق المهنية ما يلي :

1- تستلزم المهنية في الخدمة العامة التطبيق الحازم لمبدأ الجدارة في إدارة الموارد البشرية وتجنب المحاباة والمحسوبية والرعاية والعلاقة الزبونية المعادية للنزاهة وتشكّل في نهاية المطاف عقبة أمام تطوير خدمة عامة مهنية.

2- تتطلب المهنية الاستقرار. لا يمكن أن تنشأ الدراية وتشتد قوة دون خدمات عامة مستقرة. التسييس معاد للاستقرار لأنه يؤدي عادة إلى استبدال العديد من الموظفين العموميين كلما تغيّرت الحكومات.

3- تتطلب المهنية الفصل بين السياسة والإدارة وتوضيح واجهتهما البينية . يجب حماية استقلالية الخدمة العامة قانونيا وإداريا. ويجب ترسيخ قيمة هذه الاستقلالية في العلاقات بين المسؤولين السياسيين المنتخبين والمسؤولين الإداريين المعينين على أساس الجدارة

4- تتطلب المهنية النزاهة القادرة توفير المقاومة لدى المسؤولين العامين، سواء كانوا منتخبين أو معيّنين. ينبغي تعزيز وحماية النزاهة والمساءلة لدى الموظفين العموميين من خلال القانون والإدارة. التدريب والتدابير التأديبية هي أدوات إدارة لا غنى عنها. وقد تقدم مدونات السلوك وخطط النزاهة مبادئ توجيهية مفيدة لسلوك الموظفين العموميين.

5- لن تكون مؤسسات القطاع العسكري والأمني قادرة على ترسيخ مهنية موظفيها على نحو مستدام إذا كان الفساد متفشيا في مجمل الإدارة العامة في البلاد وتسيطر عليها شبكات المحسوبية والتسييس . من المستحيل عمليا أن تستوطن المهنية والنزاهة في مؤسسة عامة فقط دون سواها، وإلاّ سوف يكون ذلك حتما لفترة قصيرة.

المهنية تعني فيما تعنيه وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ليس على أساس الورقيات وإنما على أساس الكفاءة والمقدرة الإدارية والفنية دون أي شيء آخر.

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل