أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمَّش - شيءٌ مما جرى














المزيد.....

شيءٌ مما جرى


عمر حمَّش

الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 14:37
المحور: الادب والفن
    


شيءٌ مما جرى!

عمر حَمَّش

ويسألونك عن الموتِ؛ قلْ رأيته في عربتِهم، وعن الحياةِ؛ قلْ تذوقتُها فيها!
قلْ لمنْ جهلَ، ولمنْ لمْ يسعدْ من قبل!
يا كهلٌ ضربَتْه أنياب السنين ..
قلْ، وحدّثْ لمن اشتهى ببعضٍ مما مضى!
قلْ الآن وبلا خجلٍ، ولا تباهٍ، فالأمرُ كلّهُ لمْ يعدْ سوى ذكرى استحقَت إيرادَها ... منْ قبلِ أن يضيّعُها الزمن!
قلْ كيفَ هاجوا، وماجوا، وصاحوا فوق جثتك!
الزمانُ: أسابيع قليلة من انطلاقِ انتفاضتكم الأولى.
المكانُ: مخيمكم .. الذي كان مركز الدنيا .. ثمَّ أمسى اليوم نسيا منسيا!
قلْ كلمةُ السرِّ كانتْ: شتمُ ياسر عرفات!
وأنَّ إسرائيل هاجمتك، فأخرجتَ زعيمكم، ولسانك نظيفين من وسخِ ما دبروه!
قلْ يا فتى ذاك الزمان .. يا شيخ الحاضرِ المنسي!
كانت " الباور" سلخانةً متحركة .. تطوف في جوف الليل بلا منتهى، تتوقف في أزقة المخيم، لتزأر؛ وليزدادَ عددكم واحدا، يُجرُّ من كيس رأسه، نهمسُ: من الكريم؟
حتى صرنا سبعةً متقابلين بين جندهم.
وقل: كيف ناديت: يا "خيال" أي يا جندي، كانت عويناتك على عينيك في ظلمة الكيس، وكان قد اشتدّ الضرب، وقد اعتقد جندهم أنّ باعتقالكم، سيوقفون هرولة الناس خلفهم في الأزقة.
جباليا كانت جحيمهم الموعود، جباليا كانت الأخدود الذي هوت إسرائيل فيه، جباليا كانت بشارة الشعب، وشارة المعركة الشعبيّة الأولى ........................
قلت: يا " خيال" فجاءك أحدهم... لم تتوقع أن يجاورك ليقول: ما بك؟ وأن يتفهم أنَّ اللكمات قد تغرز زجاج العوينات في عينيك.
قال: أين أضعهمها؟
فوجئت حين لبى رغبتك، وعلقهما على أزرار صدرك ...
بعد ذلك قل: كيف دار بينكما – تحت الضرب – حوارٌ، وكيف – تحت الضرب – قلت: لا حل بينكما إلا برحيلهم ..
قلْ يا فتى ذاك الزمان .. تحدّثْ ..
قل: أنهم شبعوا، وارتووا منكم، وأنتم موثقو الأذرع، مقفلو الأعين بالأكياس .. ..
قُلْ بلا تباهٍ .. فالوطن يستحقّ أكثر مما كان ..
وكيف أن ضابطهم الأرعن في زقاقٍ ما أوقف "الباور" ونزل، وصاح: " إسفرا" ويعني " عدد" فعددتم، وعرفت أنكم سبعة ..
وكيف أنك وقتها فهمت أن كارثة واقعة، وأنت الذي على خلايا الرفاق كنتَ تطوف، وتوزع مذكرة " تقاليد مجيدة" وتعلمهم فنّ الصمود في وجه الجلاد ..
قُل أنك كنت صاحب الرقم أربعة، وأنّ الضابط المسعور صاح:
من يسمع رقمه يقول: عرفات ....!
قل: كيف أحلكت، وأنَّك تهيأت لمغادرة الدنيا .. وأنَّك فيها بقيت، وأنَّ الضابط هو من انهار ..
قل: كيف أوقفت مهزلة شتمَ ربان سفينتكم، وأفهمت الوغد أن ثمة عربيّا في " الباور" لا يقول ..
قل: كيف صاح حين لم تشتم: أووووه زي ممزيل قدول .. زي عافريان .. زي ملخلاخ ..
قل: كيف اكتشف أن سبب خراب إسرائيل الآتي موجود في العربة، وكيف في ثلاث جولات هاجموك جميعا، بكل ما يملكون، من عصيٍّ، وأكعاب بنادق، وقبضات، وكيف تسلى أحدهم بإطفاء سيجارته في لحمك، قل: كيف كان الضابطُ يصيح بعد كل جولة؛ لتشتم، حتى صار يستجديك، وكيف أنك ودعت، وأقبلت على الموت، بل كيف اعتقدت أنك ميّت، وحتى تتيقن من حياتك؛ أشعلت لسانك، وشاغلته بشتم ملوكهم من ابن غوريون حتى رابين .. قل يا فتى .. كيف أن ضابطهم في داخلِه بكى .. وأنَّ العربة سارت من غير أن تشتم ياسر عرفات .. وكيف لم يلطخ وجهكَ العار، وإن كان ملطخّا بالدم ..
قل يا فتى ذاك الزمان بلا تباهٍ .. وحدّثْ، فحديث الذكرى ينفعُ فتيان اليوم ..............



#عمر_حمَّش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاطف سعد .. الغيابُ الذي لا يليق
- قصص قصيرة جدا - 12 -
- صلاح محاميد ثكنةٌ لا تستكين!
- عبد الحليم
- فَرَاشَةُ البوحِ
- قصص قصيرة جدا - 11 -
- حكايةُ الأستاذ عبد البديع
- قصص قصيرة جدا - 10 -
- ميتتي الأخيرة!
- وليمة
- تغريد عطالله .. وعشقً الكاميرا ...
- سينما - قصة قصيرة
- حسناءُ حارتِنا
- قريني
- قتيلُ الليلِ!
- قصص قصيرة جدا ( 9 )
- رجل منطقي
- - أميرة - السلحوت .. روايةُ النكبة!
- عِجْلُ البراري! قصة قصيرة
- نعناع! ق ق جدا


المزيد.....




- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمَّش - شيءٌ مما جرى