عمر حمَّش
الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 13:37
المحور:
الادب والفن
حسناءُ حارَتِنا
قصة قصيرة
عمر حمَّش
تلك الحسناءُ أذهلتْ فتيانَ زُقاقِنا، كلّما مرّتْ؛ هرولوا من خلفِها، ومن أمامِها، هم يلهثون، وهي ترمي بسمةً، وتهزُّ جديلتَها، ربحي فقط، استطاع أن يلقمَ كفَّها رسالتَه، جنَّ ربحي من بعدِها؛ والآخرون مكثوا يرقبون، عندما جاء برسالتِها؛ تحلّقوا تحت الجدار مبهورين، تطايرت حروفها مثل عصافير، وربحي ظلَّ يروح برسائلِه، ويجيء، توقف الزمن عند ربحي، هجر عربَتَهُ، التي كان يجرُّها في السوقِ، فصارتْ خردةً ملقاة للصغار، وصار هو يتبختر بقميصِه الجديد الذي اشتراه، والمشطُ أخيرا عرف طريق شعرِه الكثيف، الدنيا أضيئت له بألوانٍ لم يعرفها، إلى أن جاء يومٌ زّفت له الحسناءُ فيه، فمرّ بعضُ يومٍ فقط، قبل أن يغمى عليها، ولما أفاقت؛ دخلت في غيبوبةِ ذهول، تحدِّقُ، وتتمنى أن تعرفَ من هو ذاك اللعين الذي كان يكتب لربحي الرسائل تحت الجدار!
#عمر_حمَّش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟