أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمَّش - الزعيم! قصة قصيرة














المزيد.....

الزعيم! قصة قصيرة


عمر حمَّش

الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


الزعيم!

قصة قصيرة


عمر حمّش


في حارتنا لم يكن الونش يحظى باحترامٍ يذكر، رأسُه الثقيل الأشعث أثار غيظنا، وكرشه زاده قُصرا .. لكننا كنا إذا ما غاب؛ افتقدناه .. وذهبنا إلى باب بيتِه، ننادي جماعةً :
يا ... ونش!
أبوه صاحب الشارب الكبير يخرجُ؛ لتقدح عيناه، ونحنُ نقفز مبتعدين:
روحوا .. يا .. أولاد الكلب!
لكن الونش كان يأتينا، يغافله، ويأتينا . ..
دوما كنا نضربُ الونش، من شاء يضرب قفاه .. ومن شاء يقرصُ خديه الواسعين .. أو ينتف شعره المتهدّل المتسخ .. وهو يوزع الابتسامات .. وفقط يهمهم:
اسكت يا راجل!
يوما خطونا إلى البعيد، تعمقنا في الأشواك .. عيوننا ترمقُ بشغفٍ زهر الصبار .. وتدهش لمنظر الحساسين التي تتأرجحُ على أغصان البرتقال .. يومها طرقنا أبواب البساتين .. عبرنا بأرجلٍ تُقدّمً .. وبأخرى تؤخر إلى حيثُ يجلس الأفنديةُ :
يا خال .. نفرد لكم كوم الزبل تحت الشجر؟
تتبعنا كومات السماد، ودخلنا .. وكلُّ أفندي كان وهو يقيسُ قاماتنا .. يهزّ طربوشه، ويحرك عصا الأفندية؛ ليقولَ:
روح أنت وهو!
كانت جيوبنا فارغة .. ولم يعد بحوزتنا سوى الاكتئاب، فصببنا على الونش غضبنا .. صفعناه جميعنا .. وركلناه جميعنا .. ثمّ بطحناه، وبعضُنا صعده مثل ضباعٍ .. !
المفاجأة كانت حين صحونا على همهمةٍ باغتتنا على غير انتظار .. كانوا قبالتنا يحملقون، يهزون لنا رؤوسهم، وظهورنا وقتها كانت إلى السياج .. يومها قلنا: ضعنا ورب الكعبة ..!
حينما همّوا بنا؛ أغمضنا لمصيرنا، مرت ثوانٍ من الرعب؛ حتى سمعنا صوت الونش .. ثمَّ رأيناه !
كان قد صار ذئبا أصابه سعار .. قفز الونشُ بخفة لم تزل تحيرنا؛ اقتلع عمودا من أعمدة السياج ... ورأيناه بطلا رثّا من ملابسه عاد .. سمعناه، يصيح، وهو يهز عموده مثل رمحٍ عملاق .. ورأيناهم يتراجعون .. رأينا كلا منهم ينكس أذنيه، ويهزُ ذيله للونشِ الذي كان لم يزل يصيح ..كان يصيحُ، ويتقدّم .. ونحنُ من خلفه لم نزلْ نحملقُ في الجمعِ الذي يفرّ، ويفتح لشلتنا الطريق!



#عمر_حمَّش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خماسيّةُ النار!
- شاهد! ق ق جدا
- امتنان! ق ق جدا
- صيد! قصة قصيرة جدا
- تَلَبُس! قصة قصيرة جدا
- زيّارة! قصة قصيرة جدا
- عضويَّة! قصة قصيرة جدا
- لقاء! قصة قصيرة جدا
- أصلُ التمثال! قصة قصيرة جدا
- قِطاف! قصة قصيرة جدا
- حُفَر! قصة قصيرة جدا
- إرث! قصة قصيرة جدا
- مُحطة! قصة قصيرة جدا
- انشطار! قصة قصيرة جدا
- نبوءة! قصة قصيرة جدا
- مشروعٌ ثوريّ! قصة قصيرة جدا
- بحثٌ مستديم! قصة قصيرة جدا
- مُصافحة! قصة قصيرة جدا
- لعنةُ أبي العلاء! قصة قصيرة جدا
- غزو! قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمَّش - الزعيم! قصة قصيرة