أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - الحكومة: شراكة الأقوياء، أم شراكة الضعفاء














المزيد.....

الحكومة: شراكة الأقوياء، أم شراكة الضعفاء


ضياء رحيم محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4453 - 2014 / 5 / 14 - 20:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقدمته الشهيرة، كتب ابن خلدون يقول في العرب: (( وأيضاً فهم منافسون في الرياسة وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته إلا في الأقل وعلى من أجل الحياء، فيتعدد الحكام منهم والأمراء، وتختلف الأيدي وتختلف الأيدي على الرعية والأحكام، فيفسد العمران وينتقض)).
مع إحترامي الشديد للفيلسوف العربي ابن خلدون، فهذا المنطق لا يمكن أن نسحبه على جميع العرب؛ قد تكون هناك مناطق يسكنها العرب لا يقيمون وزنا للديمقراطية، لكن السواد الأعظم يحب أن يرى الديمقراطية تطبقه في بلاد العرب بمعناه الصحيح.
من محاسن الديمقراطية، أنك تراها تأتي بالقوي ليكون حاكما على الشعب، الذي منحه الحق في إدراة شؤون البلاد والعباد، لكن هذا الحق مشروط بإدراة البلاد بالعدل والمساواة، وهذا لن يتاتى إلا بوجود رقابة على الحكومة، ووزراء أقوياء يقومون بواجبهم على أكمل وجه، من هنا تنطلق كتلة المواطن في دعوتها، على لسان عمار الحكيم، الى أن يكون التحالف الوطني، مؤسسة التحالف الوطني، تراقب عمل أعضائها الذين يكونون في الكابينة الحكومية، خاصة رئيس الوزراء؛ والذي هو حصرا منها، بحكم أنهم الأغلبية في مجلس النواب (200 مقعد)، صحيح ان هذا العدد يمنحهم تشكيل حكومة بدون الشركاء الآخرين، لكن هذا لا يمكن أن يقبل به من يدعون الى الشراكة الحقيقية بين أبناء البلد الواحد.
هناك بون شاسع بين حكومة الأغلبية السياسية، وحكومة أغلبية المكونات، فالأغلبية السياسية ممكن أن تكون حاضرة، ولها وجود، لكن هل من الممكن أن تستمر؟ ولو إفترضنا إستمراريتها، فهذه الإستمرارية كيف ستكون؟ ستعيدنا الى المربع الأول، الذي عانينا منه في الحكومتين السابقتين، واللتين طغت عليهما المحاصصة والمحسوبية والطائفية، وبالتالي نتج عنها تعطيل لعمل الحكومة في كل مرة تصطدم فيها مصالح الأطراف المشاركة في الحكومة، وهو شيء لا يمكن لأي شخص يدعي الوطنية، وحرصه على مصلحة الوطن والمواطن، أما حكومة تنتج عن أغلبية المكونات، فهو حكومة تمثل جميع مكونات الشعب لكن!.
تعد الـ (لكن) أداة إستثناء وحصر في اللغة العربية، فهي تمنح المتلقي وقفة يتمعن فيها جملة من الأمور التي لا يشملها موضوع يتم تدارسه، من ثم سيخرج بعد ذلك وهو راض أتم الرضى عن النتائج التي حصل عليها.
نعود الى الإستثناء في حديثنا السابق، فنحن نتكلم عن مكونات قوية ومقبولة لدى الجميع، بمعن أن الشراكة تكون بين القوي ولديه مقبولية في الشارع الشيعي، والقوي ولديه مقبولية أيضا في الشارع السُني، وهذا الأمر ينسحب أيضا على الإخوة الكورد، فليس من المنطقي أن يكون هناك إتفاق على تشكيل حكومة، يكون فيها متحدون ( مثلا) بعيدا عن التشكيلة الحكومية؛ لما لمتحدون من ثقل على الشارع السُني، بغض النظر عما نسمعه هنا وهناك عن عدم رضا البعض عنها، وليس من المنطقي أن تكون هناك حكومة، يكون فيها الإخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، غير مشتركين فيها، مع الثقل الذي يمتلكونه في الشارع الكوردي، لذلك فعمار الحكيم عندما يطرح فكرة حكومة شراكة الأقوياء، فهو على يقين بأنها هي العلاج الأنجع للحالة العراقية، التي تعاني من تردي في جميع المجالات، وليس من ينادي بحكومة الأغلبية السياسية.



#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج الإنتخابات: ربع الساعة الأخير من نهائي كرة القدم
- إنتخابات الرئاسة المصرية: السيسي وصباحي
- العراق يسيرعلى السكة الصحيحة لكن ببطء
- سياسيون طارئون، ورجال دين تنقصهم الخبرة
- من سيشكل الحكومة القادمة: الحكيم أم المالكي؟
- الإنتخابات وما بعدها: معارضة وحكومة
- الإنتخابات: هل ستقدم حقاً حلولاً جدية للمشكلة العراقية؟
- المواطن يريد: شراكة الأقوياء الباحثين عن مستقبل العراق
- هل يمكن أن يكون العراق ألمانيا العرب؟
- الطريق السليم لحكومة الأغلبية
- مؤسسة التحالف الوطني
- في ذكراه السنوية: سلام عليك محمد باقر الحكيم
- التفاؤل في مستقبل أفضل للعراق: تجارة خاسرة
- الإنتخابات: النساء والكوتا والعدالة في تمثيلهن
- الإنتخابات: ماذا يريد المواطن في بلده؟
- الإنتخابات: كثرة الأحزاب، وقلة الأفعال
- الإنتخابات القادمة: أيهما أهم للمرشح، المصلحة العامة؛ أم مصا ...
- الإنتخابات: لماذا قد يخسر المالكي الرئاسة الثالثة؟
- قانون السلامة الوطنية: الحد ما بين الدكتاتورية والديمقراطية
- الإنتخابات: أيها المرشح، هل أنت مع وحدة العراق لأنتخبك؟


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - الحكومة: شراكة الأقوياء، أم شراكة الضعفاء