أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة














المزيد.....

إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4009 - 2013 / 2 / 20 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
جعفر المظفر
لا يتصرف المالكي في كثير من الأحيان كرجل دولة وإنما كخصم, ولذلك تراه يرد الصاع صاعين وبطرق فيها الكثير من الدفاع عن الذات أكثر مما فيها الترفع عن خصوميات القرار.. رجل الدولة مسؤول حتى عن خصومه.. ربما سيقال ان أقوال كهذه ستصنف من باب المثاليات, لكن إعطاء الشارع العراقي فرصة أن يعي ما يحدث لكي ينحاز يجب ان تكون من أولويات القائد. أما الحاكم فلا أعتقد أنه يعتقد بوجود شعب أصلا. ولقد كانت أول مواقف المالكي من إنتفاضة الأنبار بقوله إنهوا قبل أن تنهوا دليلا على انه يعمل بعقلية رجل شرطة لا رجل دولة, وإنه يعمل بقوة الخصومة لا بقوة القيادة.
لو أن إزاحة شنشل قد صدرت بعد قرار التمييز الذي قضى بإبطال إجتثاث المحمود لكان في القرار شيء من صفات القيادة, غير ان صدوره قبل ذلك أكد من ناحيته على أن في الرجل الكثير الكثير من صفات الحاكم والقليل القليل من صفات القيادة.
الدولة, وعلى وجه التخصيص حينما تكون في مرحلة الإنشاء والتكوين, هي بحاجة ماسة إلى قائد أكثر مما هي بحاجة إلى حاكم. سبب ذلك لا يحتاج إلى شرح كثير. دولة كهذه تحتاج إلى بناء منظومة قيمها ومبادئها وقوانينها وأخلاقياتها أولا.
إن الحاكم بطبيعة الحال لا يحتاج سوى إلى عصا ومركز شرطة, أما القائد فيحتاج إلى أن يعمل الكثير قبل أن يحرك عصاه ومركز شرطته لضبط حالات الخروج على القانون التي يجب ان تتحول شيئا فشيئا إلى حالات إستثناء محدودة بدلا من أن تكون هي القاعدة.
والمعارضة إذا أرادت القضاء على خصمها السياسي تجعله يتصرف كحاكم ولا يتصرف كقائد, وتجعله يحكم بقوة القرار المخيفة لا بأخلاقيته المقنعة, وتجعله صاحب رد فعل لا صاحب فعل.
وقد يكون من السهولة القضاء على حاكم لكن سيكون من الصعوبة جدا القضاء على قائد.
أدري أن أقوالا بهذا المعنى ليس من الحق ان تقال بحق حكم فاسد أغلب رجلاته ونسائه لصوص ومزورين سواء كانوا من أصحاب الحاكم أو من معارضيه, وأن كلمة الذم بحقهم صارت كلمة مديح. لكني أتنمنى على من يقرأ ما أكتبه ان يقرأه بالعين الذي ترى فيه أفكارا عامة قد تستثمر الفرص لكي تعلن عن معانيها لا عن إنحيازاتها.
وفي إعتقادي أن حكما كهذا قد تعدى حالة نقده إلى حالة الهجوم عليه, وإن أولئك الذين ما زالوا يتحركون من مساحة النقد يجب عليهم أن يفيقوا إذا كانت نواياهم ما زالت تتغذى بطيبة القلب لا بطيبة الدينار.
حينما كتبت مقالتي الأخيرة عن أزمة المحمود وقرار إجتثاثه بدأتها معلنا تحميله الكثير من المسؤولية عما صار يجري في البلد. ولا أنكر إنني شئت, من خلال إعادة التذكير بموقفي القديم ذاك, أن أجعل القارئ يعتقد إنني لا ادافع عن المالكي, فالرجل هو المسؤول الأول عن ما آل إليه الوضع العراقي الحالي, وحينما أقول.. الأول, فإن قولي هذا سيترك خانة المسؤولية الثانية مفتوحة لكل من يشارك في هذه العملية السياسية ولا يتخذ مواقفا تدينها على صعيد المبدأ, او على صعيد الكثير التفاصيل, ولذلك وجدتني مضطرا إلى إعادة التأكيد على أن وقوفي ضد المالكي لا يعني بالضرورة إنحيازا سياقيا لخصومه, لأنني أجد ان من بين هؤلاء الكثير من الذين يشاركونه صفات هذا الحكم الذميم, ولذلك أيضا أجدني مندفعا على إعادة التأكيد على أن الكثير من خصوم المالكي يفتقدون أيضا لمستويات الحد الأدنى من القيادة, فهم ينافسوه على الحكم لا على القيادة.
إن قضية المحمود هي قضية نظام برمته, فإن كان هناك إتفاق على ضرورة إزاحة هذا الرجل من خلال قوانين اللعبة السياسية نفسها فالواجب يقتضي على كل من يحاول ذلك أن يكون ملما بقوانين اللعبة أولا, وأن يكون مسلحا بأسلحتها ثانيا, وإلا فإنه سيفعل فعل المضاد الحيوي حينما يستعمل في غير حالة المرض الذي يقتضيه



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس
- أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية
- حزب الدعوة.. بين رفاه النظرية وإمتحان الحكم
- لن تنجح العملية إذا مات المريض.. العراق وسوريا إنموذجين
- محبة الطائفة تشترط أن لا تكون طائفيا
- تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر
- ( 3 ) حزب الدعوة والدولة العراقية.. خصومة وحكومة.
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة ... ( 2 )
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة*
- صفقة موسكو.. عار حكومي بإمتياز
- الفقاعة القاتلة
- محاولة للقراءة في عقل المالكي... من أزمة كركوك إلى أزمة الأن ...
- أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة
- النصر ببعضنا, لبعضنا, لا على بعضنا
- قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل
- كركوك.. الوطن والمدينة
- كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن


المزيد.....




- تحديث مباشر.. نتائج ضربات إيران بإسرائيل ورد طهران على تهديد ...
- -مبالغ مهينة-.. الإسرائيليون ساخطون على تعويضات المتضررين من ...
- روسيا تشيد بتضحيات كوريا الشمالية وبكفاءة عسكرييها في تحرير ...
- -لحسن الحظ لم يكونوا هنا-.. هكذا علق لابيد بعد إصابة صاروخ إ ...
- هجوم سيبراني يشلّ بنكًا حكوميًا في إيران... ما علاقة إسرائيل ...
- تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما
- بسبب التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. دول الخليج تحبس أنفاسها
- إنجاز علمي غير مسبوق.. كشف النقاب عن أول كسوف شمسي -من صنع ا ...
- طريقة طبيعية تقضي على الأرق في غضون 24 ساعة
- بكين لن تتخلى عن طهران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة