أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن














المزيد.....

كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3941 - 2012 / 12 / 14 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خلط الأوراق هي إحدى الحيل والأحابيل التي يلجأ إليها بعض الحكام ويجدون فيها أفضل وسيلة للخروج من مآزقهم المهلكة. لو كان الحاكم وضع نفسه في خدمة شعبه فسيجد أنه ليس بحاجة أبدا إلى تشغيل خلاطته. لو أن داره مأمونة وخالية من الفساد والفضائح لما إحتاج أي منا إلى سوء الظن به حينما يرفع عقيرته بالصياح في وجه أولئك الذين كانوا إلى حد البارحة حلفاء له, ويطلب منا اليوم أن نقاتلهم تحت رايته. ستكون حينها المسائل واضحة والخنادق مُعَرّفة, كما يكون التعرف على الأعداء أمرا في غاية السهولة, وسيكون القتال بأمرة القائد قضية وطنية ولا خلاف عليها.
ليس هذا معناه أن القضايا التي يتبناها الحاكم هي باطلة على الدوام. غير أن هنا بالذات قد يكمن مصدر الخطر, أي ان يتبنى الحاكم قضية حق بالطريقة التي يريد بها باطلا, فتكون النتيجة, وبعد أن نستيقظ من هوسة بالروح بالدم, أن الهدف من الحكاية لم يكن تعدى غير التعتيم على فضائح الحكم, وسوى محاولة الخروج من مآزق لم يكن سهلا الخروج منها إلا بتشغيل شعار لا صوت يعلو على صوت الخلاطة.
قضية كركوك هي قضية خطيرة دون أدنى شك, وقد يكلف الإختلاف عليها دما كثيرا بدلا من البناء والعيش المشترك. وليس مسموحا لأي كائن أن يجعلها جهازا لغسيل السرقات والصفقات التي يندى لها الجبين, فثمة حقائق تشير إلى من يدعي إخلاصا لعراقيتها الآن ليس خاليا هو نفسه من ذنب الدفع بها لكي تؤول إلى هذا المصير الذي قد يؤدي بدوره إلى الإقتتال وسفك الدماء والعودة بعدها بنتائج لن تكون في مصلحة العراقيين, ولكنها فقط في خدمة الحكام لا غير. وهل صار علينا أن ننسى فجأة أن التحالف الشيعي الكردي الذي كان الشابندر والعسكري قد تحدثا عن نهايته هو خط الشروع المعيب لكثير من الإخفاقات العراقية.
إن إختلافنا مع المالكي حول طريقة معالجة قضية كركوك يجب أن لا يحسب سياقيا وكأنه إنحياز للبارزاني. تبسيط الأمور بهذه الطريقة لا يخلو من إستغفال, وكذلك فهو لا يخلو من كبت للأفكار وقمع للعقول. أولئك الذين يحكمون على المواقف الكبرى من خلال ثنائية الإنحياز الممجوجة هذه يسهلون للحكام التلاعب بقضايانا الوطنية ويسهلون لهم أمر خداعنا بكل بساطة.
في السياسة نحن لسنا أبناء اليوم, ففي جعبتنا الكثير من المواقف التي تجعلنا نحذر السير خلف الحاكم ما لم تتوقف خلاطته عن الدوران, وحتى يتسنى لنا أن نفكر بمعزل عن ضجيج تلك الخلاطة.
ليس من حق أحد أن يضع أفكارنا في خانة سوء الظن, ويمنع عنا سلامة التفكير في المواقف الصعبة, ثم يتهمنا, لو خالفناه, بالإنحياز إلى "العدو", الذي يخلقه هو ساعة يشاء ثم يؤاخيه ساعة يشاء, في الوقت الذي سنكون فيه مشغولين بدفن القتلى من الطرفين. إن شعار لا صوت يعلو على صوت المعركة قد إستهلك نفسه بعد أن تأكد لنا أنه لم يكن سوى خلاطة يشغلها الحاكم ساعة يشاء ثم يوقفها ساعة يشاء, وهدفه منها أن يغطي ضجيجها على كل الأصوات الأخرى التي تنال من فساده وتخلفه وجاهليته, وعجزه أن يدير دولة إلا من خلال خلق الأزمات.
من حقنا أن نحتاط حتى لا يخدعنا الحاكم مرة أخرى لأن الطريق إلى كركوك قد تؤدي إلى كثير من الأماكن غير كركوك ذاتها.
على الحاكم أن يوقف خلاطته أولا لكي لا يغطي ضجيجها على بقية الأصوات الإخرى, فقضية كركوك لا تتحمل الصوت الواحد, خاصة إذا كان هذا الصوت يجيء من خلاطة. وعلينا أيضا أن نتأكد أنه ذاهب إلى كركوك حقا, وليس جاعلا منها طريق للهروب من صفقة موسكو المشينة, أو مقبرة لنفايات النظام, أو حلبة لتصفية خصومه في قضية الإستجواب, أو طريقة لكسب أصوات عرب كركوك على حساب خصومه ومنافسيه سواء في العراقية أو داخل التحالف الوطني نفسه.
ولن يعني ذلك, إننا مع ما يقوله البارزاني وما يريده, إننا فقط نريد أن نقول لهما, هو والمالكي, أن قضية كركوك لن يحلها جيش ولا بيشمركة, فإن كانت قدسا, فهي قدس للعراق كله, وليست قدسا لجزء منه, وهي بداية يجب أن تخرج من ميدان التوظيف والتوظيف المضاد.
وإن كل من يرى أن بإمكان القوة أن تقدم حلا لهذه القضية بالذات فهو واهم, فقضية كركوك ليست قضية مدينة في وطن, وإنما هي قضية وطن في مدينة, ولعلها قضية عالم في مدينة.
والمهم أنها مدينة قابلة للإشتعال.. قضية وآبار نفط.
فإذا ما إشتعلت, فإن من الصعب على من أشعلها أن يطفئها, لأن مدن النفط خاصة, هي ليست كباقي المدن.
إنها ليست مدن في عالم, وإنما هي عالم في مدن.
لذلك فإن مصيرها هو أكبر من أن يحسمه جيش أو تحسمه بيشمركة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستجواب.. خصلة حميدة أم مؤامرة خبيثة.
- الديمقراطية في العراق.. الفأر الذي ظن نفسه ديناصورا
- مَرسي يا ريس مُرسي
- سوريا ... الدبابة ليست قارب إنقاذ
- التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما
- الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة
- الفساد في العراق.. موروث أم مكتسب
- الأغلبية السياسية.. بين أزمة المفهوم وعبثية النوايا
- لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل
- من هو الطائفي تحديدا
- مجلس القضاء يفعلها مرة أخرى
- الطائفية.. شتيمة العصر الأولى
- ثقافتنا .. بين التلقي والاستجابة
- العلمانية والإلحاد
- العراق وإزدواجية جنسية الحكام.. وطن أم فندق
- الفلم المسيء .. بين الفعل الرخيص ورد الفعل الأرخص, وما بينهم ...
- أمريكا.. حرية تعبير أم حرية تفجير
- الحب على الطريقة الغوغائية
- القدس.. عاصمة إسرائيل
- بين حمد والعلقمي وبن سبأ .. ثلاثية القراءة الممسوخة


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن