أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بين حمد والعلقمي وبن سبأ .. ثلاثية القراءة الممسوخة














المزيد.....

بين حمد والعلقمي وبن سبأ .. ثلاثية القراءة الممسوخة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين حمد والعلقمي وبن سبأ .. ثلاثية القراءة الممسوخة
فأما حمد فالمقصود به هنا أمير قطر الذي اصبح إسمه يتداول على كل لسان عربي مبين وغير مبين بسبب دور إمارته الصغيرة في تفليش أنظمة الثورات العربية الكبيرة إبتداء من مصر مرورا بليبيا وعبورا إلى سوريا.. هذه الدول كانت تصول وتجول بإسم ثوراتها وتاريخها الذي يمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة فإذا بإمارة صغيرة كانت قد أكتشفت توا وكان الجميع ينظر إليها من طرف أنفه تأتي فجأة لتجدع أنوف القادة الذين كانوا يملئون الدنيا كلاما عن ثوراتهم العملاقة.

وأما بن العلقمي فهو محمد بن أحمد وزير الخليفة المستعصم الذي قيل أنه رتب مع هولاكو أمر إحتلال بغداد لغاية أن يسلمه هولاكو إمارة المدينة فصار إسمه ملعونا, ليس لأنه خرج على الوطن متعاونا مع الأجنبي وإنما لأن الطائفيين تراشقوا بإسمه لكي يستدلوا به على أن الروافض خونة والشيعة غدارين أوباش.
وبينما راح هؤلاء ينتهزون الفرصة لإلقاء تبعية سقوط الدولة العباسية برمتها على رجل تسلل ليلا ليفتح أبواب بغداد فإنهم تناسوا أن بلدا يسقط لفعلة رجل واحد هو بلد لا يستحق الحياة أساسا.. ثم أنهم من عظيم ما تحدثوا عن خيانة العلقمي قد جعلوا الناس تظن أن المستعصم كان مستعصما بالله حقا وليس مستعصما بجواريه وخصيانه وعبيده وبحمامات السباحة المطلية بالذهب الخالص.

وأما بن سبأ فقيل أنه كان يهوديا وأشهر إسلامه لا لغرض إلا لكي يهدم الإسلام من داخله, وقد إستطاع بدهاء منه وحنكة أن يشعلها نارا بين الصحابة, وخاصة بين العشرة المبشرين بالجنة, ومن هولاء من كان غذى الفتنة الكبرى التي قتلت الخليفة عثمان والتي ما زالت حتى هذه اللحظة تمشي بيننا على أقدام مطيفنة لعينة.
وعلى طريقة العلقمي الذي فتح أبواب بغداد يوم كان الخليفة غافلا عن فعلته مخدوعا بشهامته فإن المتحدثين عن إبن سبأ نسوا أنهم بإختزالهم لأسباب مقتل الخليفة الراشدي الثالث وجعلها في بن سبأ إنما أساءوا للإسلام كثيرا حينما قدروا أمره بالضعف التي يتلاعب به رجلا لوحده, ونسوا أن التاريخ لا يمكن مطلقا أن يكتب بهذه الطريقة إلا إذا كان كاتبه ناقص ضمير أو ناقص عقل.

حَمَدْ والعلقمي وبن سبأ هما ثلاثية القراءة الخاطئة أو القراءة الخطيئة للتاريخ التي يتشارك فيها الطائفيون بنوعيهما ( الروافض والنواصب – ولا أستثني منهم أحدا ) حينما يقطعون التاريخ على مزاجهم فيضعون الصالح في حسابهم ويلقون الطالح في وجوه الآخرين, ناسين تماما إن كلام الشر والرياء والتزوير سيعود على صاحبه شرا, وقبل ذلك فهو سيدخل الأمة في نفق لا خروج لها منه.

لا أنفي مطلقا دور قطر في تغذية الصراعات الداخلية ولا أنفي علاقاتها مع إسرائيل غير أن ليس بإمكان أحد أن يقنعني أن بإمكان قطر أن تنجح بالدعوة لخروج مظاهرة من عشرة أشخاص في شارع من شوارع سوريا لو كان حاكم سوريا عادلا, ولو لم تكن الناس قد ملت قمعه. وفي حالة إذا ما صار لقطر تأثير بالحجم الذي يشيع عنه المغالطون فحري أن يحاسب بشار حسابين عسيرين, واحد عن ظلمه لشعبه وآخر عن تحويله سوريا إلى بلد ضعيف يتلاعب بمصيره شيخ قطر.

هؤلاء المغالطون, التي تحركهم الطائفية المزروعة في كل خلية من خلاياهم, والذين لا يستطيع مظهرهم أن يخفي جوهرهم, عليهم أن يعرفوا أن قراءة التاريخ لا تتقبل فن الإستقطاع, وإن من يسوق لبدعة أن حمد هو وراء ثورة السوريين يتساوي في الكذب والمخادعة مع من يسوق لخديعة أن العلقمي هو الذي كان وراء سقوط الخلافة العباسية وإن بن سبأ هو الذي أغرى بقتل عثمان بن عفان.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلهولة ... دخول العلم العراقي في كتاب غينيس للأرقام القياسية
- الحمار الطائفي
- هل كانت الدول الإسلامية .. إسلامية
- الدولة العلمانية لا دين لها.. ولكن هل هي ضد الدين
- العلمانية.. أن تحب الحياة دون أن تنسى الآخرة
- الإسلام السويسري *
- دولة الإسلامويين ومعاداة العلمانية
- الطائفية.. من صدام إلى بشار
- أن نتقاطع مع الدم السوري.. تلك هي المشكلة
- ثلاثة طرق طائفية للهجوم على الطائفية
- كيف تكره الأسد دون أن تحب حمد
- البصرة.. مدينة السياب والشاوي وأهلها الطيبين
- طائفيو المهجر
- ما الذي فشل مع فشل الاستجواب
- الخلل في الدستور أم في الرجال والنظام
- ديمقراطية بدون ديمقراطيين وعراق بدون عراقيين
- لماذا لا يقود المالكي المعارضة بدلا من مجلس الوزراء
- من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة
- الطالباني ومخالفته الدستورية الأخيرة
- المالكي وسحب الثقة والورقة الكردية


المزيد.....




- نتنياهو يقر بأن إسرائيل تعاني من خسائر فادحة ومؤلمة في النزا ...
- إسرائيل تسير رحلات يومية لإعادة مواطنيها العالقين في الخارج ...
- بوتين: إيران لا تطلب مساعدة عسكرية من روسيا
- بوتين: مستعد للقاء زيلينسكي في المرحلة النهائية من التسوية ف ...
- ردا على سؤال.. بوتين يرفض مناقشة إمكانية قيام إسرائيل بقتل خ ...
- كيف تراقب دول الخليج الحرب الإسرائيلية الإيرانية وهل من مصلح ...
- بوتين: لا أريد حتى مناقشة احتمال قتل خامنئي ويمكن إيجاد حل ب ...
- ترامب يستضيف قائد الجيش الباكستاني في اجتماع غير مسبوق بالبي ...
- رويترز: محادثات نووية أوروبية إيرانية الجمعة في جنيف
- الخارجية الإيرانية: قادرون على مواجهة العدوان الإسرائيلي الم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بين حمد والعلقمي وبن سبأ .. ثلاثية القراءة الممسوخة