أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الطالباني ومخالفته الدستورية الأخيرة














المزيد.....

الطالباني ومخالفته الدستورية الأخيرة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يملك أطراف سحب الثقة من المالكي وثائق قانونية تشير إلى أن رئيس الجمهورية كان تلاعب بعدد تواقيع النواب فأنقصهم العدد اللازم الذي يمنح طلبهم شرعيته الدستورية.
ثمة تفسيرات تحاول إستجلاء هذا الموقف الذي كان للبعض بحكم المفاجأة. لقد وجدنا من يقول أن الطالباني كان خضع إلى ضغوط لم يكن بمقدوره أن يتغلب عليها أو يتجاهلها. من ناحية كان هناك الضغط الأمريكي الذي يحاول أن يجعل كل شيء يبدو هادئا على الجبهة العراقية وعلى الأقل إلى حين إنتهاء فترة الإنتخابات الرئاسية القادمة. ثم أن الضغط الإيراني لم يكن أقل تأثيرا نتيجة تقدير قيمة وجود المالكي على هرم السلطة العراقية. كل ذلك صحيح لكنه أشبه بتفسير الماء بالماء, إذ لا يوجد هناك طرف عراقي واحد في منظومة الحكم الحالي يتمكن على النفي بان قراره لا يخضع إلى ضغوط الإرادات الإقليمية أو الدولية.
إن وجود قناعات بشأن ضغوط دولية وإقليمية ( إيراميكية ) كانت قد سلطت على الطالباني, مع الأخذ بنظر الإعتبار الإختلافات النائمة أو المؤجلة الآن بين الطالبانيين والبارزانييين, لا يمكن أن يلغي حقيقة أن الطالباني لم يكن بإمكانه إتخاذ موقفه المعروف من قضية سحب الثقة لو أن عدد التواقيع كان كافيا.

لا مناص من القول أن الطالباني لم يكن إرتكب مخالفة دستورية حينما إتخذ القرار, ولو أنه كان قد فعل لأعلن تحالف أربيل وثائقه التي تؤد صحة تواقيع نوابه وصحة عددها الذي يجبر الطالباني على تقديم طلب سحب الثقة. غير أن ما يدفع إلى الإستغراب حقا هو قيام الطالباني بتقديم تفسير يخالف العديد من المواد الدستورية بدلا من أن يكتفي بالرواية السهلة الممتنعة حول عدم إكتمال النصاب فيريح ويستريح.

الطالباني الذي يبدو أن تصريحه جاء منفعلا ومعبرا عن مقدار الضغوط التي سلطت عليه دفعنا أيضا إلى أن نتصور أنه يتعمد ويتعجل الوقوف أمام معادلة الحكم الطائفية التحاصصية, ربما لإعتقاد منه بأن إستمرار العمل بها كفيل بجعل الأكراد أفضل وضعا وأكثر قوة بفعل ما تؤسس له هذه المعادلة من ضعف على الجهة الأخرى ولأن هذه المعادلة هي التي كفلت له شخصيا حصة كبيرة في مؤسسة الحكم.
وفي مقالة سابقة وفي تعليق لي على تصريحه بشأن كركوك التي إعتبرها قدس الأقداس وجاء فيه ما يشبه تأكيداته الطائفية التي وردت في تصريحه الأخيرقلت أن الحركة الكردية لا تحتاج إلى هذه المعادلات للدفاع عن حقوقها الإنسانية المشروعة, وربما كانت هناك ضغوطات تفسر بعض النوايا بهذا الإتجاه إلا أن الوضع العراقي قد إختلف كثيرا في المرحلة الحالية فالعرب العراقيون هم الذين باتوا يحبذون الآن تأسسيس الأكراد لدولة خاصة بهم, وذلك على الأقل تخلصا من الوضع المرهق الذي دخل فيه العراق بسبب وجود علاقة ليس هناك ما يبرر إستمرارها حقا سوى عدم إستعداد الوضع الإقليمي والدولي للقبول بدولة كردية مستقلة.

في تصريحه الأخير, أكد الطالباني نصا على (أن السبب الاول هو أن "رئاسة الوزراء من نصيب الأكثرية الشيعية فلا يجوز القفز عليها بطلب سحب الثقة وإنما ببذل الجهود لإقناعها بتبديل ممثلها لرئاسة الوزراء). ولما كان الدستور العراقي لم يؤكد في أي بند من بنوده على هذا التقسيم الطائفي المفجع, بل أكد على "أن تكافؤ الفرص هو حق مكفول لكل العراقيين " المادة 16" مثلما أكدت مادته العشرون على تمتع العراقيين جميعا (بالحقوق السياسية، بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح ) في حين أكدت المادة 14 على أن (العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو
المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي ) فإني أجد أن تصريحاته بشأن المحاصصة الطائفية لم ترد مطلقا في الدستور وإنما وجد ما يناقضها, ولذلك فإني أجد أن مخالفته للدستور لا تحتاج إلى خبير قانوني بمستوى طارق حرب لكي يؤكد على صحة وجودها.
إن مخالفة الرئيس للدستور تبدو واضحة خاصة وإن مهمته الأساسية هي حماية الدستور كما ورد في المادة 64 التي أكدت على أن (رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يمثل سيادة البلاد، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة اراضيه، وفقاً لاحكام الدستور).

ربما سيتقدم أحد اصحاب النوايا الطيبة بتفسير يقول أن السيد الطالباني هو رجل واقعي وكان تطرق إلى تفاهمات معروفة كانت جرت بين القوى السياسية لتقسيم مؤسسات الدولة, لكني سأقول له أن الرئيس هو الشخص العراقي الوحيد الذي لا يسمح له الدستور بالإنحياز إلى التفاهمات على حساب الدستور, خاصة حينما يتعلق الأمر بتفسير قرار هام كان قد إتخذه.
إن علمنا بواقع المحاصصة لا يلغي حقيقة أن الدستور العراقي لم يتحدث عنها كما تحدث عنها حامي الدستور إذ حتى على مستوى المالكي الذي يدين بفضل هذه المحاصصة على وصوله إلى رئاسة الوزراء فهو يعلن أن التفاهمات قد أكدت على أن منصبه هو حصة للتحالف الوطني ولم يقل أنه حصة للتحالف الشيعي.

ولقد عرف عن الأخوة الأكراد أن العديد منهم ضليع باللغة العربية إلى درجة مدهشة ولا أظن أن مكتب مستشاري الرئيس خاليا من عراقيين أكراد على المستوى الذي يدركون فيه أن خطأ الرئيس لم يكن يكن لغويا البتة وسوف أبقى مندهشا من ميل السيد الطالباني إلى التغريد عاليا بالمفردات الطائفية ليس من منطلق إيماني بأنه لا يؤمن بها وإنما من إستغرابي أنه لايميل إلى إخفاءها رغم أن واجبه الدستوري يدعوه إلى ذلك.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي وسحب الثقة والورقة الكردية
- هل صرناالآن بحاجة إلى المنقذ
- عبدالله بن سبأ وقضية سحب الثقة من المالكي
- حكاية اللابديل.. فاقد الشيء هل يعطيه
- شيطنة الآخر.. من الاشتباك بالسلاح الأبيض إلى الاشتباك بأسلحة ...
- ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي
- ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه
- الخلط بين بناء السلطة والدكتاتورية
- أزمة سلطة أم أزمة وطن
- وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب
- حل المشكلة بمشكلة.. إجه يكحله عماها
- أعظم مفقود وأهون موجود.. دعوة لتشكيل حزب بإسم حزب الماء
- المظلومية الشيعية.. ظلم للشيعة قبل أن تكون ظلما لغيرهم
- البعثي الصفوي... الذي هو أنا
- أحاديث عن الطائفية... المظلومية الشيعية
- العمالة والخيانة بين فقه الدين السياسي وفقه الدولة الوطنية
- للمهاجرين العراقيين فقط
- سوريا والعراق.. حديث الصورة والمرآة
- من بشار الأسد إلى عرعور المستأسد.. يا لها من مأساة


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الطالباني ومخالفته الدستورية الأخيرة