أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - المالكي وسحب الثقة والورقة الكردية














المزيد.....

المالكي وسحب الثقة والورقة الكردية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قبل أن يدخل الطالباني على خط الأزمة ليلقي بكل ثقله إلى جانب المالكي مساهما في حملة إنقاذه من خطر سحب الثقة عنه كانت أحد أبرز توجهات دولة القانون وزعيمها لغرض مواجهة خصومه هي كسب عدد من أصوات النواب من العرب السنة بما يكفي للحيلولة دون تكامل العدد المطلوب من التواقيع الكافية قانونيا لسحب الثقة. ولم تكن الغاية من جمع تلك الأصوات وضعها في مواجهة التحالف الكردستاني لوحده وإنما أيضا بدت مفيدة جدا لتفكيك جبهة الخصوم المؤتلفين في العراقية, ففي الفترة الأخيرة كان متوقعا أن تتصاعد الخلافات بين الحكومة الاتحادية من جهة وبين الحكومة الفدرالية في كردستان التي يقودها البارزاني.
وعلى الرغم من تبادل الفريقين لهجمات بينية تستهدف الدفاع عن مواقفهما المختلفة والمتوزعة على عدد من محاور النزاع من ضمنها الاختلاف حول عائدية كركوك وهويتها الوطنية ومناطق عراقية أخرى درج الأكراد على تسميتها بالمناطق المتنازع عليها, إضافة إلى الاختلاف حول ملف النفط, فإن تلك الخلافات كان يجب النظر إليها كخلافات طبيعية في دولة يعاد تكوينها من جديد وكنتيجة لتفارق الاجتهادات بين قوى كان أفضل ما جمعها في السابق هو مواجهة نظام صدام حسين, في حين كانت المواقف من القضايا الأساسية الأخرى هي أقرب إلى تفاهمات أولية منها إلى تسويات نهائية وموثقة ومنها تلك جرت الإشارة إليها دستوريا في المادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بكركوك.

قبل دخول الطالباني على خط الصراع لإعادة ضبط الموقف لصالح المالكي كان موقف الأخير قد تصاعد بإتجاه توظيف الخلاف مع الأكراد في معركة سحب الثقة للتأكيد على أن معركتهم ضده ليس لها علاقة البتة بالتهم التي بدأت تدور حول تكونه الدكتاتوري, وإنما هي تأسست لمجابهة خطه – الوطني - الذي بدأ صداما فعليا مع الطموحات الكردية.
لا يمكن نكران أن ذلك قد حدث بالفعل, غير أن ذلك وحده لا يمكن أيضا أن يكون غطاء لإخفاء حقيقة التناقضات الأخرى التي اخفق المالكي في معالجتها أو كان هو الذي تسبب بها, وفي مقدمتها محاولة احتكار السلطة وفرض هيمنة حزبه على مقدرات الحكم. إن المالكي لا يمكن أن يجاري صدام حسين في الموقف من عراقية كركوك أو عروبتها, غير أن هذا الأخير لم يفلح من ناحيته في تخميد كل حالات الصراع الأخرى ضده لمجرد دوره العروبي من طموحات الأكراد, وظلت تهمة الدكتاتورية ضده كافية لتوحيد مواقف الجميع ضده رغم وجود اختلافات بين هؤلاء على مواقف أخرى.

وقد لا يكون المالكي حسب ما صرح به أخيرا دكتاتورا بالمعنى الذي يفهمه هو ومجموعته ومحبيه, غير أن خصومه يفهمون العكس, وهذا يعطيهم حجة للوقوف ضده مجتمعين على الرغم من تباين المواقف بينهم بشأن قضايا أخرى. وفي دولة ديمقراطية فإن الدعوة إلى سحب الثقة هي ممارسة طبيعية ولا يمكن تفسيرها بمنطق المؤامرة إلا إذا كان مصدر الإتهام يعمل بثقافة غير ديمقراطية البتة. ولأن الأكراد ما زالوا جزء من العراق فإن لهم الحق في التمسك بكل الوسائل الديمقراطية لخوض معاركهم ضد الخصوم, فإن جرى تفسير موقفهم بالنهاية على أساس كونهم يسعون لمصالحهم الذاتية الخاصة فإن ذلك لن يأكل من حقهم الديمقراطي ماداموا جزء من اللعبة الديمقراطية وما داموا يسعون لتلك الحقوق بأساليب ديمقراطية ودستورية وضمن الحلبة العراقية ذاتها.



لقد تصاعدت في الفترة الأخيرة حملة بناء الشخصية الزعامية الوطنية والعروبية للمالكي من خلال الموقف الخلافي مع الأكراد حتى بات وكأن ملامح بناء هذه الشخصية بدأت تعتمد إلى حد كبير على وجود هذا الخلاف مما هيأ الساحة العراقية للتمحور من جديد حول قضية الخلاف العربي الكردي. وبدا المالكي على جاهزية عالية لاستخدام هذه الوصفة في تقوية زعامته وخاصة على حساب تراجع نفوذ الزعماء الآخرين وفي مقدمتهم منافسه اللدود علاوي. وقد عمق ذلك خطورة أن يؤدي هذا التوظيف الإستخدامي إلى تعميق ثقافة الصدام مرة أخرى وإلى تضييق فرص الحوار للحيلولة دون تفاقم الاختلافات.
لكن انضمام الصدر إلى نادي أربيل في مواجهة المالكي سرعان ما أسقط ورقة التوظيف هذه وحرم مجموعة المالكي من قوتها الإستخدامية, فلو كان ممكنا محاصرة العراقية بحجة التنازل للأكراد في معركة كسر العظم ضد المالكي فإن انضمام الصدر لجبهة سحب الثقة قد قلل من قوة الاستخدامات تلك وأعاد المعركة لكي تعمل تحت عنوان واحد, ألا وهو تقليل فرص تكون الدكتاتورية من جديد.
أما فيما يتعلق بموقف الطالباني, فبعيدا عن كونه قد ساهم بحملة إنقاذ المالكي بقوة, على الأقل في الوقت الحاضر, إلا أن الآثار غير المباشرة وغير المقصودة لوقفته تلك أدت إلى حرمان المالكي من قوة استخدامه للورقة الكردية, إذ ليس معقولا أن يصعد المالكي الحملة التي لن تشمل البارزاني لوحده وإنما أيضا الطالباني وحزبه والأكراد الملتفين حوله.
ولقد كسب المالكي جولته التي أهلته للبقاء إلى حين, وبمساعدة حاسمة من الطالباني نفسه, لكنه, وبفعل من موقفي الصدر والطالباني, قد فقد قوة ورقته الكردية التي كان بدأ استخدامها بقوة ضد خصومه السياسيين, وإن من المرجح أنه سيدخل المعركة القادمة وقد ضعفت بيديه قوة استخدام هذه الورقة كثيرا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صرناالآن بحاجة إلى المنقذ
- عبدالله بن سبأ وقضية سحب الثقة من المالكي
- حكاية اللابديل.. فاقد الشيء هل يعطيه
- شيطنة الآخر.. من الاشتباك بالسلاح الأبيض إلى الاشتباك بأسلحة ...
- ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي
- ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه
- الخلط بين بناء السلطة والدكتاتورية
- أزمة سلطة أم أزمة وطن
- وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب
- حل المشكلة بمشكلة.. إجه يكحله عماها
- أعظم مفقود وأهون موجود.. دعوة لتشكيل حزب بإسم حزب الماء
- المظلومية الشيعية.. ظلم للشيعة قبل أن تكون ظلما لغيرهم
- البعثي الصفوي... الذي هو أنا
- أحاديث عن الطائفية... المظلومية الشيعية
- العمالة والخيانة بين فقه الدين السياسي وفقه الدولة الوطنية
- للمهاجرين العراقيين فقط
- سوريا والعراق.. حديث الصورة والمرآة
- من بشار الأسد إلى عرعور المستأسد.. يا لها من مأساة
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الثانية


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - المالكي وسحب الثقة والورقة الكردية