أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عبدالله بن سبأ وقضية سحب الثقة من المالكي














المزيد.....

عبدالله بن سبأ وقضية سحب الثقة من المالكي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 18:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبدا لله بن سبا شخصية افتراضية أو وهمية.. هكذا يقول مفكرون مقتدرون من أمثال الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي. قصة هذا الرجل هي أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة, لهذا يشكك البعض بوجوده تأسيسا على غرابة قصته التي تقول: كان يا ما كان, في قديم الزمان, كان هناك رجل يهودي شرير أسمه عبدالله بن سبأ, هذا الرجل كان أسلم لا لغرض سوى تهديم الإسلام من داخله.
على الجهة الأخرى كان المسلمون قبله كالبنيان المرصوص, الكل يشد أزر الكل, والكل يعظم أجر الكل, حتى دخل بن سبأ بينهم ليخرب عليهم دينهم ودنياهم, ولتبدأ بعدها الفتنة الكبرى التي ما زلنا نعيش فصولها حتى هذا يومنا هذا.

عبدالله بن سبأ مازال صالحا للاستعمال ولكن مع فارق جهة الاستعمال.. ففي السابق ظل الكثير من فقهاء وكتاب الشيعة, وآخرون من ( إخواننا ) السنة يؤكدون على أن شخصية بن سبأ هي اختراع أموي بامتياز وذلك للتغطية على حقيقة إن الخليفة الثالث ما قتل إلا لوجود الكثير من الاختراقات التي لم يكن المسلمون مؤهلين لتقبلها والتعايش معها.
في الوقت الحالي ومع تصاعد الحملات الإعلامية بشأن سحب الثقة من السيد المالكي فإن السياسين من ( أخوتنا ) الشيعة هذه المرة هم الذين يستخدمون النظرية السبئية للهجوم على خصومهم من دعاة سحب الثقة. وكأن لا شيء مطلقا يدفع إلى الاختلاف في عراق تجد التآخي فيه وقد حول الناس إلى توائم سيامية كما وتجد الرفاهية فيه وقد بلغت مستوى عظيم.. والدليل مول الحارثية.
إذن هو عبالله بن سبأ من حرض المسلمين على قتل الخليفة عثمان وهو نفسه الذي يحرض العراقيين على سحب الثقة من المالكي, مع فارق أن الأول كان يهوديا أما الحالي فهو قطري وسعودي نراه بات يتجول بيننا ليشتري النواب بمبلغ 500 مليون دولار وليزين لهم طريق التآمر على الخليفة الحالي الذي لا يختلف إثنان على حبه والحلفان برأسه.

بالنسبة لي فأنا لا أناقش الأمر على قاعدة وجود ابن سبأ من عدمه, وإنما على قاعدة ما أسند له من أعمال خارقة. وإذ لا أجد أن هناك ضرورة للاختلاف حول الوجود المادي لهذا الرجل فإني أجد أن الدور التخريبي الذي اسند إليه هو الذي يعاب عليه, وخاصة في جزئه الخاص بمحاولة تحويل الرجل إلى عباءة لتغطية كل عيوب المرحلة التي بدأت فيها الفتنة الكبرى.
فليكن بن سبأ موجود فعليا, ولنصدق أن نواياه مع الإسلام لم تكن سليمة, وإنه بالفعل كان لعب دورا وحتى كبيرا في إشعال الفتنة. لكن الذي يدفع إلى السخرية حقا هو محاولة التأكيد على أن المسلمين لم يقتتلوا إلا بسبب بن سبأ اليهودي, الذي استلم الراية منه اليوم بن سبأ السعودي, ليخرب العراقيين على رئيس وزرائهم المحبوب من الجميع نوري المالكي, مثلما خرب السوريين على رئيسهم المعشوق من الجميع بشار الأسد.
وكما أعتقد أن العرب هم أول من اكتشف نظرية المؤامرة في التاريخ, وأول من تعرف على مفعولها السحري من خلال اختراعهم على الأقل لدور بن سبأ اليهودي, إن لم يكن على صعيد اختراعهم لشخصه الوهمي.

في الواقع لا يمكن لإنسان عاقل أن يغفل حقيقة الدور الذي تلعبه السعودية وقطر لتنفيذ إستراتيجية خاصة هدفها خدمة مصالح نظامي البلدين على حساب مصالح الشعوب الأخرى. وفي نفس الوقت لا بد من الاعتراف أن إيران لا تفعل مثلهما فحسب وإنما هي تحتل أراض عربية وعراقية وما زالت تتصرف وكأنها لا تعترف بوجود بلد مستقل اسمه العراق, وحتى أنها لا ترفع علمه بوجود رئيس وزرائه..
ما علينا من الكلام الكثير الذي يمكن قوله بهذا الصدد لأن ما يهمنا الآن هو ذلك الذي يدور حول دور عبدالله بن سبأ, اليهودي سابقا, والقطري حاليا, وعلاقة هذا الكلام بنظرية المؤامرة التي جرى التأكيد عليها بقوة في أثناء قضية سحب الثقة من السيد المالكي, وكان جرى التأكيد عليها في قضية مقتل الخليفة الثالث.

لن أنكر وجود رغبة قطرية وسعودية للتخلص من المالكي ورغبة إيرانية أمريكية للإبقاء عليه, لكن من المعيب حقا المساواة بين الرغبتين من حيث حجم نفوذهما وقدرة التأثير, كما يبقى العيب الأكبر هو ذلك الذي يحاول ترحيل أسباب محنة العراق من داخله إلى خارجه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية اللابديل.. فاقد الشيء هل يعطيه
- شيطنة الآخر.. من الاشتباك بالسلاح الأبيض إلى الاشتباك بأسلحة ...
- ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي
- ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه
- الخلط بين بناء السلطة والدكتاتورية
- أزمة سلطة أم أزمة وطن
- وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب
- حل المشكلة بمشكلة.. إجه يكحله عماها
- أعظم مفقود وأهون موجود.. دعوة لتشكيل حزب بإسم حزب الماء
- المظلومية الشيعية.. ظلم للشيعة قبل أن تكون ظلما لغيرهم
- البعثي الصفوي... الذي هو أنا
- أحاديث عن الطائفية... المظلومية الشيعية
- العمالة والخيانة بين فقه الدين السياسي وفقه الدولة الوطنية
- للمهاجرين العراقيين فقط
- سوريا والعراق.. حديث الصورة والمرآة
- من بشار الأسد إلى عرعور المستأسد.. يا لها من مأساة
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الثانية
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الأولى
- التحالفات السياسية وخطاب البارزاني الأخير


المزيد.....




- إيران ترفض المفاوضات مع أميركا قبل وقف الهجمات الإسرائيلية
- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عبدالله بن سبأ وقضية سحب الثقة من المالكي