أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - من بشار الأسد إلى عرعور المستأسد.. يا لها من مأساة














المزيد.....

من بشار الأسد إلى عرعور المستأسد.. يا لها من مأساة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 20:35
المحور: كتابات ساخرة
    



أن لا يجد الشعب السوري خيارا له سوى أن ينتقل من المرحلة البشارية إلى المرحلة العرعورية ستكون مأساة من النوع الثقيل.. قبل سبعين سنة وفي قصيدة حفار القبور كان السياب قد تنبأ بهذا الخيار المأساوي حينما وصف حال البائسين آنذاك في قصيدته الرائعة "المومس العمياء" بقوله... موتى تخاف من النشور.. قالوا سنهرب, ثم لاذوا بالقبور من القبور.. أليست الثورة هي حالة تسامي يريد الإنسان منها أن يحرر نفسه ولو كلفه ذلك التضحية بحياته, فأي تسامٍ هذا وأي تحرر ذلك الذي يتكفل بصناعته عرعور وجنده.. ألا يستحق هذا الشعب المجاهد حياة أفضل من تلك التي قد يصنعها رجل صار يعد يوميا بتحويل الثورة إلى عملية ثأر وغلَبَة لطائفة على طائفة أخرى وهروب من قبور إلى قبور.
ألا يستحق الشعب السوري الذي صار بحق مفاجأة القرن الواحد والعشرين من خلال ما يقدمه من شهداء وما يعانيه من ظلم, ألا يستحق حياة أفضل لا بشار فيها ولا عرعور.

كأني بالعراق وسوريا يتقاسمان الطعام من ماعون واحد ويشربان العلقم من القدح نفسه.
دائما دائما كان البلدان يتبادلان الأدوار حتى تكاد تحسبهما واحدا, ومن حسن حظ سوريا أن العراق كان سبقها هربا من القبور إلى القبور فصار أمامها درسا تتعلم منه.. هذا إن شاءت التعلم.
في العراق كان هناك طاغية لم يألو جهدا في تضييع مستقبل الوطن وقتل وتشريد أهله. وفي سوريا لم يبخل النظام أيضا في تحويل البلد إلى ضيعة يملك فيها الأسد وأهله كل ما يدب على أرضها وما يسبح ويسير, أما بقية الناس فقد كتب عليهم أن يكونوا عبيدا في حضرة السلطان.. قصة الظلم هي واحدة وقصة الهروب من الظلم تكاد أن تكون واحدة, في الأولى كنا صبرنا طويلا حتى إذا ما حانت اللحظة الفاصلة سمعنا من بيننا من يقول بعدها يا ليتها لم تحن, فقد كنا بواحدة وصرنا بأكثر.
لكن سخرية القدر أن تدور الأرض بإتجاه معاكس فنرى أنفسنا ننتظم صفوفا خلف قوى طالما كنا قبل عقود نؤمن أنها من بقايا التاريخ.
فمن منكم كان يتصور أن بإمكان آل سعود أن يكونوا روادا للحرية والنهضة والتقدم وهم الذين لولا النفط لكانوا انقرضوا قبل عقود, وسينقرضون حتما حينما ينضب ليكونوا تماما مثل مدن الذهب في أمريكا, التي ما أن انتهى التنقيب فيها حتى تحولت إلى خرائب تعصف بها الريح.
ومن منكم كان يتصور أن بإمكان بلد مجهري كقطر الذي يكاد أميره يفك الحرف بالكاد وقد بات يعلم دمشق والقاهرة طريقة النطق والكتابة, فصار أمام دمشق خطر أن تقع في غرام عرعور بعد أن وقعت القاهرة في غرام القرضاوي.

ليست سوريا وحدها هي التي حالها حال, وإنما سبقتها إلى ذلك مصر أم الدنيا التي ندين لها بطرب قلوبنا وهي تشدو في حدائق أم كلثوم وعبدا لوهاب وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ومتعة رحلاتنا في عالم طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وأحمد شوقي وصلاح عبدالصبور وسلامة موسى.
هناك كان مبارك قد أشبع مصر فسادا وجورا وأستحق بجدارة براءة اختراع شخصية حينما حول المقابر من أماكن لدفن الموتى إلى مدن لسكن الأحياء.
فلما خرجت مصر خالعة قميص مبارك فإذا بها أمامنا وهي ترتدي جبة القرضاوي.
ومثل العراق كانت مصر بواحدة فصارت باثنتين, وهي مهددة لأن تكون أفغانستان مثلها الأعلى بعد أن كادت في بداية القرن الماضي أن تصير جسرا تنتقل عليه حركة النهضة من أوروبا إلى بلداننا, وهي بلدان ما عادت تعرف معنى النهضة إلا كإسم لشارع خرب أو " كراج " مستهلك للسيارات.
نحن نتمنى أن تخرج سوريا من قبضة بشار الأسد على أمل أن لا تقع في أحضان عرعور المستأسد.
لكن خوفنا من وقوعها في أحضان عرعور ليس بإمكانه أن يوقف دوران الأرض وإن عرعوريا.
فإن هي دارت فإن من نلومه على ذلك الدوران ليس عرعور المستأسد وإنما هو بشار الأسد الذي ما إتقن الزئير إلا بوجه مواطنيه.




#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الثانية
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الأولى
- التحالفات السياسية وخطاب البارزاني الأخير
- في المسألة المشعانية* والقضاء العراقي الممشعن
- العملية السياسية وخطاب البارزاني الأخير... 1
- الإيمو... المجتمع حينما يقتل نفسه
- الطائفية.. حينما ينفصل السياسي عن الأخلاقي وحينما يتناقضان
- الشعب العاري وحكاية نوابه المصفحين
- الطريق إلى قاعة الخلد والتجديد المفتوح لرئيس الوزراء
- العراق بين حروب القرار وحروب الاستجابة
- الهاشمي.. قضيته وقضيتنا .. القسم الثاني
- الهاشمي .. قضيته وقضيتنا
- الجمهورية العراقية القضائية العظمى.. مقالة ليست ساخرة
- العدالة الانتقالية
- يوم اختلف الأسمران.. أوباما وخلفان
- رئاسة الوزراء.. دورتان تكفي
- سليماني.. قصة تصريح
- العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي
- قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي
- المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - من بشار الأسد إلى عرعور المستأسد.. يا لها من مأساة