أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي














المزيد.....

قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 08:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حزب الدعوة الذي يترأسه المالكي حاليا يكاد يخلو من أية شخصية تنافسه على الزعامة حتى بات من الصعوبة حقا التعرف على شخصية الظل التي يمكن لها أن تملك الشعبية الكافية والمكانة اللازمة لملأ المركز حال فراغه لأي سبب من الأسباب. وهناك أحزاب وتجمعات أخرى تعيش ذات الحالة من حيث عروض الرجل الواحد أو ما يسمى بـ "ألمان شو" ومثال ذلك زعامة علاوي للوفاق وزعامة الصدر للتيار المسمى باسمه, وأيضا عائلة الحكيم بما يتعلق بالمجلس الإسلامي. وقضية الرموز أو الرجال التاريخين توجد بقوة أيضا بين صفوف الأكراد وخاصة على صعيد الحزبين الديمقراطي والإتحاد اللذين يقودهما كل من البارزاني والطالباني.

بالنسبة للنظم الديمقراطية تشكل قضية الرموز, أو ما يسمى بالرجال التاريخيين, معضلة حقيقة قد تحول النظام السياسي برمته إلى نظام إقطاعي تتوزع مصادر قراره ومراكز توجهاته على حفنة من الرجال الذين يفرضون من خلال "نظرية الرموز" هيمنتهم على النظام بشقيه, السلطة والمعارضة, وذلك لجيل كامل أو لأجيال متعاقبة, وهم بذلك مرشحون وأبناءهم وأحفادهم للبقاء في سدة الحكم إلى ما شاء الله.
بهذا الاتجاه فإن النظام "الديمقراطي" سيفلح بالقضاء على نظام الرجل الواحد, ولكن ليس شرطا أنه سيفلح بتأسيس نظام شعبي مفتوح على ولادات زعامية متجددة باستمرار, وإنما قد يكون طريقة لتوزيع سلطة الرجل الواحد على مجموعة من الرجال الذين يتحولون بسبب ظروف معينة إلى رموز تاريخية لا يجوز الاقتراب منها حتى ولو من باب النقد وتأشير الأخطاء.

وهكذا سيقذف علينا النظام الديمقراطي بمجموعة من الدكتاتوريين بدلا من البقاء تحت حكم الدكتاتور الواحد الأمر الذي ينقل هذا النظام من خانته الديمقراطية إلى خانة جديدة يمكن أن نسميه من خلالها بنظام "الدكتاتوريات الديمقراطية" والذي يمكن اختصاره بمفردة واحدة هي "الدكتوقراطية".
وإن أفضل مثال على وجود نظام "دكتوقراطي" كهذا هو الحالة اللبنانية التي لم تتوقف على احتكار السلطة من قبل "رموز"جيل واحد وإنما امتد هذا الاحتكار إلى الجيل التالي حيث ورث الأولاد سلطة آباءهم, وهناك الآن رجال من الجيل الثالث من العائلات نفسها قد بدأ توافدهم الفعلي على السلطة, حكومة ومعارضة.
إن أسماء مثل شمعون والجميل وجنبلاط وأدة وبري والخليل ظلت لجيل كامل على قمة هرم السلطة اللبنانية, حيث سلم هؤلاء الراية لأبنائهم من بعدهم, ومن المتوقع أن يورث الآباء للأحفاد سلطة تحولت بعناوين ديمقراطية إلى نظام ملوك توريثي بدلا من نظام الملك الواحد أو الدكتاتور الواحد.

لا يتوقف خطر نظام "الرموز الوطنية والتاريخية" على منع الولادات الجديدة الضرورية لخلق قيادات شعبية من شانها أن تضخ دماء جديدة من خارج منظومة وثقافة مجتمع السلطة ذاتها, وإنما هو قد يمتد لتكون له انعكاساته على الأحزاب والتجمعات التي أنتجت هؤلاء الرموز, أو الذين كانوا هم من أنتجها, وذلك بالاتجاه الذي يخلق حزب الرجل الواحد, أو يهيأ الظرف لتحويل هذا الحزب تدريجيا من حزب مجموعة إلى حزب رجل تم تكونه أو تكوينه كـ "رمز" وطني وتاريخي.
ونحن نعلم إن "ثقافة الرموز والرجال التاريخين" ستؤدي حتما إلى تغييب عنصر الثقافة النقدية كأفكار وآليات وممارسات, وهذه الحالة كفيلة بتحويل الرمز إلى دكتاتور للحزب أو الحركة وتحويل النظام الديمقراطي برمته إلى نظام مشكل من مجموعة دكتاتوريات ديمقراطية, فالرمز هنا هو تسمية لفرد تمكن من اجتياز مرحلة الفرد الاعتيادي إلى درجة بلغ فيها مستوى من الكمال الذي لا يجيز الاقتراب منه إلا من خلال مراسيم إجلال قد تصل إلى حالة التعبد كما هي سائدة في نظم الدكتاتور الواحد.

عراقيا ثمة مؤشرات على أن ثقافة بهذا الاتجاه قد بدأ الخروج بها إلى العلن لتكون مادة أساسية لخطاب سياسي هدفه إطالة عمر "الرمز السياسي" ووضعه في مكانة بعيدة عن التناول النقدي, ففي تصريحات عدة لأكثر من حزب وتجمع هناك إشارات مباشرة لقضية إسمها الرموز, ولتحذيرات بعدم "الإساءة" إليها, وهناك محاولة لتجميع هذه الإشارات ضمن خطاب سياسي واحد يقر بمشروعية الرموز أو الرجال التاريخيين وصولا إلى تقسيم تاريخي لقضية السلطة حكومة ومعارضة.
فإذا ما نشأت أزمة كبيرة يتطلب حلها في النظام الديمقراطي الحقيقي تغييرا سياقيا لرجال السلطة فإن ثقافة الرمز في النظام الدكتوقراطي سوف تجعل ذلك صعبا إلى الغاية مما يجعل استمرار الأزمة يأتي كتحصيل حاصل. وغالبا ما يجري حل هذه الأزمة عن طريق التنازل للرمز وليس عن طريق التنازل عن الرمز.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد
- إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى
- موقف العراق من سوريا.. ميجاهيلية سياسية
- فليحاكم الهاشمي سريعا.. أصل الحكاية 3
- تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2
- بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول
- مثال الآلوسي.. وقانون التسي تسي
- قضية الهاشمي والقضاء العراقي المستقل
- من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره
- علاقة البعثيين بفدرالية صلاح الدين*
- ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق
- ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي