أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق














المزيد.....

ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد إعلانه أن الفدرالية ستؤدي إلى تقسيم العراق صار الضاري أقرب إلى المالكي من بعض حلفائه السياسيين, حتى أن كاتبا سياسيا تصور أن بإمكان الخصمين أن يلتقيا ليصنعا التاريخ معا, لو أنهما, في هذه اللحظة التاريخية الفاعلة, تعرفا إلى أهمية موقفهما المشترك, فالتاريخ في حقيقته تصنعه بعض لحظاته.. لا كلها, ويصنعه بعض رجالاته.. لا كلهم.
ولكن, لأن القول لا يغلب الفعل ولا يمسح سيئاته, ولأنه ليس بالنوايا وحدها يحيا الإنسان, فإن علينا أن نتساءل عما إذا كان الإعلان عن الموقف حتى بوجود حسن النوايا سيكون كافيا لضمان صدق الفعال وسلامة النتائج.

لو بدأنا بصدام معتمدين على الأقوال, أو حتى على النوايا, فقد لا نعثر على من يباريه إيمانا بوحدة العراق أو من يسبقه شدة في التعبير عنها. لكننا سوف نتأكد, عندما نتفحص الواقع ونعاين النتائج, أن صدام صار خطرا على وحدة العراق يوم أن غيب الوطن والدولة والنظام السياسي بشخصه, حتى إذا ما انتهى إلى حفرته فقد سحب معه الوطن والدولة والنظام أيضا. يومها صار عراقه في تلك اللحظة نزيلا معه في حفرته. أما ما تبقى من العراق خارج تلك الحفرة فقد راح يبحث عن ذاته وهويته وسط أقوام باتت تتوزعه حصصا وغنائم.
لقد مهد صدام الطريق إلى تجزئة العراق بعد أن أضعفه وخرب نسيجه الاجتماعي وضيع معاني الانتماء إلى أرضه وحوله إلى بلد اللامعنى وإلى كيان تتقاسمه المناطقية والجهوية والقبلية, وهدّم كل مقومات بناء الوطن الذي كان ممكنا أن يبقى إذا زالت الدولة, والدولة أن تبقى إذا زال النظام, والنظام أن يبقى إذا زال رأسه, فالدولة التي باتت موحدة في شخصه صار من السهولة عليها أن تنهار حينما ينهار, كما أن الوطن الذي اعتمدت وحدته على المركزية المفرطة وعلى عروض العنف والقوة لم يكن مقدرا له أن يستمر في مواجهة قوة تتفوق عليه .
إن صدام وأمريكا, وبعضا من أعدائهما ومن أصدقائهما على السواء, تقاسموا مسؤولية تجزئة الوطن العراقي, واحد قسم روحه, والثاني قسم جسده, والثالث يتقاسم الآن أرضه وثروته.

من جهة أخرى كان حارث الضاري قد تحالف مع القاعدة ومع كل ما صنعته القاعدة, أفكارا وسكاكين,بالجسد والروح العراقية, تكفيرا وقتلا وتهجيرا وتمزيق. كانت حجته أنه يقاتل الأمريكان, وكانت حجة القاعدة أنها تقاتل الشيعة حلفاء الأمريكان, حتى كأني بالضاري يخرج من غرفة العمليات ليعلن أن الأمريكان قد انهزموا, لكن العراق قد تمزق, وإن العملية نجحت لكن المريض قد مات.
ولست أعتقد أن بإمكان أحد أن يقول أن القاعدة كانت وفية لوحدة العراق لأن من يكفر الشيعة, أو من يكفر السنة, أو من يفرق بينهما, ومن يبني دولة إسلامية خاصة به على جزء من أرضنا قد يكون وفيا لأي شيء إلا أن يكون وفيا لوحدة العراق.

والموقف من وحدة العراق ليس كلمة يقولها المالكي ويمشي دون أن يثبت بالملموس أنه يعمل بكل ما في وسعه من أجل توفير ضماناتها الاجتماعية والدستورية والقانونية, فهو لا يستطيع نكران تمسكه ومشاركته بوضع دستور يمنح الحق لأية محافظة في تشكيل فدرالية خاصة بها, لقد حدث ذلك كجزء من ثقافة المظلومية حينما كان أهلها لم يتمكنوا بعد, وقت صياغة الدستور, من الدولة العراقية. أما الآن فإن ثقافة المظلومية هذه بدأت تفعل مفعولها على الجانب الآخر لتعطي حق التعكز على نفس الدستور الذي قررت بنوده تلك الثقافة, فالنقلة الفدرالية كانت قد جاءت مرافقة لتنقل المظلومية من جزء عراقي إلى آخر وبواسطة عربة لنقل الركاب اسمها الدستور.
إن الذين سيروا تلك العربة في شوارع العراق عليهم أن يوقفوا سيرها قبل أن يطلبوا من الناس عدم الركوب فيها, وقبل ذلك.. عليهم أن يعملوا جميعا من أجل أن يكون قرار العراق بيد أهله وليس بيد الجيران, وأن يبشروا بثقافة سياسية ذات خطاب وطني مشترك بعيدا عن العصبيات القومية أو المذهبية أو الدينية لأن وحدة الوطن هي وحدة ثقافة وهوية وانتماء ومصلحة مشتركة قبل أن تكون وحدة أرض.
ومن المؤسف أن يجري الحديث عن وحدة الأرض وسط التغييب المتعمد لأدوات ومناهج تحقيقها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق
- حينما صار أعداء الفدرالية أنصارا لها
- من سايكس بيكو إلى محمد حسنين هيكل.. قراءة جديدة للتاريخ
- ثقافات سياسية تائهة
- سوريا, العراق, البحرين.. رايح جاي
- سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجز ...
- التسامح وصِلاته الدينية
- ستلد الطائفية نهضة حينما تلد القرود أسودا
- المشي مع السلاحف أم الركض كما الغزلان
- حسن العلوي والدولة الكردية.. بين قوة الضعف وضعف القوة
- النجفيان الدمشقيان.. الجواهري وجمال الدين
- الأتراك قادمون
- اغتيال المهدي.. حينما يكون الاتهام صحيحا وإن كان خطأ
- أنظمة بالية وخطاب سياسي مستهلك
- بين ليبيا العراق.. مقارنات بائسة
- إيران والعراق...التعويضات وأشياء أخرى
- لا تجعلوا كراهية صدام مفتوحة وبدون شروط
- الفساد في محاربة الفساد
- الهجمة العنصرية الأوروبية.. المهاجرون سبب أم ضحية
- إشكالية التقليد ودولة الفقيه لدى الشيعة الإمامية


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق