أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجزع














المزيد.....

سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجزع


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عربيا, نجح صدام حسين نجاحا باهرا في تسويق نفسه, لا أحد بإمكانه أن ينكر أنه استطاع بطرق متنوعة أن يجد له مكانا مهما في قلوب الكثيرين من العرب, بل أن تأييد الشارع العربي له صار أحد أسباب كراهية العديد من العراقيين لكل ما هو عربي وحقدهم على كل ما يمت للعمل القومي بصلة حتى بدت كلمة العروبة وكأنها تهمة يجب التخلص منها.
أتذكر كلمة الإمام علي وهو يخاطب قتلة الخليفة عثمان: استأثر فأساء الأثرة وجزعتم فأسئتم الجزع.
وإني أراها تنطبق تماما على حالنا يوم استأثر صدام فأساء الأثرة بشكل كبير ويوم راح الكثير من العراقيين يتمنون الخلاص من صدام حتى ولو كان ذلك على يد الشيطان نفسه, ويوم راح الكثير من العرب ينتقدون العراقيين لتعاونهم مع الاحتلال ضد حاكمهم العراقي وتمنوا عليهم لو أنهم لم يفعلوا ذلك حتى لو كان كلفهم بقاءه أن يهلكوا جميعا.
نعم لقد استأثر صدام فأساء الأثرة لكننا جزعنا فأسأنا الجزع.. فلا أحد بإمكانه أن ينكر أن كلفة الخلاص من صدام كانت باهضة جدا حتى أن قسما ممن شارك حملة الخلاص منه يتمنى لو أنه لم يجزع بالطريقة التي أدانها بن أبي طالب.
ولنتذكر أن كثيرا من العراقيين الجزعين كانوا يحاورون أو يهاجمون عرب صدام بقولهم: لو أنكم ارتضيتم به حاكما عليكم ولو لشهر واحد لكنتم جزعتم بأشد مما جزعنا.
اليوم تعاد نفس القصة, صدام سوريا استأثر وأساء الأثرة, وشعب سوريا جزع ولكنه لحد الآن لم يسأ الجزع.
كلما يطلبه شعب سوريا أن يؤيده المجتمع الدولي, ولا مجتمع دولي بدون أمريكا بالتأكيد.. هنا تبدو المعادلة غير هينة على الإطلاق, في صدر تلك المعادلة: صدام سوريا ليس في نيته أن يتخلى عن سوء استئثاره فذلك أمر ليس بمقدوره أبدا. وفي عجز تلك المعادلة: شعب سوريا ليس في مقدوره أن يقبل هذا الاستئثار المشين فهو أكبر مما يتحمله شعب ويبقى حيا.
صدام بغداد كان إتقن اللعبة القومية لا بل أن كثيرا يؤمنون أنه, عكس بشار دمشق, كان يملك مشروعا قوميا لا بد وأن يصدم بإسرائيل سواء لحساب جنوحه نحو الزعامة القومية أو لوجه العروبة الخالصة. أما صدام دمشق فقد أكد للعالم كله ولأمريكا ولإسرائيل أن كل ما يريده هو الستر والعافية ففي خلال عهده وعهد أبيه لم تطلق من الجولان أطلاقة واحدة. ومع ذلك فإننا نحن العراقيين كنا كرهنا فلسطينيي صدام لا لأنا ضد القضية الفلسطينية ولكن لأننا ضد كل من يضحي بالشعب العراقي في سبيل قضيته وكنا نأمل بوجود طريق واحد يجمعنا معا فلا نظلمهم من خلال كراهيتنا لصدام ولا يظلمونا من خلال محبتهم له.
القصة تعاد فصولها اليوم. يوجد هناك بين صفوفنا نحن العراقيين من يقف إلى جانب بشار بحجة أن ذهابه سيؤثر على المعادلات الإقليمية ومن يدعي أن ذلك سوف يكون ذلك كله لصالح أمريكا وإسرائيل. ونعود لنفس البهلوانيات التي إتقن صنعتها الحكام العرب, فسوريا دولة ممانعة ودمشق عاصمة الرفض ولو ذهب بشار فستذهب العروبة نفسها, وبعده لن تقوم لنا قائمة ولن يشار لنا بخنصر أو ببنصر.
كل ذلك وحق الله ليس غريبا, لأن الناس تختلف في الرأي وفي الرؤى, لكن الغريب حقا أن هذا الرأي يصدر من أولئك الذين لم يترددوا لحظة عن التعاون مع أمريكا ضد صدام وجاءوا إلى بغداد بعد ما دخلت الدبابات الأمريكية وفتحت لهم طريق الحكم, حلال لهم وحرام على غيرهم.. حلال عليهم أن يأتوا مع الدبابة وحرام على شعب سوريا أن تقف معه أمريكا ولو بالكلمة.
إن شعب سوريا.. أيها اللاإخوة, لا أنتم, هو الذي يأخذ بنصيحة بن أبي طالب, أن يجزع دون أن يسيء الجزع.
ولا تتحدثوا لنا عن الأمن العربي الذي سيتزعزع حال ذهاب بشار, فهذا الرجل ليس أكثر فائدة من صدام لهذا الأمن الذين ساعدتم على أن تجعلوه هو وأمنه في خبر كان. أما الأمن العربي بالصيغ التي تتصوروها فقد خرج ولم يعد. لا أحد بمقدوره أن يدعي بأن أمريكا ليس لها مصلحة في سوريا لكن لا أحد بإمكانه أن يطلب من شعب سوريا أن يقبل بالذل والمهانة لمجرد أن لأمريكا مصلحة في تغيير النظام.
فيا أيها اللا أخوة, ألا أعطيتم للسوريين نصيحة يتعلمون منها كيف يجزعون بدون أن يسيئوا الجزع, لا كما فعلتم أنتم يوم أساء صدام الأثرة.
ويا أيها الأخوة السوريون.. اجزعوا.
ولا تصدقوا نصيحة من جزع فأساء الجزع..
لأنه لو يحسن النصيحة لكان نصح نفسه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسامح وصِلاته الدينية
- ستلد الطائفية نهضة حينما تلد القرود أسودا
- المشي مع السلاحف أم الركض كما الغزلان
- حسن العلوي والدولة الكردية.. بين قوة الضعف وضعف القوة
- النجفيان الدمشقيان.. الجواهري وجمال الدين
- الأتراك قادمون
- اغتيال المهدي.. حينما يكون الاتهام صحيحا وإن كان خطأ
- أنظمة بالية وخطاب سياسي مستهلك
- بين ليبيا العراق.. مقارنات بائسة
- إيران والعراق...التعويضات وأشياء أخرى
- لا تجعلوا كراهية صدام مفتوحة وبدون شروط
- الفساد في محاربة الفساد
- الهجمة العنصرية الأوروبية.. المهاجرون سبب أم ضحية
- إشكالية التقليد ودولة الفقيه لدى الشيعة الإمامية
- جريمة النرويج.. وإن للحضارة ضحاياها أيضا
- الرابع عشر من تموز.. من بدأ الصراع, الشيوعيون أم البعثيون ؟
- الإسلام السياسي وصراع الحضارات
- تصريح النجيفي.. تهديد أم تحذير
- نوري السعيد.. جدلية القاتل والمقتول
- ثورة الرابع عشر من تموز والعهد الملكي... قراءات خاطئة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجزع