أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أنظمة بالية وخطاب سياسي مستهلك














المزيد.....

أنظمة بالية وخطاب سياسي مستهلك


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التدخل الأمريكي في سوريا حقيقة واضحة, وكذلك في ليبيا وكذلك في مصر وكذلك في اليمن, لا الأمريكان ينكرونه ولا الثوار يفعلون. ليس هذا هو المثير للدهشة وإنما الذي يثيرها هو محاولة البعض الإشارة إلى ذلك وكأنه يذيع سرا أو يسجل سبقا في حين أن الأمر أصبح على المكشوف ويتم الإعلان عنه يوميا سواء بتصريحات الزعماء الغربيين, وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي, أو بالعمليات التي قام بها حلف الناتو ضد أهداف عسكرية لملك ملوك أفريقيا.
مازال أنصار هذه الأنظمة البالية يفجرون المفاجأة تلو المفاجأة. بعض سبقهم المخابراتي والإعلامي الأول كان تم عبر تأكيدهم على أن "وائل غنيم", أحد أبرز ناشطي الثورة المصرية ضد طغمة مبارك, لم يكن سوى عميلا أمريكيا نائما سرعان ما إستيقض ليخرب على مصر سعادتها مع رئيسها وعائلته المباركة. أما في سوريا فإن ادعاء الكشف عن عملية (الياسمينة الزرقاء) وتفكيك أسرارها كان جرى من أجل التأكيد على أن المخابرات الأمريكية لم تكن بمنأى عن التآمر ضد نظام بشار, الممانع لكل أشكال تصفية القضية الفلسطينية, والقائد الفعلي لجبهة النضال العربي ضد التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي. ثم كانت هناك مقالة موثقة بالصور عن تحركات ( ليفي ) الإسرائيلي الذي لم يترك ميدانا عربيا للتحرير دون أن يضع بصماته عليه, ولا ندري كيف كان بإمكان ذلك العميل الدخول إلى تلك البلدان بسهولة دون أن تمنعه أجهزة مخابراتها وحرس حدودها الذين يحصون على الطير أنفاسه ويعرفون كم مرة يزقزق العصفور في اليوم.
سنتفق مع هؤلاء على أن كل ذلك قد حدث, وسنتفق أيضا على أن حجم الغاطس هو أضعاف حجم المكشوف. لكن أليس من الحق بالمقابل أن يتفق هؤلاء معنا على أن الآلاف المؤلفة من الثوار الليبيين لم يكونوا جرذانا كما وصفهم ملك الملوك وإنما كانوا أبناء شعب أصيل ومناضل, وقد قرروا التضحية بحياتهم بعد أن يأسوا من إمكانية أن يستمع القائد وأبنائه إلى صوت الحق ويعودوا عن جنونهم وغيبتهم اللعينة.
وكذلك في مصر واليمن, وقبلها في تونس, وبعدها في سوريا, فإن الجماهير التي احتلت ساحات العواصم والمدن وجابهت بصدور عارية عساكر السلطة المدججة بالأسلحة فلم تنكص ولم تتراجع وقدمت المئات من الشهداء هنا والآلاف هناك, هذه الجماهير خرجت لترفض إستمرارمسرحية الكذب الثورية مطالبة أن يكون لها حقا في الكرامة ولقمة العيش.
في مجالات الإعلام الغبي بدأت تلك السلطات تفقد أبسط مقومات النباهة. بعض أنظمة هذه الدول جاءت إلى السلطة قبل أكثر من نصف قرن على الأقل. خلال تلك الفترة إدعت بأنها حققت الكثير من المكاسب وشيدت الكثير من الإنجازات, فكيف يمكن لشعوب هذه الأنظمة السعيدة مع حكامها أن تتبع عميلا أمريكيا هنا وعميلا إسرائيليا هناك لكي تعلن الثورة على هؤلاء الحكام النجباء. لو اعترفنا بأن ذلك قد حدث وبالطريقة التي تشيع لها تلك الأنظمة لتوصلنا إلى قناعات ستكون الواحدة منها دليلا على فشل تلك الأنظمة وعلى سقوطها التاريخي. معنى ذلك أن الشعوب فضلت الأمريكي والأوروبي على قياداتها الوطنية والثورية ولم تتردد لحظة عن طلب النجدة والعون ممن كان يفترض بأنه عدوها التاريخي ضد ذلك الذي يدعي بأنه قائدها الهمام.
لو أن الإتهام قد دار حول اكتشاف شبكة جاسوسية أو حول إلقاء القبض على عميل لكان بالإمكان تفسير الأمر وفق ثقافة التناقض السياسي التي تتحكم بحركة الساحات المختلفة. لكنهم هنا يتحدثون عن ملايين المواطنين الذين يخرجون إلى الشوارع بصدور عارية في مواجهة سلطات مجرمة لا ترحم فيتهمونها بأنها وقعت تحت تأثير هؤلاء المندسين, وهكذا ببساطة يستلون من الصورة ظلمهم وقمعهم وسرقاتهم كما تستل الشعرة من العجين.
ولأول مرة تقول هذه الأنظمة الصدق حقا فالتدخل واضح وصريح ومباشر ويجري الحديث عنه من قبل رؤساء الدول الغربية. لكن الذي ترفض الأنظمة قوله إن ذلك لم يكن مقدرا له أن يحدث لو لم تكن سياساتها القمعية الخرافية ودجلها اللامحدود قد دفع شعوبها لطلب العون من الأجنبي بصراحة وبدون مواربة.
وفق هذه المعادلة, لا وفق ما تسوقه هذه الأنظمة من ثقافات سياسية بالية, يجب الحكم على الأمور. وفي هذا الاتجاه فإن الأنظمة العربية المستهلكة حددت بذاتها حجم الجرائم التي ارتكبتها والتي دفعت شعوبا بكاملها لكي تستدير على ثقافة أكثر من نصف قرن من الزمن لتصطف مع أعدائها التاريخين ضد قيادات كانت حولت الوطنية إلى ملجأ للأنذال بعد أن أفرغتها من معانيها وأخلاقياتها الحقيقية.
نعم إننا نصدقكم يا سادة.. الغرب يتدخل بشؤوننا وما عاد ينكر ذلك, لأن الثوار هم الذين يطلبون مساعدته.
أمر مخيف ومربك ومريع.. نعم, كل ما تقولونه صحيح, ولكن مع كل ذلك, فإنكم ترفضون الإجابة على السؤال البسيط.. لماذا حدث ذلك, لأنكم تعرفون تماما أن الإجابة, وبكل تفاصيلها, سوف لن تكون من صالحكم مطلقا.
وحتى حينما تحسبون ذلك عارا فأنتم من يتحمل وزره وإثمه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ليبيا العراق.. مقارنات بائسة
- إيران والعراق...التعويضات وأشياء أخرى
- لا تجعلوا كراهية صدام مفتوحة وبدون شروط
- الفساد في محاربة الفساد
- الهجمة العنصرية الأوروبية.. المهاجرون سبب أم ضحية
- إشكالية التقليد ودولة الفقيه لدى الشيعة الإمامية
- جريمة النرويج.. وإن للحضارة ضحاياها أيضا
- الرابع عشر من تموز.. من بدأ الصراع, الشيوعيون أم البعثيون ؟
- الإسلام السياسي وصراع الحضارات
- تصريح النجيفي.. تهديد أم تحذير
- نوري السعيد.. جدلية القاتل والمقتول
- ثورة الرابع عشر من تموز والعهد الملكي... قراءات خاطئة
- بين أن تكون ديمقراطيا أو أن تكون مالكيا
- حديث حول الطائفية
- النجيفي وأصحاب المناشير الأبرار
- الشيعة والسنة بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة – 2
- الشيعة والسنة.. بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة*
- أحزاب الدين السياسي والنفاق الوطني
- هناء أدور.. الكلام في حظرة الرئيس
- مأزق العراق مع دولة الإسلام السياسي


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أنظمة بالية وخطاب سياسي مستهلك