أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - تصريح النجيفي.. تهديد أم تحذير















المزيد.....

تصريح النجيفي.. تهديد أم تحذير


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3430 - 2011 / 7 / 18 - 18:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تصريح النجيفي.. تهديد أم تحذير
جعفر المظفر
أظهرت ردود الأفعال التي أثارتها تصريحات النجيفي حول " الإحباط السني" ردود أفعال مضادة لدى الكثير من السياسيين الوطنيين الذين يرفضون رفضا كاملا كل عمل أو تصريح ينال من وحدة العراق.
كانت المفاجأة أن سياسي وكتاب " الشيعة " هم الذين أدانوا تلك التصريحات بعد أن كانت ثقافة الفدراليات, وحتى إلى وقت قريب هي ثقافة "شيعية", فلقد نودي قبل سنوات عدة لتشكيل فدرالية للجنوب والفرات الأوسط, وأخرى للبصرة, وثالثة تجمع البصرة وميسان والناصرية, في حين وقف سياسيو السنة حينها ضد تلك الدعوات بكل قوة.
كان الاعتقاد ( الشيعي ) تأسس على أن بإمكان الفدرالية, أو حتى دولة في الجنوب والوسط, أن تكون حلا ل"مظلومية الشيعة" المتوارثة. لكن حزب الدعوة الذي تصدر الحكم طيلة السنوات القادمة سرعان ما أدرك أن المعادلات القديمة قد تبدلت بعد أن تمكن الشيعة من تصدر دفة الحكم, ولذا فقد كان موقفه من الفدراليات سلبيا. لكن الموقف السلبي المرحلي من الفدراليات أو حتى من تأسيس دول جديدة بات معلقا بمصالح الفئات السياسية قبل أن يكون معلقا بإيمان بالدولة الوطنية ذاتها, ولذلك فإن برامج هذه الأحزاب وسياساتها وعقائدها لم تتعدل بالشكل الذي ينتقل من الإيجابية الفئوية إلى الإيجابية الوطنية, أي من حب الوطن حبا بالحزب إلى حب الحزب حبا بالوطن.
على الجهة الأخرى لا يمكن الاقتراب من تصريحات النجيفي بشكل جدي دون التعرف على الحقائق التي يمكن أن تشكل أساسيات موقفه, وتحدد بالتالي ما إذا كان موقفه ذاك تحذيرا أم تهديدا. فالتحذير يحمل صيغة التنبيه إلى مخاطر قد تهدد الجميع وفي المقدمة منهم سنة وشيعة الحكومة. ولا يحتاج المرء إلى أن يكون سنيا لكي يحذر من إمكانية أن تؤدي بعض أساسيات العملية السياسية إلى نمو الروح الانفصالية في "مناطق السنة" بما يهدد وحدة العراق ذاتها, بل أن "الشيعة" المؤمنون بهذه الوحدة يجب أن يكونوا أسرع إلى تشخيص ذلك الداء باتجاه معالجة كل مواقع الخلل التي تؤدي إليه, فيصار إلى تعديل الدستور واللوائح الانتخابية لكي يشعر "السنة" أنهم, وعلى الصعيد السياسي خاصة, هم كما "الشيعة", وليسوا مواطنين من الدرجة السياسية الثانية. وكذلك شأن كل المواطنين الآخرين الذين يتم إدراجهم في خانة الأقليات المعيبة.
بعد الاحتلال مرت مناطق "الأكثرية السنية" بجملة من التحولات السريعة والحادة كان أهمها صعود القاعدة ومجاميع من التكفيريين الذين لا تعني لهم خارطة العراق الواحد أي معنى أمام أحقادهم الطائفية البشعة. بهذا استطاع هؤلاء أن يساهموا بتعميق معادلات الحكم الطائفي ويمنحوها الشرعية الكافية. كما أن الصراع من أجل استعادة السلطة كان تقدم على مهمة التخلص من الاحتلال, ولذا فإن الكثيرين من أنصار النظام السابق لم يراعوا قيمة أن يؤدي تحالفهم مع التكفيريين إلى شروخات أساسية في قضية الوحدة الوطنية فشوهوا بالتالي حتى الميكافيلية نفسها.
على صعيد عام كان هناك في البدء موقفا سلبيا من العملية السياسية عبر عن نفسه بمقاطعة "سنية" واسعة للانتخابات الأولى.
لكن تطورات خطيرة على المستوى العام سرعان ما أسست لتداعياتها على الجانب "السني". فلقد نجح النظام الجديد من تأسيس قواعد قوية له مكنت أحزابه الشيعية على توسيع نفوذها بين جماهيرها, وعلى هيمنتها على مؤسسات الدولة, بما جعل سياسيو السنة يشعرون أنهم باتوا في نفس المأزق الذي كان عليه "الشيعة" إبان الاحتلال الإنكليزي في مطلع القرن السابق, والذي كان أحد الأسباب الرئيسة في عزلتهم عن مؤسسات الحكم. ولهذا أسرع بعض هؤلاء السياسيين إلى رفع راية التحذير الحمراء وأفلح سياسيون سنة كالإخوان المسلمين على وضع حد للخطاب السياسي الذي كانت تبنته هيئة علماء المسلمين والرافض للاحتلال والمشاركة في العملية السياسية برمتها, فصاروا بعدها دعاة لمشاركة سياسية من شأنها أن تضمن حقوقهم وحقوق السنة.
على صعيد آخر, لم يمضي وقت طويل حتى وجدت المناطق السنية نفسها في مواجهة دموية حاسمة ضد القاعدة ومجاميع التكفيريين الملتفة حولها, وأنتجت تلك المعركة جيش الصحوات, مثلما أنجبت سياسيين مؤازرين للعملية السياسية ومشاركين فيها, وكان في مقدمة من أنجبهم ذلك المخاض رجال من أمثال النجيفي والهاشمي والمطلق والحسناوي.
على صعيد سرعة المتغيرات وحدتها تصدرت المناطق السنية المعادلة, ففي حين شهدت المناطق "الشيعية" استقرارا إلى حد كبير ضمنتها معادلة الصعود إلى السلطة فإن المناطق "السنية" كانت في مخاض جديد من أجل إنتاج حالة جديدة من شأنها التناغم مع الوضع الجديد. وظل معنى ذلك يتأكد من خلال إستعداد هذه المنطقة لمزيد من المتغيرات السريعة الحاسمة بإتجاه نوع التلاؤم الذي يضمن لها وضعا عادلا ومقنعا. معنى ذلك أن متغيرات هذه المنطقة سوف تبقى سريعة وحدية بإتجاه امتحان تلائمها مع الوضع السياسي الجديد, ومعناه أيضا أن العناصر القيادية التي أفرزتها تلك المتغيرات هي الآن في مواجهة امتحان حاسم لتأكيد آهلية خطابها السياسي. فإذا كان نجاح المالكي بات مرتهنا بقدرته على الاحتفاظ بقيادة السلطة فإن نجاح النجيفي ومجموعته بات مرتهنا بقدرتهم على إثبات حسن اختيارهم لطريق الشراكة مما يبقي الباب مفتوحا لمتغيرات قد تتجاوزهم لصالح قيادات جديدة من شانها أن تصحح المسار باتجاهات مختلفة قد يكون من بينها خيار الانفصال نفسه.
إن مصلحة النجيفي وجماعته هي في بقاء الوضع العراقي الحالي, لكن مع تصحيحه بما يضمن بقائهم ممثلين حقيقيين لناخبيهم, وإن بقاء الوضع الحالي دون تغيير لمعادلة الأكثرية بمعناها الطائفي سوف يجعلهم خاسرين على المدى المنظور.
فإذا ما وضعنا جانبا كل اعتقاد بوجود النوايا الوطنية الطيبة فإن الوقوف أمام المصالح الذاتية للشخصيات والقوى السياسية الحالية بشأن الوحدة الوطنية ممكنا له أن يشكل معيارا لفحص طبيعة المواقف. وفي اتجاه كهذا فإن من الخطأ وضع تصريحات النجيفي في خانة التهديد بل يجب وضعها في خانة التحذير, فالنجيفي الذي يحتل موقعا رئاسيا ضمن المعادلة السياسية الحالية, وبكل ما يوفره ذلك الموقع من امتيازات زعامية ومنافع شخصية, إنما يهمه, في اعتقادي, بقاء الوضع على ما هو عليه مع بعض التعديلات الأساسية التي تضمن نجاح خطابه السياسي القائم على أهمية المشاركة في العملية السياسية, وبالاتجاه الذي يكفل عدم تصاعد المتغيرات في المناطق السنية باتجاهات سلبية تنال منه ومن مستقبله السياسي.
إن التعامل مع تصريحات النجيفي يجب أن لا يتوقف عند الإدانة السلبية, لأن ذلك ينطلق من رؤى لا تأخذ بنظر الإعتبار تلك المتغيرات ولا تتعامل معها بمنطق يكفل إيقاف تداعياتها على وحدة العراق الجغرافية والاجتماعية.. وكل إدانة بهذا الاتجاه سوف تزيد على سوء الحشف كيلات وعلى الطين بلّة.
ولن آتي بجديد إذا ما قلت, إن بقاء العراق الواحد إنما يعتمد إلى حد كبير على بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي لا تميز بين مواطنيها إلا على أساس العقل والكفاءة والوطنية الصادقة وحكم القانون, وإن الإدانة وحدها لن تغني من فقر ولن تسمن من جوع.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري السعيد.. جدلية القاتل والمقتول
- ثورة الرابع عشر من تموز والعهد الملكي... قراءات خاطئة
- بين أن تكون ديمقراطيا أو أن تكون مالكيا
- حديث حول الطائفية
- النجيفي وأصحاب المناشير الأبرار
- الشيعة والسنة بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة – 2
- الشيعة والسنة.. بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة*
- أحزاب الدين السياسي والنفاق الوطني
- هناء أدور.. الكلام في حظرة الرئيس
- مأزق العراق مع دولة الإسلام السياسي
- مجزرة عرس التاجي.. مجزرة دولة ونظام
- خرافة المائة يوم.. إذا أردت أن تطاع
- الانسحاب الأمريكي العسكري من العراق
- أوباما.. وقضية النملة والبيجاما
- لولا علي لهلك عمر
- الخزاعي ليس هو المشكلة
- ولكن ما هو الإصلاح
- الإصلاح السوري .. بين النية والإمكانية
- سوريا - البحرين .. رايح جاي
- هذا هو رأيِ في رسالتك حول نظرية المؤامرة وبن لادن


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - تصريح النجيفي.. تهديد أم تحذير