أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - سوريا, العراق, البحرين.. رايح جاي














المزيد.....

سوريا, العراق, البحرين.. رايح جاي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك موقف أشد ارتباكا وضعفا من موقف أولئك الذين مازالوا يتبنون ويدافعون عن تجربة النظام العراقية الحالية بينما هم يقفون إلى جانب النظام في سوريا ويعتبرون أن الإطاحة به سوف تسبب أضرارا فادحة للسيادة وللوطنية وحتى - للعروبة والأمن الإقليمي- وهي معادلات كانوا تخلوا عنها, بعد أن سفهوها أثناء عملهم ضد نظام صدام حسين معتبرين أن لا شيء يتقدم على قضية النضال من أجل الحرية والقضاء على الدكتاتورية حتى ولو أدى ذلك إلى التعاون مع المحتل.
و أيضا فقد صار أولئك في وضع مربك وهزيل ومشوش حينما راحوا يقفون مع شعب البحرين ضد حكومته.. أو بالعكس, بينما هم وقفوا ضد شعب سوريا مع حكومتها.. أو بالعكس, رغم أن هناك جامعا بين قضية الشعبين ألا وهو النضال من أجل تحقيق مطالب إنسانية بسيطة مشروعة تعبر عن نفسها من خلال الديمقراطية وحقوق الإنسان, وهي لعمري أساسيات ليس بإمكان أية مجموعة سياسية في وقتنا الراهن أن تدعي مشروعا إنسانيا دون أن تنطلق منها. وهل أن بإمكاننا أن نعثر على تفسير مقنع لهذه السلوكيات المتناقضة خارج إيمان أصحابها بالمشترك الطائفي والتبعية الإقليمية لهذه الدولة أو تلك.
إن هؤلاء يؤسسون ثقافة هي أشد خطرا من الثقافات الدكتاتورية التي ادعوا أنهم جاءوا لمحاربتها, وهم من خلال تلك الثقافة السياسية المرتبكة والمتناقضة والمشوشة يساهمون في تضييع شعوبهم تماما ويجعلوها مقسمة وتائهة وضالة وعاجزة عن تبين جادة الصواب. وأن صدر المرء سرعان ما يضيق, حينما يجابه ذلك النوع من الناس الذين يبدلون خطابهم وينتقلون من النقيض إلى النقيض, حتى ولو بدون استراحة بين النقيضين.
ولست مترددا في القول إنني على استعداد أن أناقش بعثيا أو قوميا أو شيوعيا لفترة مفتوحة ما دام يحمل موقفا متماسكا من مختلف القضايا في المنطقة العربية والإقليمية, وإنني رغم اختلافي معه حول الموقف من سوريا وليبيا والبحرين أشعر أنه يتحرك من موقف متجانس على صعيد الرؤيا والتوجه وأنه لا يغير وجهه كما يبدل ثيابه. نعم.. ربما سيكون موقفه مرفوضا من هذه القضية أو تلك لكونه موقفا مؤيدا لأفكار وأيديولوجيات بان تعثرها, ولآليات بات واضحا خللها, لكنه من ناحية أخرى سيكون واضحا في التعبير عن فكرته فكرته ومتماسكا ومنسجما معها سواء اختلف الزمان أو اختلفت الجغرافيا, وبهذا فهو ليس انتهازيا أو متذبذبا أو تائها أو مرتبكا أو مشوشا كأولئك الذين لا تشعر وأنت تحاورهم سوى بالحاجة إلى الصمت في لحظة الحوار الأولى.
وإلا ماذا سيكون شعورك تجاه إنسان يدافع عن النظام السوري بحجة أن الإطاحة به سوف تتسبب بالضرر الفادح للأمن العربي والإقليمي ويقف في الوقت عينه ضد النظام البحريني دون أن يعنيه ما يمكن أن يتسببه ذلك على صعيد الإضرار بالأمن العربي في الخليج مع تناس كامل لما تسبب به موقفه هو بالذات على صعيد الموقف من صدام حسين والذي تتوج بمجئ الاحتلال وليس بتعثر الأمن الإقليمي وحده.

إن الناس الواضحون والمتماسكون, بالرغم من الاختلاف معهم, أو حتى الحرب ضدهم, هم أقل ضررا من أصحاب الفكر المرتبك والتائه والمشوش والمغشوش, وهم على الأقل أكثر احتراما لاعتقاداتهم من أولئك الذين ضاعوا في لجة التفكك والتفسخ السياسي والذين راحوا يدفعونا إلى التقزز وهم ينقلبون من مبدأ في ساحة, إلى نقيضه في ساحة أخرى, دون أي استراحة بين النقيضين.
لنأخذ مثلا موقف الجلبي وهو يتبنى قضية شعب البحرين ويدافع عنها ويتجول في عواصم عربية من أجل تقديم الدعم لها, ولنسأل ما هي الأساسيات التي يستند إليها في تحركه المبارك ذاك, وسنجد من يجيبنا بسرعة, لأن شعب البحرين مضطهد تماما حيث الأكثرية محكومة من قبل الأقلية. وسنبارك له إجابته تلك لكننا سنسأله بسرعة وماذا بشأن الأكثرية السورية المضطهدة, وسيكون متوقعا عندها أن يفك صاحبنا حصار الجواب عن نفسه بالحديث عن الأمن الإقليمي المهدد حال غياب بشار عن سدة القيادة, حتى كأن أرحام النساء عجزت عن تلد غيورا على حكاية الأمن الإقليمي هذه غير بشار.
لقد كان ممكنا لموقف الجلبي أن يكون أشد نفعا لقضية البحرين الوطنية لو جاء متماسكا ومستندا إلى أساسيات مبدئية إنسانية متجانسة هي غير الأساسيات الطائفية التي اعتمدها في تأسيس موقفه ذاك, إذ ليس من الحق مطلقا أن يكون للشعب البحريني حقوقا ولا يكون للشعب السوري مثلها, والعكس سيكون صحيحا أيضا إذا ما جاء سياسي من السنة العراقيين لكي يتحدث عن حقوق الأكثرية (السنية) في سوريا ويتلافى الحديث عن ذلك في البحرين لأن الأكثرية هناك ليست من طائفته.
وليس صعبا علينا أن نرى أن الموقف العراقي المنحاز طائفيا بإتجاه سوريا أو البحرين سيبدأ متناقضا ومتعارضا مع مصلحة الشعب العراقي نفسه لأنه يعمق الخلاف الطائفي الذي يدعي الساسة أنهم غير ملتزمين به. ولو كان هؤلاء السادة حريصين على وحدة شعبهم العراقي حقا لأدرك الواحد منهم مقدار ما يتسبب به الموقف الطائفي المنحاز على الساحة العربية من أخطار على هذه الوحدة. ولكن من أين يأتيهم ذلك الحرص وهم الذين لم يقدموا لشعوبهم سوى الفرقة والتمزق والتناحر الطائفي.
لو إننا اتفقنا على الأساسيات الإنسانية أولا ثم رتبنا بعد ذلك اختلاف عقائدنا السياسية وصولا إلى تلك المبادئ لأمكننا أن نشفى من مرض الازدواجية السياسية والطروحات المشوشة المرتبكة التي تقسم شعوبنا على أساس طائفي وتجعلنا من نصيب هذه الدولة أو تلك, ولصار بإمكاننا أن نعيد بناء وحدتنا الوطنية ليكون لنا عراق واحد من جديد.
لكن مع رجال من هذا النوع, ومع أفكار متناقضة مشوشة مرتبكة بهذا المستوى سيكون الأمل بتحقيق ذلك ضربا من المحال.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجز ...
- التسامح وصِلاته الدينية
- ستلد الطائفية نهضة حينما تلد القرود أسودا
- المشي مع السلاحف أم الركض كما الغزلان
- حسن العلوي والدولة الكردية.. بين قوة الضعف وضعف القوة
- النجفيان الدمشقيان.. الجواهري وجمال الدين
- الأتراك قادمون
- اغتيال المهدي.. حينما يكون الاتهام صحيحا وإن كان خطأ
- أنظمة بالية وخطاب سياسي مستهلك
- بين ليبيا العراق.. مقارنات بائسة
- إيران والعراق...التعويضات وأشياء أخرى
- لا تجعلوا كراهية صدام مفتوحة وبدون شروط
- الفساد في محاربة الفساد
- الهجمة العنصرية الأوروبية.. المهاجرون سبب أم ضحية
- إشكالية التقليد ودولة الفقيه لدى الشيعة الإمامية
- جريمة النرويج.. وإن للحضارة ضحاياها أيضا
- الرابع عشر من تموز.. من بدأ الصراع, الشيوعيون أم البعثيون ؟
- الإسلام السياسي وصراع الحضارات
- تصريح النجيفي.. تهديد أم تحذير
- نوري السعيد.. جدلية القاتل والمقتول


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - سوريا, العراق, البحرين.. رايح جاي