أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق














المزيد.....

ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على عكس اسمها المركب جاء حديث كونديليزا رايس عن غزو العراق واضحا وبسيطا جدا.. ( لم نذهب إلى هناك من أجل الديمقراطية وإنما ذهبنا لمطاردة القاعدة, ولأن العراق يهدد أمننا القومي في المنطقة ), أما جورج ستيفانو بولس أحد أشهر مقدمي البرامج في أميركا فقد تلقف الخبر بدهشة ربما تكون مصطنعة, فثمة حقائق ظهرت بعد الغزو كانت وضعت الجميع أمام حقيقة تلك الحرب الكاذبة العناوين, وبسرعة أدرك هؤلاء أن الولايات المتحدة لم تذهب إلى العراق من أجل الديمقراطية كما زعمت إدارتها. ولأن إعلاميا بارزا مثل ستيفانو بولس كان انتظر كل هذه السنين لكي يتعرف على حقيقة تلك الحرب من فم العزيزة كاندي فالحل أمامه هو أن يتقاعد فورا.

وعلى عكس ما أوصى به غوبلز وزير إعلام هتلر فإن رايس لم يعد يهمها من مسلسل الكذب أن يستمر حتى يصدقها الناس, فإمام مغريات الربح الذي سيجلبه كتابها عن أيامها في الخارجية الأمريكية, وإنفكاكها من قيد العلاقات الرسمية, يبدو تفجير القنابل الإعلامية واردا ( الشرق الأوسط هو من أكثر المناطق عدم استقرار في العالم, لذلك ذهبنا إلى العراق لغرض أن نجابه القاعدة وليس لغرض بناء الديمقراطية ) ومن الأكيد أن موقع العراق الجغرافي وقدراته السياسية وتاريخه في تلك المنطقة يجعله في القلب منها, كما أن الطبيعة الجيوسياسية والاقتصادية تجعل الشرق الأوسط واحدا بحيث تختفي الحدود الفاصلة بين الدول ويتقدم النفط وحماية إسرائيل على جميع العوامل المتفرقة ليجمعها في منطقة واحدة أسمتها المصالح الاحتكارية: الشرق الأوسط. وحدث أن كان الظرف العراقي قد نضج تماما لكي يعطي الإدارة الأمريكية المبررات الكافية لتبدأ رحلة كان هدفها الحقيقي المخفي الاطمئنان على أن الشرق الأوسط ما زال في الجيب, ثم ترتيب الأمور هناك بحيث يظل في الجيب لعقود قائمة.

كنا صدقنا رواية إقامة الديمقراطية التي وضعها الأمريكيون تبريرا لغزوهم العراق لو صدقنا بإمكانية أن يبعث الله نبيا من لاس فيجاس. لكن عصر النبوة كان انتهى قبل أن تتأسس أمريكا بأكثر من ألف عام. ونعرف أن النظام الأمريكي هو نظام قائم على الربح والخسارة وأن البراغماتية نفسها هي نظام تتقدم فيه المصالح على الأخلاق وتعمل الثانية فيه من أجل مكيجة الأولى.
وقد لا يوجد عيب كبير في هذا, ذلك أن أهم أهداف السياسة هو تحقيق مصالح الدول. لكن إثم البراغماتية سيظهر جليا حينما تدعي إمكانية أن يكون لها نظاما أخلاقيا يتقدم على مصالحها المادية أو يعمل بمعزل عنها. لقد حدث ذلك في العراق, ولذا فنحن لم نكن بحاجة إلى الفترة التي احتاجها ستيفانو بولس لإدراك ذلك, أو كنا بحاجة لكي نسمع عن ذلك من فم العزيزة كاندي. كل ما كنا بحاجة إليه هو أن نستعمل ذاكرتنا البسيطة لكي نسترجع حقيقة أن أمريكا كانت ضد الدكتاتورية مع كاسترو لكنها أيضا كانت ضد الديمقراطية مع أليندي. ففي منطقة واحدة من العالم كان هناك موقفا سياسيا متناقضا إلى حد الارتباك الأخلاقي الصارخ.

ولو أن أمريكا كانت قررت, من خلال غيبوبة ليس لها تفسير, أن يكون لها نظاما أخلاقيا يسبق مصالحها, ويحرم عليهما الافتراق, لجعلت طريق وصولها إلى العراق يمر من خلال السعودية. وحتى في زمن الربيع العربي الذي ساندته أمريكا وكان لها يد فيه فهو كان حدث في الدول العربية النصف ديمقراطية في حين أن هذا الربيع تغاضى عن المرور في الدول ذات الأنظمة المشيخية الوراثية التي لا صلة لها بالديمقراطية لا من بعيد ولا من قريب.

المصالح أولا, ومن ثم الأخلاق التي تعمل في خدمة المصالح, وتمكيج وجهها بالشكل الذي يقدمها إلى العالم حلوة ومغرية, أو على الأقل مقبولة.. ذلك هو النظام الأمريكي. وقد لا يوجد خلل في ذلك, لكن العيب هو أن تدعي الدولة شيئا وتعمل شيئا خلافه. وقد أصاب شاعرنا هدفه بدقة حينما قال لا تنهى عن خلق وتأتي مثله, حتى بت أحسب أنه قالها في وصف دولة تنبأ أنها ستقوم بعد موته بأكثر من ألف عام.
كان صدام قد وضعنا في فم المدفع.
أما الأمريكان.. فقد وضعوا المدفع في فمنا.
وفي مواجهة أقدارنا العراقية.. تنوعت المدافع.
لكن الموت ظل واحدا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما صار أعداء الفدرالية أنصارا لها
- من سايكس بيكو إلى محمد حسنين هيكل.. قراءة جديدة للتاريخ
- ثقافات سياسية تائهة
- سوريا, العراق, البحرين.. رايح جاي
- سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجز ...
- التسامح وصِلاته الدينية
- ستلد الطائفية نهضة حينما تلد القرود أسودا
- المشي مع السلاحف أم الركض كما الغزلان
- حسن العلوي والدولة الكردية.. بين قوة الضعف وضعف القوة
- النجفيان الدمشقيان.. الجواهري وجمال الدين
- الأتراك قادمون
- اغتيال المهدي.. حينما يكون الاتهام صحيحا وإن كان خطأ
- أنظمة بالية وخطاب سياسي مستهلك
- بين ليبيا العراق.. مقارنات بائسة
- إيران والعراق...التعويضات وأشياء أخرى
- لا تجعلوا كراهية صدام مفتوحة وبدون شروط
- الفساد في محاربة الفساد
- الهجمة العنصرية الأوروبية.. المهاجرون سبب أم ضحية
- إشكالية التقليد ودولة الفقيه لدى الشيعة الإمامية
- جريمة النرويج.. وإن للحضارة ضحاياها أيضا


المزيد.....




- السيدة الأولى للعراق تأخذ كاميرا CNN بجولة في منزل طفولتها.. ...
- التهريب عبر القنال الإنجليزي.. تحقيق لبي بي سي يكشف عن عصابة ...
- هل يرضخ حزب الله لقرار حكومة لبنان بنزع سلاحه؟ وما خياراته؟ ...
- زوجة رئيس كوريا الجنوبية المعزول تمثل للتحقيق في قضايا فساد ...
- لماذا إعادة احتلال قطاع غزة -فخ إستراتيجي-؟ خبير عسكري يجيب ...
- غزة.. صوت الجوع يصرخ من عظام الطفلة مريم
- صحيفة إسبانية: الكارثة الإنسانية في السودان تتفاقم في ظل انت ...
- تفاصيل لخطة احتلال غزة ومئات القادة الإسرائيليين السابقين يح ...
- عضو بالكنيست يدعو لإزالة قبر الشهيد عز الدين القسام من حيفا ...
- -فخ جديد-.. مصادر: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حذّر نتنياهو ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق