أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)














المزيد.....

لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أكد بعض الأخوة في محافظة صلاح الدين على أن مطالبتهم بالفدرالية لا غرض سياسي لها ولا دافع سوى السعي لرفع مستوى محافظتهم الاقتصادي وتطوير شأنها الإداري وضمان حقوق مواطنيها . كما وأكدوا على أن مطالبتهم بالفدرالية هي مطالبة دستورية وليس فيها ما يخالف التوجه السياسي العام للدولة العراقية, ولا لتجاربها على هذا الصعيد, مستشهدين بالتجربة (الفدرالية) الكردية التي كان لها قدرة تطوير (الإقليم الكردي) التي أصبحت تجربته الإيجابية على أصعدة مختلفة حافزا لبقية العراقيين الذين وجدوا أن تجربة المركز لم تقدم نفسها بشكل جيد وإن العثرات الإدارية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية التي يجابهها أو التي يساهم بصناعتها ستمنعه دون أدنى شك من تجاوزه لأزماته وتجعله يُسقِط تلك الأزمات تلقائيا على بقية المحافظات.

على عكس ما يظنه بعض المطالبين فإن الفدرالية لا معنى لها الآن إن لم يكن لديها دوافع أو استحقاقات سياسية سواء كانت هذه الفدرالية في البصرة أو صلاح الدين, وذلك لأن الخطاب الإداري والاقتصادي التي استندت إليها كونها ستفتح طريق المحافظة وأهلها نحو مزيد من التنمية, وقبل ذلك إلى ضمان نصيبها العادل من الثروة وتشغيل الأيدي العاملة وما شاكل من هذه الأمور, هو خطاب غير كاف وغير مقنع وذلك لسبب بسيط وهو أن التخلف العراقي الحالي ليس حكرا على صلاح الدين وحدها, بل هو عام وشامل وذا أسباب تتعلق بالطبيعة الفكرية للنظام وببنيته السياسية المشوهة التي تبدأ بالمذهبية ولا تنتهي بالجهالة والتجهيل والعمالة والفساد. كما أنه ليس من الحق نسيان كونه أيضا نتيجة موروثة للكوارث التي خلقها النظام الصدامي وتفنن في تعظيمها, إضافة إلى أن الفساد والتخلف وضعف التنمية ليس مسؤولا عنها المركز لوحده بل هي العقلية والمجاميع التي باتت تحكم العراق على امتداده, وبالتالي فإن ما هو موجود منها في بغداد هو ذاته الذي يتواجد في جميع المحافظات الأخرى, فالرجال هم ذاتهم وكذلك الأحزاب والمنظومة القيمية, وإذا ما انبثقت الدعوات الفدرالية في ظل ظروف ومعطيات كهذه فسوف يكون محتملا لها أن تقوم لغير عناوينها المعلنة.
إن تحقيق التنمية والقضاء على التخلف لا بد وأن يعتمد أولا التعرف على طبيعة هذا التخلف وتقصى أسبابه لغرض التعامل مع بنيته الحقيقية. وفيما يخص العراق فإن وضعه العام كاملا هو الآن في مواجهة ما يمكن أن يعتبره هذا الجزء أو ذاك مشكلته الخاصة. وإن كون التخلف هو مركزي وعام وشامل ومتأسس على عوامل ذات علاقة بصلب النظام السياسي والاجتماعي العراقي الحالي يستوجب تجميع الجهود لا تفريقها وذلك لإيجاد بديل عراقي وطني اجتماعي وفكري صالح في مجابهة العقليات والأفكار والمناهج التي تملك الآن قرار - الدولة اللادولة - وتهيمن على سياستها ومناهجها.

وإن المتفحص لتاريخ العراق الحديث سوف لن تفوته أبدا ملاحظة أن هناك محافظات عراقية كانت عانت في زمن سابق, لسبب أو لآخر, أكثر مما عانته محافظات أخرى. وإذا ما أخذنا البصرة مثلا فسنرى كيف أنها كانت عانت من حروب ثلاثة وهي أغنى محافظة عراقية. لكنها مثل بقية المحافظات كانت عانت من الهم العراقي العام بفعل ظروف معينة لا بفعل نيات مبيتة ضدها بالذات.
أما محافظة ميسان التي يذكر عنها أنها تحتوي على ثروة نفطية هائلة فإن من المفترض أن تكون قد طالبت بالفدرالية قبل عشرات السنين وذلك لما عرف عنها من فقر وتخلف يفوق مما في بقية المحافظات بكثير.

إن الأعذار والحجج الإدارية والاقتصادية التي باتت تستعمل لتبرير قيام الفدراليات ليست مقنعة بالمرة إلا إذا تأكد أن هذه المحافظة أو تلك باتت تعيش وضعا استثنائيا سيئا من دون المحافظات الأخرى وأن لا سبيل هناك لإنقاذها سوى في الحل الفدرالي ذاته.
لكن وبوجود وضع عراقي متخلف عام فإن اللجوء إلى الحل الفدرالي قد يكون خطوة مغرقة في الذات المحلية وطريقة للهروب إلى الأمام ليس أكثر, وأن خطوة بهذا الاتجاه, في بلد يحكمه خطاب سياسي وثقافي متخلف يتوزع بالتساوي على أطرافه مثلما يتجسد في مركزه, ليس متوقعا لها أن تكون بديلا إيجابيا بل أنها على العكس سوف تكون بوابة لدخول صراعات جزئية أخرى, داخلية وخارجية, من شأنها أن تزيد على التدهور الذي أريد لمشروع الفدرالية أن يقضي عليه.
وفي أحوال عدة, وعندما تأخذك خطواتك إلى المكان الخطأ, فسوف تكتشف أن ما كان خلفك هو أفضل بكثير مما صار أمامك, وأنه كان بإمكانك أن تتطلع إلى معالجة الرأس الذي يشكو من الصداع المزمن واستعمال الأدوية والمعالجات بهذا الاتجاه بدلا من الظن بإمكانية أن تكون معالجة الأطراف هي الحل المطلوب.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره
- علاقة البعثيين بفدرالية صلاح الدين*
- ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق
- ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق
- حينما صار أعداء الفدرالية أنصارا لها
- من سايكس بيكو إلى محمد حسنين هيكل.. قراءة جديدة للتاريخ
- ثقافات سياسية تائهة
- سوريا, العراق, البحرين.. رايح جاي
- سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجز ...
- التسامح وصِلاته الدينية
- ستلد الطائفية نهضة حينما تلد القرود أسودا
- المشي مع السلاحف أم الركض كما الغزلان
- حسن العلوي والدولة الكردية.. بين قوة الضعف وضعف القوة
- النجفيان الدمشقيان.. الجواهري وجمال الدين
- الأتراك قادمون
- اغتيال المهدي.. حينما يكون الاتهام صحيحا وإن كان خطأ
- أنظمة بالية وخطاب سياسي مستهلك
- بين ليبيا العراق.. مقارنات بائسة
- إيران والعراق...التعويضات وأشياء أخرى


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)