رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*

جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 04:36
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
جعفر المظفر

الأخوات والأخوة في التجمع المبارك

لقد تابعنا بجدية واهتمام جهودكم المباركة من أجل بلورة وعي حقيقي بهموم القطاع النفطي الذي طالما لعب الدور المتقدم على صعيد بناء الدولة العراقية الحديثة أو على صعيد إعادة بنائها من جديد, والذي يجب أن يوضع الآن في خدمة حماية وتنمية وطننا العراقي العزيز.
وإذ نحن نولي اهتماما كبيرا للجوانب السياسية والفكرية في هذه المرحلة التاريخية المهمة في حياة شعبنا ووطننا فإن ميلنا للإغراق في هذه الجوانب, رغم أهميتها, على حساب التركيز على حماية ثروتنا النفطية, وهي عمودنا الفقري الاقتصادي, والتلكؤ عن دفع عملية الاهتمام بها لكي تحتل المقام الأول, سيجعلنا شركاء في التعمية على عمليات النهب والتفتيت التي تتعرض لها هذه الثروة مما سيعجل بدوره لوأد أي مشروع تنموي ونهضوي من جهة, كما وسيساهم أيضا من جهة أخرى في رفد مشاريع التجزئة الجغرافية والاجتماعية من خلال توفير المقومات الاقتصادية التي تشكل أحد أهم مقومات نجاح هذه المشاريع , ولذا فنحن ننظر إلى دور الأخوة من خبراء النفط في هذا التجمع بعين التقدير والاحترام ونعتبرهم الحراس الأمناء على ثروة شعبنا وعلى مستقبل أجياله.
.
لقد فاتنا في حمى الصراع على السلطة, وما أنتجه الاحتلال, أو ما قام بتفعيله من أمراض اجتماعية وفي مقدمتها الطائفية والفساد, وما ورثناه من التخلف الذي أنتجه النظام القديم, لقد فاتنا أو فوتوا علينا فرصة ترتيب الأولويات وفي المقدمة منها الاهتمام الجدي بالثروة النفطية, وزينوا لنا الإغراق في تفاصيل كان أحد أهدافها إلهاؤنا عن حماية ثروتنا الأساسية وذلك تمهيدا لسرقتها تحت جنح ظلمة اختلافاتنا ومعاركنا الجانبية.
ولقد حانت اللحظة التي تحتم علينا ضرورة جعل القطاع النفطي في صلب اهتماماتنا اليومية, لا لغرض المحافظة عليها كثروة وطنية لا يجوز التفريط بها فحسب, وإنما لجعلها أيضا طريقا لتوحيد الإرادة الوطنية من جديد, ووسيلة لإعادة إصطفاف وتوحيد كوادرنا العلمية حول هدف إستراتيجي واضح وأساسي بعيدا عن المناهج العنصرية والعصبيات التي من شأنها أن تعيد تمزيق شعبنا وتضع بعضه في مواجهة البعض الآخر.
وإن ما تضمه هذه القائمة من الأسماء الخيرة, العراقية المنبت والهوية والانتماء والأهداف, هو تجسيد للإرادة الوطنية الموحدة التي سنتجاوز من خلالها, مع تجمعات مهنية وثقافية وسياسية موحدة أخرى, كل عوامل التخلف والفرقة والتمزق.
ولقد فرحنا حقا أن نعثر في ندائكم من أجل الوقوف ضد محاولات تجزئة الثروة العراقية أو سرقتها, على شخصيات من مختلف أطياف الشعب العراقي ومن مختلف العهود وهي تضع توقيعها في ذيل النداء مؤكدة على أن العراقيين هم كيان تتجدد وحدته أثناء النوائب وأن المراهنة على تمزيقه وتجزئته سوف تبوء حتما بالفشل أمام عزم طليعته المثقفة ومفكريه وخبرائه وأكاديميه وجماهير شعبه الواعية.
.
ولا بد لنا أن ننوه هنا على ضرورة أن يجري الاقتراب من هذا الملف الأساسي بالطريقة التي تحفظ وحدة شعبنا العراقي دون أن نسمح للشركات الاحتكارية أن تحقق أرباحها على حساب مصالح شعبنا ومستقبله فثمة ما يؤكد على أن هذه الشركات قد باتت على أبواب استثمار ما خلقه الاحتلال من فرقة وتمزق ديني وطائفي وقومي لكي تعقد صفقات لا تحقق مصلحة الشعب الاقتصادية أو السياسية ولا تراعي شروط السيادة الوطنية التي توجب عليها المرور إلى السوق العراقية النفطية من خلال القنوات السيادية التي يتفق الجميع على احترامها, ولسنا نرمي بذلك إلى حرمان أي جزء من شعبنا من حقه الطبيعي في ثروته النفطية غير أننا نحرص دائما على أن يتم ذلك من خلال اتفاقات سياسية ومؤسسات سيادية تشرع لعملية توزيع الثروة بطرق لا تتعارض ووحدة العراق الدستورية ولا تشجع على اختراقها ولا يكون لها بالتالي القدرة على تأسيس نزاعات تجزيئية جديدة أو تعمق من السابقة التي يجب العمل بكل إخلاص من أجل ترتيقها بالشكل الذي يراعي مصلحة الجميع.

ونجد أن من واجبكم الاستمرار في دوركم الريادي هذا بأن تطوروا ما قمتم بتحقيقه من خلال دراسات وملفات ونشاطات بإمكانها أن تكون في متناول الجميع ممن تهمه مصلحة البلد وأن يتحول تجمعكم المبارك هذا إلى مؤسسة جماهيرية حرفية مفتوحة لجميع العراقيين من ذوي الاختصاص أو الثقافة ومؤهلة للعب دور ريادي يكون من أولوياته متابعة النشاط النفطي لطرق أبواب السياسيين والمشرعين والمجالس ذات الاختصاص أو الاهتمام أو المسؤولية من أجل مساعدتها على معرفة الطريق وتنبيهها إلى الأخطار المحيقة وتأشير كل الممارسات التي من شأنها أن تطور القطاع النفطي أو تلك التي تسبب الإضرار به مع بناء ثقافة نفطية عامة تؤهل أبناء شعبنا لمعرفة هموم هذا القطاع ونشاطاته.

حياكم الله أيها الوطنيون الغيارى وبارك في تجمعكم الرائع وعملكم المخلص من أجل حراسة ثروة العراق الوطنية وحراسة العراق من خلال حماية ثروته وصيانة وحدة أراضيه واستقلاله ومستقبل أجياله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نص الرسالة التي رفعها خبراء نفطيون عراقيون في أعقاب تجاوز شركة اكسون على الشروط السيادية لعقود النفط مع العراق
بغداد فى 17 تشرين ثان 2011
السادة رئيس وأعضاء مجلس الوزراء المحترمين

م/ تأييد
نحن الموقعون أدناه، نؤيد موقفكم الصائب من شركة أكسون موبل، وندعم توجهكم لإلغاء عقدها في حقل غرب القرنة ، خاصة وأننا نعتقد بأن موقفكم سليم من الناحيتين القانونية والدستورية. ونؤكد لكم دعمنا الفني لزيادة أنتاج النفط والغاز من هذا الحقل والحقول الأخرى، خاصة فيما يتعلق بمشروع حقن الماء المشترك الذي أشرفت عليه شركة أكسون موبل. ونرى أن خروج هذه الشركة قد يوفر فرصة للنظر في إمكانية توحيد تطوير هذا الحقل العملاق، كونه حقلا" واحدا".
وفى نفس الوقت، نرفض سياسات إقليم كردستان المتعلقة بالنفط والأراضى المختلف عليها، كونها مبنية على التفرد وفرض الأمر الواقع، خلافا" للدستور.
أن المصلحة الوطنية ، تحتاج إلى قرارات صعبة. وهذه القرارات الصعبة تحتاج إلى حكومة وطنية قوية لا تخش في الحق لومة لائم، ولو على حساب بقائها فى السلطة.
نرجو لكم النجاح ومن الله التوفيق.

#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات