أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى














المزيد.....

إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حينما وضعت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها كان متوقعا أن يعاد ضبط الأوزان في منطقة الخليج التي لم تكن تتحمل أبدا نصا يتعارض والتفعيلة الأمريكية.
قبل صدام كان برجينيف السوفيتي, ثاني الكبار في نادي العظماء, قد مد ساقه قليلا ليختبر حرارة المياه الدافئة, لكنه فضل العودة إلى حمامات موسكو الساخنة بعد ان ردت واشنطن على مشروعه لحيادية الخليج بقولها.. لا يا فخامة الرئيس, كل العالم يمكن أن يكون على الحياد, وربما حتى واشنطن.. ولكن إلا الخليج فهو أمريكي.
لا أحد بإمكانه أن يقنعنا أن الرجل الذي كان رضي التنازل مرة أخرى عن نصف شط العرب بعد حرب دامت ثمانية سنوات لم يكن يستطيع النوم لأن الكويت لم تعد إلى أحضان الوطن الأم. وأن من الصعب علينا أيضا أن نصدق قصة (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق) التي حكاها صدام لتفسير دخوله إلى الكويت. ولو حدث أن كان خفض سعر النفط الذي أقدمت عليه الكويت هو الذي أثار غضب أبو عدي لكان من حق إيران والسعودية وفنزويلا وبروناي وحتى قطر أن تتسابق قبله لاحتلال الديرة وإغلاق ديوانياتها, فلم يكن العراق وحده الذي إنخفض لديه منسوب الدولار لكنه بكل تأكيد كان الوحيد الذي انخفض لديه منسوب الأفكار.

لكن دعونا من ذلك كله, فنحن لسنا الآن معنيين سوى بحكاية أن الحرب المدمرة ضد العراق في عام 1991 وما تبعها من حصار ومن غزو بعد ذلك, لم تكن لتحدث لولا دخول العراق إلى الكويت. وسأقول لمن يذكرني بدور غلاسبي, إن الأمر لا يتحمل مزاحا أبدا لأننا لن نصدق إن ابتسامة امرأة, حتى لو كانت أمريكية, بإمكانها أن تخدع رجلا كان فهم صراع الإستراتيجيات على مسرح حرب دامية إستمرت لأعوام ثمان.

كان بوش الأب يلعب الغولف في كمب ديفيد حينما أخبره وزير خارجيته أن صدام وقع في حفرة الغولف الكويتية, ولو كان بوش يتقن الزغاريد لأسمع كل ساكني الكمب زغرودة الفرح بذلك الوقوع الثمين, فلقد حانت أخيرا لحظة الخروج الأمريكي إلى عالم حاول الصغار اللعب في ساحاته. الواقع أن صدام كان ساعد أمريكا على أن تشفى من عقدة فيتنام. وقتها كانت أمريكا بحاجة ماسة إلى الخروج في جولة ترتيب العالم من جديد بعد تسارع انهيار الإتحاد السوفيتي, وكان صعبا تحقيق ذلك لو لم تكن هناك موقعة يمكن الحديث من خلالها عن الأخطار التي تهدد طريقة الحياة الأمريكية وعن قضية قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق.

رغم قساوة الدرس العراقي فإن هناك ثمة رجال يرفضون التعلم وفي المقدمة منهم الإيرانيون. والتذكير بالدرس العراقي ليس معناه أن تتخلى إيران عن مصالحها الوطنية ودورها الإستراتيجي في المنطقة, وحتى برنامجها النووي فهو يحتاج إلى وقفة للحكم عليه من خارج دائرة التهويل أو الخصومة مع الأطماع الإيرانية, وبينما كان من حقنا أن نصطدم بالسياسات المدمرة لصدام فلقد كان لزاما علينا في وقتها أن لا ننسى أن الكلام الأمريكي عن هذه الأخطاء لم يكن لوجه الله. كذلك فإن علينا أن نفك الاشتباك بين موقفنا المعادي للطموحات الإيرانية على حسابنا وبين حق إيران كدولة ذات سيادة وكجار نتطلع أن تكون لنا وإياه علاقات طيبة. ولهذا نظن, كما كانت حالة ظننا مع صدام, أن إيران ستكون قادرة على إدارة ملفات صراعتها بنجاح, وحتى ذلك الخاص بمشروعها النووي لو أنها حرصت على عدم اللعب قرب الحفر المحرمة.
لقد كان بإمكان صدام أن يلعب طويلا في ساحته دون أن تكون أمريكا قادرة على أن تقنع العالم أنها ستحارب بالنيابة عنه ضد أخطار "النازية" الجديدة.
واليوم فإن أمريكا تستطيع الضغط بكل السبل لمنع إيران من إنجازها مشروعها النووي, لكن تورط أمريكا في حرب جديدة يحتاج إلى حفرة عميقة كحفرة الكويت, ولا أظن أن احتلال خليج هرمز أو غلقه هو أقل خطرا على أمريكا من خطر احتلال الكويت.
بالأمس كانت أمريكا قد عانت من عقدة فيتنام التي ألزمتها حدودها خلف المحيطات لمدة عشرين عاما, وراهن صدام على إمكانية تشغيل تلك العقدة لمنع أمريكا من التفكير بالخروج العسكري إلى العالم وحتى إشعار آخر.
واليوم ربما يراهن نجادي على معاناة أمريكا من العقدة العراقية معتقدا أن بإمكانها أن تمنع الخروج العسكري الأمريكي إلى العالم مرة أخرى وحتى إشعار آخر.
لكن لا صدام ولا نجادي قادر على أن يفهم سر الشغف الأمريكي بلعبة الغولف وطريقة تسجيل الأهداف التي تعتمد بشكل رئيسي على إتقان دحرجة الكرة نحو الحفرة.
ولأن من طبع الحمقى أن لا يتعلموا أبدا فليس مستبعدا أن يكون هرمز حفرة نجادي بعد أن كانت الكويت هي حفرة صدام.
.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف العراق من سوريا.. ميجاهيلية سياسية
- فليحاكم الهاشمي سريعا.. أصل الحكاية 3
- تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2
- بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول
- مثال الآلوسي.. وقانون التسي تسي
- قضية الهاشمي والقضاء العراقي المستقل
- من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره
- علاقة البعثيين بفدرالية صلاح الدين*
- ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق
- ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق
- حينما صار أعداء الفدرالية أنصارا لها
- من سايكس بيكو إلى محمد حسنين هيكل.. قراءة جديدة للتاريخ


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعود إلى القاهرة بعد عقد اجتماعات مع مس ...
- إسرائيل تهاجم وزيرا إسبانيا حذر من الإبادة الجماعية في فلسطي ...
- تكريما لهما.. موكب أمام منزلي محاربين قديمين في الحرب الوطني ...
- بريطانيا تقرر طرد الملحق العسكر الروسي رداً على -الأنشطة الخ ...
- في يوم تحتفل فيه فرنسا بيوم النصر.. الجزائر تطالب بالعدالة ع ...
- معارك في شرق رفح تزامناً مع إعادة فتح إسرائيل معبر كرم أبو س ...
- لماذا لجأت إدارة بايدن لخيار تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل؟
- بوتين يشيد بقدرة الاتحاد الأوراسي على مجابهة العقوبات الغربي ...
- كشف من خلاله تفاصيل مهمة.. قناة عبرية تنشر تسجيلا صوتيا لرئي ...
- معلمة الرئيس الروسي تحكي عن بوتين خلال سنوات دراسته


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى