أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين














المزيد.....

اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل كان من باب سياسة فن التدويخ أن يؤكد السيد المالكي على أن السيارة المفخخة في مرآب مجلس النواب كانت استهدفته ولم تستهدف النجيفي, أم أن تأكيده ذاك جاء لتقاسم الأضواء مع النجيفي الذي بات إسمه متداولا في وسائل الإعلام جميعها بسبب الظن أنه كان هدفا للعملية الإرهابية تلك
أما عن فن التدويخ فهو فن يستخدم لصرف النظر عن عجز بات من الصعب إخفاءه إلا بالأساليب التي تصرف الذهن عنه. يذكر في هذا الصدد أن حاكما كان جمع أكثر من خمسين فأر في كيس وطلب من وزرائه أن يفكروا بالطريقة التي تضمن أن لا تتقافز الفئران بعد فتح الكيس. الحاكم الذي كاد أن ييأس من وزرائه فوجئ بألمعي منهم وهو يخض الكيس ويديره في الهواء بسرعة حتى إذا ما فتحه فقد تبين أن كل الفئران الخمسين لم تعد تقوى على الحركة بل كانت تروح يمنة ويسرة لتسقط في مكانها عاجزة ومستسلمة. هنا تقدم حاكمنا حفظه الله ليكلف هذا الوزير الألمعي بتشكيل الوزارة فقد ضمن انه اختار الرجل المناسب للمكان المناسب.
ليس فن التدويخ وحده الذي كان وراء هدف تصريحات قاسم عطا وتأكيد المالكي على أنه, وليس النجيفي, من كان هدف التفجير الإرهابي, وإنما هناك احتمال أن تكون الغيرة أيضا قد لعبت دورها من أجل تقاسم الأضواء الإعلامية التي أشعلتها تلك الحادثة, فلقد كان مقدرا أن تشتغل الفضائيات والصحف لفترة اسبوع على الأقل لتغطية الحدث مما كان سيجعل النجيفي نجما لشباك التذاكر بدون منازع, وهو أمر لم يكن بالمقدور تحمله خاصة وقد تأكد في الأسابيع الأخيرة على الأقل أن دولة السيد المالكي قد أصبح مالئ الدنيا وشاغل الناس بعد أن صار صعبا أن يمر يوم بدون أن يوجه خطابا للجماهير أو يعقد مؤتمرا صحافيا أو يعطي تصريحا على الطائر لوكالة إعلامية.
لست اشك لحظة واحدة أن المالكي هو هدف مفضل للعمليات الإرهابية, لكن من حقي أن أشك بكون الإرهابيين أغبياء إلى الدرجة التي تجعلهم يخططون لعملية ستوجب عليهم ركن السيارة في مرآب مجلس النواب لحتى حضور المالكي الذي ربما لن يحل إلا بعد أسبوعين على الأقل. وما دام قد أعلن أن تفخيف السيارة وصناعة المتفجرات قد تمت في المنطقة الخضراء ذاتها فإن المواطن يستطيع أن يقرأ الحدث بأشكال من المؤكد أن الناطق باسم عمليات بغداد كان قد أنتبه إلى أن روايتها بشكل سليم سوف تؤكد عجزه ورؤسائه عن الوفاء بالالتزامات الأمنية الضرورية. وسيكشف ذلك من ناحية أولى عن وجود اختراق امني كبير يتناقض مع أطنان من التصريحات الإعلامية التي تشير إلى تحسن الأوضاع الأمنية, مثلما يؤكد على فشل الأجهزة الأمنية التي لم تستطع رغم عددها وعديدها أن تدافع عن الخط الأول للدولة العراقية, أي المنطقة الخضراء.
لكن تصريحا حول وجود طرف من داخل العملية السياسية هو الذي يقف وراء التفجير سوف يأخذنا إلى حالة هي أخطر بكثير من الحالة التي يخلقها إخفاق المؤسسة العسكرية. مباشرة يجعلنا هذا نظن أن هناك محاولة لتبرير العجز الأمني عن طريق البحث عن ضحايا من داخل العملية السياسية ذاتها, خاصة وإن هذه العملية تتحمل الصفعات على الوجه والركلات على المؤخرة. وبما أن جميع مفاصل الأمن باتت بيد المالكي فقد كان متوقعا أن يتلقى هذا الأخير مراوغات قادته الأمنيين بكثير من الارتياح بعد أن يكونوا قد خلصوه من ورطة أن يشار إلى فشله الأمني بالأصابع العشرة.
ومن الملاحظ أن الأجهزة الأمنية سرعان ما تعلن عن إلقاء القبض على الإرهابيين المنفذين للعمليات الانتحارية ومن يقف ورائهم من الدول والأفراد وهو أمر يدعونا ليس إلى الإعجاب بكفاءة هذه المؤسسات فحسب وإنما بالانبهار بأداءها أيضا, لكن من حقنا أن نتساءل كيف يمكن أن تكون كفاءة بهذا الإعجاز عاجزة عن إحباط عملية بمستوى العمليات الأخيرة في حين تكون لها القدرة على كشف منفذيها والمخططين لها وغاياتها بعد الساعات الأولى التي تمر على التنفيذ.
وكالعادة لم يبقى البعثيون هذه المرة بعيدا عن الأضواء, فهم جزء من الرَسَبي أو الوصفة التي صارت أساسا للطبخات الجاهزة, فالذين نفذوا العملية, وفق ما جاء في تصريحات السيد المالكي, هم التكفيريون والبعثيون, وهي معادلة صار من المهم أن نقترب منها بحذر وتأني, وأن لا نقبلها على علتها لأن "الرسبي" نفسه بات على أعتاب أن يتغير, هذا إن لم يكن قد تغير بالفعل. سوف نصدق أن التكفيريين هم أعداء أشداء للسيد المالكي ولقد إشتد عداؤهم له أكثر نتيجة لموقفه المتعاطف والمساند والمتحالف مع نظام بشار,ولكن ولنفس السبب يخبرنا المنطق, إن لم تخبرنا قوانين السياسة, أن البعثيين باتوا أقرب إلى المالكي مما كانوا عليه البارحة, والسبب واضح وبسيط.. الأسد من جانبه يعلن أن العراق هو الأوكسجين الذي تتنفس منه سوريا, وبما أن المالكي هو الذي يحمل اسطوانة الأوكسجين تلك, وهو الذي يملك معمل تعبئتها, فإن حمايته من قبل البعثيين, وليس اغتياله, يصبح أقرب إلى الأذهان حقا, إذ ليس من المعقول أن يقوم البعثيون باغتيال المالكي الذي بات يشكل مصدر الأوكسجين الرئيسي لبلد ستضيق عليهم الأرض لو اختنق نظامه.
وبالرغم من ذلك فإن المالكي لم يغلق نهايات الحدث على شخصه بل أعلن أن تأثيره على العملية السياسية سيكون متقاربا لو أن النجيفي كان هو الهدف أيضا. بهذا الاستعداد كان ممكنا أن يتم الاقتراب من الحدث بشكل أفضل لو أن المالكي أكمل مشواره في هذا الاتجاه ليتوعد في الوقت نفسه, وبوصفه المسؤول الأول عن الأمن, بمطاردة إرهابي حادثة النواب بدون أن يزج نفسه بتصريح قد لا يسهل تفسيره إلا من خلال قصة الكيس وفئرانه الخمسين.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره
- علاقة البعثيين بفدرالية صلاح الدين*
- ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق
- ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق
- حينما صار أعداء الفدرالية أنصارا لها
- من سايكس بيكو إلى محمد حسنين هيكل.. قراءة جديدة للتاريخ
- ثقافات سياسية تائهة
- سوريا, العراق, البحرين.. رايح جاي
- سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجز ...
- التسامح وصِلاته الدينية
- ستلد الطائفية نهضة حينما تلد القرود أسودا
- المشي مع السلاحف أم الركض كما الغزلان
- حسن العلوي والدولة الكردية.. بين قوة الضعف وضعف القوة
- النجفيان الدمشقيان.. الجواهري وجمال الدين
- الأتراك قادمون


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين