أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي














المزيد.....

العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3612 - 2012 / 1 / 19 - 22:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي
جعفر المظفر
لغرض قيام النظام الديمقراطي لا يكفي أن تعلن الأحزاب المشاركة فيه إيمانها بالمسألة الديمقراطية وممارستها لبعض مناهجه, وإنما يجب عليها بدء أن تمارس تلك الديمقراطية داخل صفوفها فكرا وعقيدة ومناهج وآليات, وذلك لإنتاج عناصر ديمقراطية حقيقية تساهم بنصيبها في رفد قضية الديمقراطية كحالة بناء اجتماعي شاملة وليس كوعاء لتوزيع السلطة.
إن الأحزاب الشمولية وفي المقدمة منها الأحزاب الدينوسياسية, تمارس الديمقراطية من باب النفاق السياسي حتى تتمكن نهائيا من السلطة لتكون الردة عن الديمقراطية إثرها نتيجة متوقعة وحتى حتمية , وهؤلاء تنطبق عليه الآية الكريمة ( قل لن تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم), وبوجود ممارسة كهذه فإن هذه الأحزاب تؤكد ليس على كفرها بالسياسة فقط وإنما بالدين أساسا, وليس هناك فرصة لتفسير هذه الممارسة الكاذبة بمبدأ التقية الذي لا يؤدي تعميمه إلى هذا المستوى سوى إلى القضاء على ركائز الدين الأساسية التي تضع الكذب والنفاق في أعلى درجات الممارسة اللاأخلاقية.
وإن الناظر إلى الساحة الديمقراطية العراقية سيراها متخمة بأحزاب ومجموعات غير ديمقراطية أساسا, لا من ناحية الفكر والعقيدة, ولا من ناحية البناء والآليات والممارسة, لكنها أحزابا وتجمعات كانت قد اضطرت مرغمة بفعل الإرادة الأمريكية إلى الاجتماع سوية تحت عنوان "الديمقراطية" وذهبت مرغمة إلى ممارستها بشكل قسري.


لكن ليس من الحق اشتراط قيام الديمقراطية بضرورة وجود أحزاب وتجمعات ديمقراطية ناجزة البناء والعقيدة, ففي الحالة العراقية مثلا قيل أن بإمكان التجربة على الأرض أن تنجب تطورا في هذا الاتجاه, فتتحول الأحزاب الشمولية وأحزاب الربع أو النصف ديمقراطية إلى أحزاب ديمقراطية بإمكانها أن تقترب من النموذج أو التعريف العالمي المتفق عليه, هذا إذا اتفقنا على وجود "ستاندرد" عالمي عام بمواصفات النظام الديمقراطي المطلوب.
وما زال هناك من يؤكد على إمكانات أن تكون هناك حالة تأثر وتأثير بين النظام الديمقراطي الذي "اضطرت" أمريكا لإقامته, كصبغة – أخلاقية – لطلاء احتلالها العسكري, وبين الأحزاب والحركات التي وجدت نفسها, باختيار أو باضطرار, جزء من ذلك المشروع "الديموريكي". كما أننا ما زلنا نستمع من وقت إلى آخر إلى الحكاية التي تؤكد على أن معظم الديمقراطيات العالمية لم تكن ولدت جاهزة وكان عليها أن تمر بمواقف صعبة لكي تتطور وتتماسك بالاتجاه المطلوب.

لكن هل كان ممكنا أن تتحقق عملية التأثر والتأثير بغياب الحد المقبول من الإيمان بالمسألة الديمقراطية فكرا وسلوكا, لا أعتقد.. فثمة احتمالات كبيرة لأن تكون هناك ردة على المسألة الديمقراطية حال تغير موازين القوى مما يؤكد على أن ديمقراطيات من هذا النوع غالبا ما تنهار حالما ينسحب عرابها تاركا لإرهاصات عقيدتها الأساسية الشمولية أن تقود الردة المؤكدة عن الديمقراطية لفرض أشكال مشوهة ولا علاقة لها بجوهر الديمقراطية ذاتها.
إن نقلة الحزبين الشيوعيين, الفرنسي والإيطالي, التي تحققت في منتصف الستينات من القرن الماضي من الإيمان بالفكر الشمولي إلى القبول بالممارسة الديمقراطية لم يكن مقدرا لها أن تتم إلا بعد "دمقرطة" الحزب فكريا وتنظيميا لجعله في حالة تناغم مع طبيعة النظام السياسي للدولة والمجتمع, وحتى لا يكون هناك خطاب سياسي مزدوج من شانه أن يتأسس على أو أن يؤسس إلى حالة نفاق سياسي عريضة. ومع ذلك فإنه لم يكن مقدرا لتلك التجربة أن تقوم أو تستمر بنجاح لولا أن النظامين الديمقراطيين نفسهما في كل من إيطاليا وفرنسا كانا قد قطعا شوطا طويلا في إرساء أسس راسخة للديمقراطية وبالمستوى القادر على إحداث عملية التأثير في هذين الحزبين بالمستويات التي تحرس انتقالهما إلى الديمقراطية بدون خوف, وتمنع عودتهما عنها.


وبعيدا عن تفاصيل ما حدث في العراق بعد الإنسحاب الأمريكي فإنه لا يمكن نكران أن كثيرا من الأسباب الرئيسة للتدهور إنما تكمن في حالة النفاق السياسي التي تتحكم بالمشهد العراقي من حيث العلاقة بالمسألة الديمقراطية حيث يبدو العراق كبلد ديمقراطي ولكن بدون ديمقراطيين.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي
- المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد
- إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى
- موقف العراق من سوريا.. ميجاهيلية سياسية
- فليحاكم الهاشمي سريعا.. أصل الحكاية 3
- تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2
- بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول
- مثال الآلوسي.. وقانون التسي تسي
- قضية الهاشمي والقضاء العراقي المستقل
- من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره
- علاقة البعثيين بفدرالية صلاح الدين*
- ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي