أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كيف تكره الأسد دون أن تحب حمد














المزيد.....

كيف تكره الأسد دون أن تحب حمد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 15:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أما أن تكون معنا أو تكون ضدنا.. حاول بوش من خلال هذا المعادلة المقرفة أن يعيد ترتيب العالم بعد أن انتهت ثنائية المواجهة الرأسمالية الشيوعية التي كانت اتخذت على عاتقها تقسيم العالم وترتيب التحالفات طيلة عقود الحرب الباردة.
وبينما راح مستشاروه يمسحون دخان تصريحه حول الحرب الصليبية التي نادى بها للرد على عدوان القاعدة على بنايتي المركز التجاري العالمي فإنهم لم يتركوا معنى ذلك التصريح يفلت, بل أنهم جعلوه أكثر جاذبية حينما أعادوا صياغته على الشكل التالي.. من ليس معنا فهو مع الإرهاب.
وهكذا جرى تقسيم الدول والحركات السياسية وحتى الأشخاص وخاصة في بلداننا المنكوبة إلى: مع أمريكا وضد بن القاعدة, أو بالعكس. وراح أكثر الساسة يتدافعون لكي يظهروا في الصورة حيث يقف العم بوش.
وكان لنا نحن العراقيون قصة مأساوية مع هذه الثنائية المجحفة التي تم من خلالها إرساء ثقافة الصراع الدولية, فلقد خرجت جيوش الأنكل لكي تغزو العراق, وكانت إحدى أهم اللافتات التي رفرفت فوق رؤوسها هي لافتة الحرب ضد الإرهاب.

ثنائية التقسيم السياسي هي ثنائية مجحفة ومقرفة ومؤلمة, وهي إحدى الوسائل الرئيسة للهيمنة على العالم بعد تعويم صراعاته وتبسيط هذا الصراع لكي يتمحور بين قطبين رئسيين أحدهما يمثل محور الخير والثاني يمثل محور الشر.. وفي هذه الثنائية فإن قوى الخير هي ثابتة حتى الدورة الأخيرة لكوكبنا الأرضي, وممثلة بكل تأكيد بالولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور حول محورها, أما قوى الشر فهي متغيرة وتعتمد على طبيعة المرحلة والتحديات, فهي الشيوعية في الحرب الباردة, وهي إيران والعراق وكوريا الشمالية في مرحلة ثانية, وهي القاعدة في مرحلة ثالثة..
ومع هذا التقسيم الذي يعتمد على قاعدة إن لم تكن معنا فأنت ضدنا, سوف لا تظل لك خيارات خارج الميدان الذي تقرره لك أمريكا وإلا لصنفوك إلى جانب الإرهاب.
ثنائية الشر والخير, صدام وبوش, القاعدة وأمريكا, لم يجعلها عباقرتنا السياسيون تمر دون أن يُعرِقوها أو يُعِرِبوها, ففي الصراع الدائر حاليا بين الشعب السوري المتطلع للحرية من ربقة وظلم دكتاتورية الأسد والذي أثبت فيه السوريون شجاعة لا توصف, في ملحمة كهذه يطلع علينا سخفاء السياسة وصبيانها قائلين:
إن لم تكن مع الأسد فأنت مع حمد.
وهكذا يسقط هولاء في مستنقع آسن يتبرأ منه أشد المجرمين, ويجنحون مثلما جنح بوش بالأمس حينما قسم العالم إلى معسكرين واحد يتبع محور الخير والثاني يتبع محور الشر.
ومع هذيان كهذا فهم إنما يعظمون "حمد" نفسه من حيث أرادوا ذمه.
فإن تكون مع "حمد" إذا وقفت إلى جانب الشعب السوري الذي يرتكب الحكم الدكتاتوري القمعي الأسدي ضده جريمة العصر معناه أن "حمد" يقف على الجانب الصحيح من المشهد السوري التاريخي.. وهي إشادة أؤمن أن حمد لم ينلها إلا بفضل منهم.
ولذا فهم يتحملون الوزرين معا في وقت واحد, وزر الوقوف ضد الدم السوري ووزر توصيف حمد كأحد الواقفين الأساسيين دفاعا عن هذا الدم. .

بالأمس جاء جندي من جيش الإمام علي (ع) يسأله في "صِفين" بعد أن أتعبته الحروب وضيع عليه إعلام معاوية حقيقة المشهد : مع من نقف يا بن أبي طالب ؟! أنت تقول بأنك أمير المؤمنين وكذلك يدعي معاوية, فمن علينا أن نتبع. فما كان من الإمام إلا أن قال له : ويحك.. جد الحق تجد رجاله.
واليوم هل سيكون بالإمكان أن نبحث عن الحق خارج مشهد الذبح اليومي للأطفال والنساء والرجال ذلك الذي يجري يوميا في شوارع وأحياء سوريا جميعها.
وهل أن بإمكان أحد أن يقنعنا بأن من الخطأ أن نساند هذا الدم لأن حمد يسانده.
أو إنا سنكون مع حمد لو إنا كرهنا الأسد.

نعم هناك مأزق حقيقي, لكنه بكل تأكيد مأزقهم لا مأزقنا.
فنحن لسنا مجبرين أن نحب الأسد لكي لا نحب حمد, لأن بإمكاننا أن نكرههما في وقت واحد, كل لأسباب خاصة به.
وقبل أن نكره هذا أو نحب ذاك, أو نكرههما معا, فنحن مع الشعب السوري, ونحن ضد من يذبحه مهما كان إسمه ورسمه ودينه وقوميته وطائفته.
وسنلعن كل انتماء يجبرنا أن نقف إلى جانب الظالم ضد المظلوم.. سواء كان هذا الانتماء لمذهب أو دين أو قومية.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة.. مدينة السياب والشاوي وأهلها الطيبين
- طائفيو المهجر
- ما الذي فشل مع فشل الاستجواب
- الخلل في الدستور أم في الرجال والنظام
- ديمقراطية بدون ديمقراطيين وعراق بدون عراقيين
- لماذا لا يقود المالكي المعارضة بدلا من مجلس الوزراء
- من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة
- الطالباني ومخالفته الدستورية الأخيرة
- المالكي وسحب الثقة والورقة الكردية
- هل صرناالآن بحاجة إلى المنقذ
- عبدالله بن سبأ وقضية سحب الثقة من المالكي
- حكاية اللابديل.. فاقد الشيء هل يعطيه
- شيطنة الآخر.. من الاشتباك بالسلاح الأبيض إلى الاشتباك بأسلحة ...
- ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي
- ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه
- الخلط بين بناء السلطة والدكتاتورية
- أزمة سلطة أم أزمة وطن
- وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب
- حل المشكلة بمشكلة.. إجه يكحله عماها


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كيف تكره الأسد دون أن تحب حمد