أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جعفر المظفر - البصرة.. مدينة السياب والشاوي وأهلها الطيبين














المزيد.....

البصرة.. مدينة السياب والشاوي وأهلها الطيبين


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 19:55
المحور: سيرة ذاتية
    


.. قبل فترة كتب البعض عن المرحوم اللواء مزهر الشاوي الذي كان مديرا عاما للموانئ العراقية طيلة الخمسة سنوات من حكم الزعيم عبدالكريم قاسم.
, والمناسبة كانت إزاحة الستار عن تمثال للشاوي أمام البوابة الرئيسة لأرصفة المواني في مدينة المعقل..
بالنسبة لي أنا الذي عشت في مدينة المعقل آنذاك طفلا ويافعا ثم شابا قبل أن أغادر إلى بغداد لا تنقصني معرفة بالرجل أو بإنجازاته, ولذلك رأيت أن إقامة تمثال له في هذه الفترة إنما يعبر عن وفاء لما كان عليه الرجل من صفات أخلاقية رائعة وإنجازات كانت تكللت ببناء مدينة المعقل النموذجية على مساحات شاسعة بعد أن كانت تملؤها الصرائف والمستنقعات..

وفي زمن الفساد هذا والطائفية الذي يعيشه العراق الحالي فإن إقامة تمثال لرمز من رموز النزاهة والبناء يعطينا قراءة لا يمكن لها أن تكون منعزلة عن الصفات البصرية ذاتها.
ولكون الرجل كان "سنيا" ومن الشاوية "العبيدات", ولكون البصرة, وخاصة المعقل التي أقامت له التمثال, هي "شيعية" المذهب في غالبها, فإن ذلك جعلني أتنفس إرتياحا, معتقدا أن البصرة من خلال هذا العمل الصغير يحجمه والكبير بمعناه, قد أكدت على أن لها تاريخا هو خارج فعل التغطية الطائفية. وإن الروح والأخلاق الطيبة التي هي سمة أساسية من سمات هذه المدينة العظيمة بإمكانها أن تعود سريعا لتؤكد على إنها والبقية من مدن العراق, قادرة على أن تكون أعظم من أن تقزمها الطائفية القميئة الهزيلة أو أن تمسخ هويتها المتحضرة المفعمة بصفات الكرم والطيبة والتسامح والتي كانت أعطت للإنسانية الكثير.

ولم يكن صعبا علي أن أفسر ذلك, فبالإضافة إلى ميزة الإقرار بفضائل الرجل, فلقد شعرت أن الناس هناك حققت لي ما يمكن أكون فعلته بنفسي فيما لو كنت هناك وبيدي إزميل نحات.
ولفعلت ما فعله جاري النحات المبدع "نداء كاظم" حينما خلد إسمه بعمله المتقن والبارع الذي أنتج تمثال السياب المنتصب على ضفة شط العرب الكبير بالقرب من منبع نهر العشار, وكأني أسمعه وهو يتطلع ببصره نحو الخليج يتحدث بمطلع قصيدته " الأسلحة والأطفال " الذي قال فيه..

كأني أسمع خفق القلوع
وتصخاب بحارة السندباد
رأى كنزه الضخم بين الضلوع
فما إختار إلاه كنزا.. وعاد
فأحس أنه بهذا يتحدث مع كل من يبحث عن كنزه خارج ضلوعه, وهو حديث لا شك أنه يليق بأهل العراق في هذا الزمان.
.
إن السياب والشاوي كانا ثنائية رائعة, فإن ذكر أحدهما فلا بد أن يذكر الثاني, حيث أن الشاوي, العسكري الوطني الشاعر الأديب, كان قد رعى السياب بعد أن سدت في وجهه السبل فأحسن رعايته, فكأني بتمثال الشاوي على الطرف الشمالي من البصرة وتمثال السياب على طرفها الجنوبي يحكيان عن إحدى القصص التاريخية التي تجسد العلاقة الحميمة ما بين الحاكم العادل والأديب الفذ وتضعان للجغرافية شواخص جديدة قوامها الأدب والعلم والثقافة.
وكأني بأحد هؤلا ء الجغرافيين يكتب وهو يحاول أن يعرف حدود البصرة ليقول أنها الأرض التي يقع في شمالها مزهر الشاوي وفي جنوبها بدرالسياب, والتي يسكنها ناس معروفين بكرم الأخلاق وطيبة المعشر والذين لا بد يعرفون جيدا أن كنزهم الحقيقي هو الذي مكانه الضلوع.
ودون كنز كهذا فإن كل كنوز الأرض لا يمكن لها أن تبني وطن.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائفيو المهجر
- ما الذي فشل مع فشل الاستجواب
- الخلل في الدستور أم في الرجال والنظام
- ديمقراطية بدون ديمقراطيين وعراق بدون عراقيين
- لماذا لا يقود المالكي المعارضة بدلا من مجلس الوزراء
- من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة
- الطالباني ومخالفته الدستورية الأخيرة
- المالكي وسحب الثقة والورقة الكردية
- هل صرناالآن بحاجة إلى المنقذ
- عبدالله بن سبأ وقضية سحب الثقة من المالكي
- حكاية اللابديل.. فاقد الشيء هل يعطيه
- شيطنة الآخر.. من الاشتباك بالسلاح الأبيض إلى الاشتباك بأسلحة ...
- ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي
- ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه
- الخلط بين بناء السلطة والدكتاتورية
- أزمة سلطة أم أزمة وطن
- وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب
- حل المشكلة بمشكلة.. إجه يكحله عماها
- أعظم مفقود وأهون موجود.. دعوة لتشكيل حزب بإسم حزب الماء


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جعفر المظفر - البصرة.. مدينة السياب والشاوي وأهلها الطيبين