أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - القدس.. عاصمة إسرائيل














المزيد.....

القدس.. عاصمة إسرائيل


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القدس.. عاصمة إسرائيل
يوم أمس حسم الحزب الديمقراطي الأمريكي الموقف الذي تضمنه برنامج الرئيس الإنتخابي أوباما بشأن القدس كعاصمة لإسرائيل. في حملة عام 2008 كان الرئيس أوباما قد أجل الحديث عن ذلك أو دعى إلى حذفه من برنامج الحزب. ماذا كان وراء قصة الحذف تلك.. ؟ لا بد أن أوباما كان حسبها جيدا, ففي تلك الفترة كان يكفي أن يقف أمام مشهدين أساسيين هما الموقف من الحرب في العراق والحالة الإقتصادية المتدهورة لكي يدخل إلى ساحة السباق الرئاسي متيقنا من الفوز. فشل الرئيس بوش في معالجة المأزقين كان فسح الطريق أمام منافسه المفوه, وكان ذلك قد ساعد أوباما أن يكسب المعركة في حين لم تكن إسرائيل وقتها قادرة على أن تزج بنفسها في معركة الرئاسة لأن هموم الساحة الأمريكية حينها قد تقدمت كثيرا على همها. يضاف إلى ذلك فإن الربيع العربي لم يكن دخل على العرب والمسلمين ليجعلهم منشغلين تماما في أمر صراعاتهم الداخلية التي أنستهم قصصهم القديمة وفي المقدمة منها قضية فلسطين, ولا بد أن أوباما قد وضع نصب عينيه آنذاك أن يقدم أمريكا للمسلمين من خلال موقف يتضمن تهدئة اللعبة معهم ومع العرب, ولذا كانت القاهرة هي إحدى أهم المحطات الخارجية التي حرص على أن يتقرب للعالم الإسلامي من خلالها.

في المؤتمر الذي عقد قبل يومين عاد أوباما شخصيا لتضمين برنامج الحزب الديمقراطي الفقرة التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل بعد أن كان هو ذاته من أوعز لحذفها من برنامج الحزب في الدورة السابقة.
للعثور على تفسير ملائم علينا أن نتذكر أن منافسه الجمهوري رومني كان زار إسرائيل قبل شهر ليعلن من القدس إعترافه بها عاصمة لإسرائيل. إضافة إلى ذلك فإن خطاب أوباما الانتخابي قد فقد القوة التي كان عليها أثناء الانتخابات الأخيرة, فالوضع الاقتصادي لم يتحسن بعد والإنسحاب الأمريكي من العراق كان قد تم مما أدى إلى تراجع تأثير الورقة العراقية على الساحة الإنتخابية. وما زال الوضع في أفغانستان متدهورا ولذا فإن الحاجة إلى إسرائيل قد تقدمت كثيرا.

ماذا سيكون عليه موقف الناخب العربي والمسلم بعد هذا الإعلان. الواقع إنني لم يتسنى لي بعد الإطلاع على مواقف التجمعات المؤثرة التي تؤثر عادة على توجهات الناخبين, ولا بد أن الأمر سيحظى بكثير من النقاش , لكن هناك ثمة أمر قد حسم ولا أعتقد بوجود فرصة ولو ضئلة لتغييره, فالقرار كان حصل على تأييد أغلبية الثلثين المطلوبة لإقراره, ولا بد أن الحيثيات التي تقدمت للمساعدة على إقراره قد إعتمدت على حقيقة أن الموقف اليهودي عاد ليلعب دورا حاسما بعد ان تراجع تأثير العوامل الحاسمة الأخرى التي كان لها التأثير الأكبر في الإنتخابات السابقة.
ويجعلنا هذا الموقف في مواجهة حسابات مهمة وأولها أن الاعتقاد بوجود صوت انتخابي عربي أو مسلم مؤثر على الساحة الأمريكية هو إعتقاد غير سليم, فالتأثير على البرامج السياسية لكلا الحزبين من القضية الفلسطينية ذاتها كان ينبع من حقائق اساسية بعيدة عن حسابات ثقل هذا الناخب.

وفي المرحلة السابقة كانت حسابات الحرب الباردة قد إنتهت لصالح إسرائيل أيضا حيث أصبح الظهر العربي مكشوفا بعد إنهيار الحليف السوفيتي مما أفقد العرب كثيرا من قدرات المراوغة السياسية للحصول على المواقف المساندة أو المحتفظة. لكن وبسبب التوجه الأمريكي لحسم المعركة في العراق وأفغانستان فقد كان هناك ثمة حاجة ماسة لتلطيف الموقف تجاه العديد من القضايا الهامة وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس.غير أن الأمر مع العراق كان قد حسم تماما ومثله أيضا فإن الموقف في افغانستان قد تراجع تأثيره في حين ترجحت كفة العامل الاقتصادي كثيرا على بقية العوامل الأخرى, فالبطالة ما زالت على أشدها, ورغم أن رجالا مؤثرين مثل الرئيس الأسبق كلنتون قد حاول أن يوضح للناخب الأمريكي كيف أن أوباما قد نجح على الأقل في إيقاف التدهور الاقتصادي على أمل أن يعبر إلى مرحلة الإنقاذ الأخرى إلا ان الناخب الأمريكي غالبا ما يرى بعينه قبل عقله أو قلبه. وكالعادة فالمراهنة على التغيير ستكون في محلها مما يعيد للحزب الجمهوري مكانته التي فقدها في الانتخابات السابقة, خاصة وإن مرشحه يحاول أن يؤكد على تجربته الاقتصادية الناجحة كرجل أعمال ناجح.

على جهة أخرى كان الموقف قد تغير كثيرا وحتى عكسيا. العرب الذين أدانوا التدخل العسكري الأمريكي في العراق صاروا يستنجدون بالمساعدة العسكرية الأمريكية لحسم الموقف ضد حكوماتهم المتساقطة بسبب الربيع العربي, ولم تعد أمريكا بحاجة ماسة إلى الموقف العربي بل اصبح العرب بحاجة إليها مما يعفيها من كثير من التزاماتها السابقة وفي مقدمة ذلك التزاماتها الفلسطينية, لا بل ويجعلها في موقف من يأخذ لا في موقف من يعطي, ويضاف إلى ذلك حاجة أغلب الأنظمة العربية إلى موقف أمريكي مساند لهم في نزاعهم المرير مع إيران الذي أصبح يتقدم كثيرا على نزاعهم التقليدي مع إسرائيل. وعلينا أن لا ننسى أن التثقيف العام ضد الإسلام والمسلمين قد نجح في بناء رأي عام مضاد استطاعت إسرائيل أن تحصد نتائجه لصالحها.

من المهم للناخب العربي والمسلم بشكل عام أن يحسبها جيدا وأن لا يصاب بالإحباط وأن لا يعول على قدراته على الساحة الأمريكية بمعزل عن تأثيرات الساحة العربية والإسلامية.. عليه أن يعلم أن القدس قد أضاعها العرب قبل أن يتخلى عنها أوباما. فهذا الأخير ليس بإمكانه أن يكون عربيا أكثر من العرب.
وإلى أن يعثر العرب على ذاتهم في هذا العالم فسيكون حديثهم عن القدس من باب أضعف الإيمان لا غير.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين حمد والعلقمي وبن سبأ .. ثلاثية القراءة الممسوخة
- هلهولة ... دخول العلم العراقي في كتاب غينيس للأرقام القياسية
- الحمار الطائفي
- هل كانت الدول الإسلامية .. إسلامية
- الدولة العلمانية لا دين لها.. ولكن هل هي ضد الدين
- العلمانية.. أن تحب الحياة دون أن تنسى الآخرة
- الإسلام السويسري *
- دولة الإسلامويين ومعاداة العلمانية
- الطائفية.. من صدام إلى بشار
- أن نتقاطع مع الدم السوري.. تلك هي المشكلة
- ثلاثة طرق طائفية للهجوم على الطائفية
- كيف تكره الأسد دون أن تحب حمد
- البصرة.. مدينة السياب والشاوي وأهلها الطيبين
- طائفيو المهجر
- ما الذي فشل مع فشل الاستجواب
- الخلل في الدستور أم في الرجال والنظام
- ديمقراطية بدون ديمقراطيين وعراق بدون عراقيين
- لماذا لا يقود المالكي المعارضة بدلا من مجلس الوزراء
- من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة
- الطالباني ومخالفته الدستورية الأخيرة


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - القدس.. عاصمة إسرائيل